المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الهادي بالذات وشؤون هدايته  
  
1049   03:12 مساءً   التاريخ: 2023-05-30
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج1 ص539-543.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

الهادي بالذات وشؤون هدايته

كما أن الأمر بطاعة رسل الله وأولي الأمر لا يتنافى مع (التوحيد العبادي)، وكون الله سبحانه (معبودا بالذات)، وكما أن الأمر بالاستعانة بالصبر والصلاة وأمثالهما ينسجم مع حصر الاستعانة بالله(1)، كذلك فإن إسناد الهداية إلى القرآن الكريم والنبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)  يتناسب مع كون الله سبحانه (هادية بالذات)، وذلك لأن إسناد الهداية إلى القرآن والنبي (صلى الله عليه واله وسلم)  إنما هو إسناد لوجه من الوجوه الإلهية لأن غير الله لا يكون مستقلا في الهداية.

وتوضيح ذلك هو: أن الهداية في القرآن الكريم تارة تسند إلى الله سبحانه كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 213] وتارة إلى غير الله كإسنادها إلى القرآن: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] أو إلى الأنبياء: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } [الأنبياء: 73] أو إلى النبي مع الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ، {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52] أو إلى العلماء وذوي الكفاءة من البشر: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [الأعراف: 159].

اسناد الهداية إلى الله هو إسنادها إلى الهادي الأصيل وبالذات وأما نسبتها إلى الآخرين فهي نسبة إلى شؤون هداية ذلك الهادي بالذات وليست إسنادا إلى هاد آخر غير الله سبحانه، لأنه يستحيل أن يكون الله ربا بالذات ومعبودا ومستعانا بالذات ومحضا، ثم يكون هناك شخص آخر هاديا مستق؟ أو شريكا للهداية الإلهية.

وعلى أساس التوحيد الأفعالي فإن كل فاعل (في الهداية وغيرها) درجة من درجات وشأن من شؤون فاعلية الله سبحانه، والقرآن الكريم يبين هذه الحقيقة، فعلى الرغم من أنه أسند الهداية في بعض الآيات إلى هداة آخرين كالنبي لكنه يصرح في آيات أخرى بنفي الهداية عن غير الله ويقيم برهانا على ذلك، كما في قوله تعالى: { قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس: 35](2).

فالترديد في هذه الآية الكريمة بين هادئين بالحق، لا بين هاد ومضل، لكن حيث إن أحدهما هاد بالحق أي أن الله سبحانه منشأ ومصدر الهداية والهادي بالذات، والآخر لا يملك شيئا من ذاته، لذا لابد أن يهتدي هو أولا حتى يستطيع أن يهدي الآخرين، لذلك فإن الهادي بالذات هو الجدير بالاتباع(3).

بناء على ذلك فإن الهادي بالذات هو الله، والمصلون عند قراءة الآية الكريمة: {اهدنا الصراط المستقيم} يطلبون الهداية منه بما أنه هاد بالذات، وهذا الهادي بالذات يهدي المجتمع بواسطة القرآن والنبي وأوليائه الذين يهتدون بالله أولا ثم يهدون بإذنه {قد جاءكم من الله ور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام}(4).

وأما الذي ليس مهتدية على طريق الحق، فهو لا يستطيع أن يكون هادية للآخرين، وبالطبع هناك فرق واضح بين الشخص المهتدي في. طريق الحق ومع الحق، كالذي عليه أولياء الله: "علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار"(5)، وبين من هو مصدر الحق وأصله وفاعله وسبب ظهوره: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [البقرة: 147] ؛ فالإمام يدور حول محور الحق حيث إنه هو و نفسه اهتدى أولا ومن ثم أصبح هادية لغيره، ولكن الله مصدر الحق وهاد بالذات، فالذي جميع ما في الكون جند له: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [الفتح: 4] يعلم جيدا كيف يهدي ومن هم الذين يجعلهم مهتدين أولا وهادين للآخرين ثانيا.

تنويه: 1. ليست الهداية تتم دائما عن طريق المسجد والمدرسة أو من الأستاذ إلى التلميذ، بل تحصل أحيانا من رفيق العمل والجار وكذلك قد تكون من التلميذ إلى الأستاذ. ولهذا فإن الكثير من أساطين

العلم قد تلقوا فيوضات كثيرة بواسطة تلاميذهم، وما يطرحونه من أسئلة عليهم وقد فتحت لهم أبواب البحث والتحقيق بواسطة الاحتمالات التي يثيرها تلاميذهم.

2. الله سبحانه الهادي بالذات كما مر بيانه، تارة يطلع الناس بواسطة الوحي وتبليغ الأحكام (أي عن طريق الهداية التشريعية) على فوائد  ومنافع السير على الصراط المستقيم، ويحذرهم من خطر السقوط والانحراف منه، وتارة يمسك بأيديهم بالهداية التكوينية ويوصلهم إلى الهدف المقصود.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. تفصيل هذا البحث مضى في آية {إياك نعبد وإياك نستعين} قسم اللطائف تحت عنوان التوحيد العبادي وطاعة الرسول.

2. سورة يونس، الآية 35. الهداية في آيات القرآن تارة تذكر دون حرف جر كما في اهدنا الصراط المستقيم، وتارة بحرف "الي" كما في {وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ: 6] وفي بعض الموارد بحرف اللام" كما في: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [الإسراء: 9] و { {قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ} [يونس: 35].

3. كلمة (أحق) في هذه الآية الكريمة (أفعل تعيين) وليست (افعل تفضيل) والمقصود منها الأولوية التعيينية، كالأولوية في الآية الكريمة: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75] فهي ليست أولوية ترجيحية.

4. سورة المائدة، الآيتان 15-16. تعبير (يهدي به في هذه الآية الكريمة يدل على انت هداية القرآن في الواقع هداية الله والقرآن ليس الا أداة للهداية، كما يقال للقلم انه (يكتب و اسناد الكتابة في الحقيقة هو للكاتب، والقلم أداة ليس أكثر. فإسناد الهداية للقرآن وأمثاله من قبيل اسناد الفعل الى الآلة والأداة.

5. البحار، ج 38، ص 188.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .