اثناء انهماك العثمانيين بالحرب مع النمسا، جرى اتصال سري بين الصفويين والمجريين، أسفر عن تعاون الطرفين ضد العثمانيين، العدو المتكافئ لكليهما، كما تمكن الشاه طهماسب من تحقيق تحالف مع الامبراطور شارل الخامس امبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة الذي كان في حالة حرب مع العثمانيين، وقد أرسل الامبراطور موفدين الى بلاط الشاه في عام 1529 لتعزيز علاقات الصداقة. زيادة على ذلك ان حوادث الحدود بين الدولتين الصفوية والعثمانية، الناجمة عن تحركات القبائل الكردية كانت احدى الاسباب المباشرة لإذكاء الحرب بينهما، فضلا الى الاوضاع المضطربة التي تحكم الاقاليم الصغيرة الواقعة على الحدود بين الطرفين والسياسة المتقلبة لحكامها. بل كان هناك نزاع مستمر بين اتباع الصفويين في الحدود الشرقية من الاناضول وبين امراء الحدود العثمانيين. واتهم الشاه اسماعيل الصفوي بأنه بعد وفاة السلطان سليم عام 1520 استغل انشغال السلطان سليمان القانوني في حملاته في بلغراد ورودس واعطى زخماً لنشاطاته الدعائية في الاناضول وسعى الى شن الغارات على الحدود العثمانية في شرقي الاناضول واقامة النفوذ على العشائر في المنطقة. كما استاء العثمانيون من محاولات الشاه طهماسب اثارة القزلباش في الاناضول، مقتفيا خطى والده اسماعيل، فعلى الرغم من قيام السلطان سليم الاول بمذبحته المشهورة تجاه القزلباش في الاناضول الشرقي لم يؤد الى استئصالهم في المنطقة. ومهما يكن من أمر هذه الدوافع فلم يكن بإمكان العثمانيين التخلي عن فكرة الوصول الى الخليج العربي والامتداد الى مسلمي الهند وتحجيم دور الصفويين في المنطقة، ولتحقيق هذه الغاية كان لابد من السيطرة على الطريق البري المؤدي الى الخليج العربي عبر بغداد ثم البصرة. والا لو كانت المسألة تتعلق بالصفويين وما يشكلونه من تهديد في الجزء الجنوبي الشرقي من الدولة العثمانية لاقتصرت العمليات العثمانية على ردع الصفويين او القضاء عليهم بالتوغل الى اعماق اذربيجان وإيران وليس الاكتفاء بالمناطق الحدودية ثم التوجه نحو العراق وليس متابعة السير نحو الشرق واحكام السيطرة العثمانية على العراق ومد نفوذهم الى البصرة لتكون منفذاً لهم الى الخليج العربي.