المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نظرية الحزمة Band Theory
2024-05-11
التحول الديمقراطي وأثره على التعديلات الدستورية في الوطن العربي
27-9-2018
علي (عليه السلام)خيرة المؤمنين
30-01-2015
برولامين Prolamin
19-11-2020
أسباب انتشار الصحافة المتخصصة
2024-11-17
قالب الهرم المقلوب
8/11/2022


الأدب مع الله تعالى.  
  
2132   10:40 صباحاً   التاريخ: 2023-04-21
المؤلف : الحسن بن أبي الحسن محمد الديلميّ.
الكتاب أو المصدر : إرشاد القلوب
الجزء والصفحة : ج1، ص 309 ـ 319.
القسم : الاخلاق و الادعية / آداب / اداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-2-2023 1705
التاريخ: 22-6-2017 1733
التاريخ: 22-6-2017 2059
التاريخ: 26-9-2016 1768

روي في تأويل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6] قال ابن عباس: أراد بذلك فقّهوهم في الدين، وأدّبوهم بأدب الشريعة (1).

وقال سبحانه لموسى (عليه السلام): {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 12] فأمره بالأدب بخلع نعليه عند مناجاته، فلمّا نزل قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أدّبني ربّي بمكارم الأخلاق".

وأعظم الخلق أدباً مع الله الأنبياء ثمّ الأوصياء ثمّ الأمثل فالأمثل، وأكثر الخلق تأديباً مع الله تعالى نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله بقوله سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

وقال أمير المؤمنين لولده الحسن (عليه السلام): "يا بني احرز حظك من الأدب وفرّغ له قلبك، فإنّه أعظم من أن يخالطه دنس، واعلم انّك إذا افتقرت عشت به، وإن تغرّبت كان لك الصاحب الذي لا وحشة معه، يا بني الأدب لقاح العقل، وذكاء القلب، وعنوان الفضل، واعلم انّه لا مروّة لأحد بماله وحاله بل الأدب عماد الرجل، وترجمان عقله، ودليله على مكارم الأخلاق، وما الإنسان لولا الأدب إلاّ بهيمة مهملة" (2).

قال الجواد (عليه السلام): "ما اجتمع رجلان إلاّ كان أفضلهما عند الله أءدبهما، فقيل: يا ابن رسول الله قد عرفنا فضله عند الناس، فما فضله عند الله؟ فقال: بقراءة القرآن كما اُنزل، ويروي أحاديثنا كما قلناها، ويدعو الله مُعزماً بدعائه" (3).

وحقيقة الأدب اجتماع خصال الخير، وتجافي خصال الشر، وبالأدب يبلغ الرجل مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة، ويصل به إلى الجنّة، والأدب عند الناس النطق بالمستحسنات لا غير، وهذا لا يعتدّ به ما لم يوصل به إلى رضا الله سبحانه والجنّة.

والأدب هو أدب الشريعة، فتأدّبوا بها تكونوا اُدباء حقّاً، ومن صاحب الملوك بغير أدب أسلمه ذلك إلى الهلكة، فكيف بمن يصاحب ملك الملوك وسيّد السادات.

وقد روي انّ الله سبحانه يقول في بعض كتبه: "عبدي أمن الجميل أن تناجيني وأنت تلتفت يميناً وشمالا، ويكلّمك عبد مثلك تلتفت إليه وتدعني، وترى من أدبك إذا كنت تحدّث أخاً لك لا تلتفت إلى غيره، فتعطيه من الأدب ما لا تعطيني، فبئس العبد عبد يكون كذلك".

وروي انّ النبي (صلى الله عليه وآله) خرج إلى غنم له وراعيها عريان يفلي ثيابه، فلمّا رآه مقبلا لبسها، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: امض فلا حاجة لنا في رعايتك، فقال: ولِمَ ذلك؟ فقال: إنّا أهل بيت لا نستخدم من لا يتأدّب مع الله ولا يستحي منه في خلوته، وإنّما فعل ذلك لأنّ الراعي أعطاه فوق ما أعطى ربّه.

وروي انّه (صلى الله عليه وآله) مرّ عليه غلام دون البلوغ وبش له وتبسّم فرحاً بالنبي صلى الله عليه وآله، فقال له: أتحبّني يا فتى؟ فقال: اي والله يا رسول الله، فقال: مثل عينيك، فقال: أكثر، فقال: مثل أبيك، فقال: أكثر، فقال: مثل اُمّك، فقال: أكثر، فقال: مثل نفسك، فقال: أكثر والله يا رسول الله. فقال: مثل ربّك، قال: الله الله يا رسول الله، ليس هذا لك ولا لأحد، فإنّما أحببتك لحبّ الله، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى من كان معه وقال: هكذا كونوا، أحبّوا الله لإحسانه اليكم وانعامه عليكم، وحبّوني لحبّ الله. فاختبره (صلى الله عليه وآله) على صحّة أدبه في المحبّة في الله تعالى، فالأدب مع الله بالاقتداء بآدابه وآداب نبيّه وأهل بيته عليهم السلام، وهو العمل بطاعته، والحمد له على السرّاء والضرّاء، والصبر على البلاء، ولهذا قال أيوب: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]

فقد تأدّب هنا من وجهين، أحدهما انّه لم يقل: إنّك أمسستني بالضر، والآخر لم يقل: ارحمني، بل عرّض تعريضاً، فقال: وأنت أرحم الراحمين، وإنّما فعل ذلك حفظاً لمرتبة الصبر، وكذا قال ابراهيم: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80] ولم يقل: إذا أمرضني، حفظاً للأدب.

وقال أيوب في موضع آخر: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص: 41] أشار بذلك إلى الشيطان؛ لأنّه كان يغري الناس فيؤذونه، وكلّ ذلك تأدّب منهم مع الله تعالى في مخاطباتهم، وقوم آخر افتروا عليه سبحانه، ونسبوا إليه من القبيح ما نزّهوا عنه آباءهم واُمّهاتهم.

قالوا: كلّما في الوجود من كفر وظلم وفساد وقتل وغصب فمنه، قضاه وأراده، وهذا قضاء بالباطل لأنّه سبحانه يقول: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} [غافر: 20] ويقولون: انّه سبحانه يأمر بما لا يريد وينهى عمّا يريد، وانّه أمر قوماً بالإيمان وأراد منهم الكفر، وهو تعالى يقول: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ } [الزمر: 7] ولو قيل لأحدهم: إنّك تأمر بما لا تريد وتنهى عمّا لا تكره وكذلك أبوك واُمّك لغار من ذلك وغضب وقال لقائله: إنّك نسبتني إلى السفه والجهل والجنون، فسبحانه ما أحلمه وأكرمه، ولولا حلمه ورحمته لأحلّ بالأرض النقمة غضباً على القائل بذلك والراضي به.

وانّ الله سبحانه لم يعص مغلوباً، ولم يطع مكروهاً، وإنّما أمر الله سبحانه تخييراً، ونهى تحذيراً، وأقدر على الحالين، وقد قال سبحانه: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] يعني عرّفناه الطريقين الخير والشر، وأمر سبحانه بالخير ونهى عن الشر، كما قال سبحانه: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [فصلت: 17] وقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } [البقرة: 208] وما كان يأمر بالدخول في باب ثمّ يغلقه، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، فاعتبروا وتفكّروا

ودعوا اتباع الهوى، فهو مردى لصاحبه ومهلك له، فسبحانه وتعالى كيف يجبر عباده على الكفر ثمّ يعذّبهم عليه، وعلى الزنا والسرقة والقذف للمحصنات ويأمر بحدّهم.

أفمن العدل والحكمة هذا أم لا؟ خبّرونا هداكم الله تعالى، ولا شك انّ هذه مكيدة من الشيطان عظيمة مبيحة لارتكاب كلّ قبيح وضلال، وقد قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: أَدَلَّكَ على الطريق، ولزم عليك المضيق، إنّ هذا بالحكمة لا يليق (4).

وقال (عليه السلام): "أيأمر بالعدل ويخالفه؟ وينهى عن المنكر ويؤالفه؟ لقد افترى عليه من بهذا وصفه" (5).

وقال (عليه السلام): "إذا كان الوزر في الأصل محتوماً كان المأخوذ فيهب القصاص مظلوماً" (6).

وقال (عليه السلام): "ما استغفرته عليه فهو منك، وما حمدته عليه فهو منه" (7).

وقال تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] وهذه الأقوال أجوبة لمن سأله عن القضاء والقدر من العلماء.

وأمّا جواب الإمام الحسن بن عليّ (عليهما السلام) لمّا كتب إليه الحسن البصري يسأله عن القضاء والقدر، فإنّه قال عليه السلام: من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فقد فجر، ومن حمل المعاصي على الله فقد كفر، إنّ الله سبحانه لا يُطاع بإكراه، ولا يُعصى بغلبة، ولا أهمل العباد من الملكة، بل هو المالك لما ملّكهم، القادر على ما أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يكن الله تعالى لهم عنها صاداً، ولا منها مانعاً.

وإن عملوا بالمعصية فشاء أن يحول بينهم وبينها فعل، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها اجباراً، ولا ألزمهم بها اكراهاً، بل له الحجّة عليهم أن عرّفهم، وجعل لهم السبيل إلى فعل ما دعاهم إليه، وترك ما نهاهم عنه، ولله الحجّة البالغة على جميع خلقه، والسلام (8).

قال مصنّف الكتاب رحمه الله: والأدب أيضاً التفقّه في الدين وعلوم اليقين، وثلاثة أشياء هي رأس الأدب، مجانبة الريب، والسلامة من العيب، والايمان بالغيب. والأدب كلّ الأدب أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك.

وقال شخص: إنّ الجنيد قال: إذا صحّت المودّة سقطت شروط الأدب، قلت: هذا غلط وترك للأدب، بل إذا صحّت المحبّة وخلصت، تأكّدت على المحبّ ملازمة الأدب، والدليل على ذلك انّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله كان أكثر الناس محبّة لله تعالى، وأعظمهم أدباً.

وروي إنّ الخليل بن أحمد قال لولده: يا بني تعلّم الأدب فإنّه يقوّمك ويسدّدك صغيراً، ويقدّمك ويعظمك كبيراً.

وروي انّ صبياً كان له سبع سنين وقف على الحجاج فقال: أيّها الأمير اعلم انّ أبي مات وأنا حمل في بطن اُمّي، وماتت اُمّي وأنا رضيع، وكفلني الغرباء، وخلّف (9) لي ضيعة أتموّن منها واستند إليها، وقد غصبها رجل من عمّالك، لا يخاف الله ولا يخشى من سطوة الأمير. وعليك بردع الظالم وردّ المظالم لتجد ذلك يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضراً، وما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً، فأمر بردّ ضيعته، وصرف الاُدباء من بابه وقال: الأدب أدب الله يؤتيه من يشاء، وعلى العاقل أن يتأدّب مع العالم الذي يعلّمه.

وروى عبد الله بن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام انّه قال: انّ من حقّ المعلّم على المتعلّم أن لا يكثر السؤال عليه، ولا يسبقه في الجواب، ولا يلحّ عليه إذا أعرض، ولا يأخذ ثوبه إذا كسل، ولا يشير إليه بيده، ولا يخرزه بعينه، ولا يشاور في مجلسه، ولا يطلب عوراته.

وأن لا يقول: قال فلان خلاف قولك، ولا يفشي له سرّاً، ولا يغتاب عنده، وأن يحفظه شاهداً وغائباً، ويعم القوم بالسلام ويخصّه بالتحيّة، ويجلس بين يديه، وإن كان له حاجة سبق القوم إلى خدمته.

ولا يملّ من طول صحبته، فإنّما هو مثل النخلة تنتظر متى يسقط عليك منها منفعة، والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تنسدّ إلى يوم القيامة، وإنّ طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك من مقرّبي السماء (10).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من أعان طالب العلم فقد أحبّ الأنبياء وكان معهم، ومن أبغض طالب العلم فقد أبغض الأنبياء فجزاؤه جهنّم، وإنّ لطالب العلم شفاعة كشفاعة الأنبياء، وله في جنّة الفردوس ألف قصر من ذهب، وفي جنّة الخلد مائة ألف مدينة من نور، وفي جنّة المأوى ثمانون درجة من ياقوتة حمراء. وله بكلّ درهم أنفقه في طلب العلم جوراً (11) بعدد النجوم وبعدد الملائكة، ومن صافح طالب العلم حرّم الله جسده على النار، ومن أعان طالب العلم إذا مات غفر الله له ولمن حضر جنازته".

وقالوا لمالك بن دينار: يا أبا يحيى ربّ طالب علم للدنيا، قال: ويحكم ليس يقال له طالب العلم، ولكن يقال له: طالب الدنيا، ألا وإنّ ذهاب العلم ذهاب العلماء، ومن آذى طالب العلم لعنته الملائكة، وأتى الله يوم القيامة وهو عليه غضبان، ألا ومن أعان طالب العلم بدرهم بشّرته الملائكة عند قبض روحه بالجنّة، وفتح الله له باباً من نور في قبره.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "سألت جبرئيل (عليه السلام) فقلت: العلماء أكرم عند الله أم الشهداء؟ فقال: العالم الواحد أكرم على (12) الله تعالى من ألف شهيد، فإنّ اقتداء العلماء بالأنبياء، واقتداء الشهداء بالعلماء" (13).

وقال (عليه السلام): "من أحبّ أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى طالب العلم" (14).

وقال (عليه السلام): "طالب العلم أفضل عند الله من المجاهدين والمرابطين والحجاج والعمّار والمعتكفين والمجاورين، واستغفرت له الشجر والرياح والسحاب والنجوم والنبات وكلّ شيء طلعت عليه الشمس".

وعن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين) قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، فاطلبوا العلم من مظانّه، واقتبسوه من أهله، فإنّ تعلّمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة فيه تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى; لأنّه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة، والدليل على السرّاء والضرّاء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاّء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة، تقتبس آثارهم، وتهتدى بأفعالهم، وتنتهي إلى رأيهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، وبأجنحتها تمسحهم، وفي صلاتها تبارك عليهم.

ويستغفر لهم كلّ رطب ويابس حتّى حيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، وانّ العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظلمة، وقوّة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العلى في الآخرة والاُولى.

الفكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الرب ويُعبد، وبه توصل الأرحام، ويعرف الحلال والحرام، العلم أمام العمل والعمل تابعه، وتلهمه السعداء وتحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه" (15).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "العالم بين الجهّال كالحي بين الأموات، وإنّ طالب العلم يستغفر له كلّ شيء، فاطلبوا العلم فإنّه السبب بينكم وبين الله عز وجل، وإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم" (16).

وقال (عليه السلام): "إذا كان يوم القيامة يوزن مداد العلماء مع دماء الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء" (17).

وقال (عليه السلام): "ما عمل رجل عملا بعد اقامة الفرائض خيراً من اصلاح بين الناس، يقول خيراً وينمي خيراً" (18).

وقال (عليه السلام): "عليكم بسنّتي، فعمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة" (19).

وقال (عليه السلام): "من احتقر صاحب العلم فقد احتقرني، ومن احتقرني فهو كافر".

وقال (عليه السلام): "سألت جبرئيل (عليه السلام) عن صاحب العلم، فقال: هو سراج اُمّتك، رئيس الدنيا والآخرة (20)، طوبى لمن عرفهم وحبّهم، والويل لمن أنكر معرفتهم وأبغضهم، ومن أبغضهم شهدنا انّه في النار، ومن أحبّهم شهدنا انّه في الجنّة.

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "إذا جلس المتعلّم بين يدي العالم فتح الله له سبعين باباً من الرحمة، ولا يقوم من عنده إلاّ كيوم ولدته اُمّه، وأعطاه الله بكلّ حديث عبادة سنة، ويبني له بكلّ ورقة مدينة مثل الدنيا عشر مرّات".

وقال (عليه السلام): "جلوس ساعة عند العلماء أحبّ إلى الله تعالى من عبادة [ألف] (21) سنة، لا يُعصى الله فيها طرفة عين، والنظر إلى العالم أحبّ إلى الله تعالى من اعتكاف سنة في بيت الحرام. وزيارة العلماء أحبّ إلى الله تعالى من سبعين حجة وعمرة، وأفضل من سبعين طوافاً حول البيت، ورفع الله له سبعين درجة يكتب له بكلّ حرف حجة مقبولة، وأنزل الله عليه الرحمة، وشهدت الملائكة له بأنّه قد وجبت له الجنّة" (22).

وقال (عليه السلام): "إذا كان يوم القيامة جمع الله العلماء فيقول لهم: عبادي إنّي اُريد بكم الخير الكثير بعدما أنتم تحملون الشدّة من قبلي وكرامتي وتعبدني الناس بكم، فابشروا فإنّكم أحبّائي، وأفضل خلقي بعد أنبيائي، وأبشروا فإنّي غفرت لكم ذنوبكم، وقبلت أعمالكم، ولكم في الناس شفاعة مثل شفاعة أنبيائي، وإنّي منكم راض ولا أهتك ستوركم، ولا أفضحكم في هذا الجمع".

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "طوبى للعالم والمتعلّم والعامل به، فقال رجل: يا رسول الله هذا للعالم فما للمتعلّم؟ فقال: العالم والمتعلّم في الأجر سواء".

وقال (عليه السلام): "كن عالماً أو متعلّماً أو مستمعاً أو محبّاً لهم، ولا تكن الخامس فتهلك، فإنّ أهل العلم سادة ومصاحبتهم زيادة".

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. في "ج": وتأديبهم بالآداب الشرعيّة.
  2. أورده المصنّف في كتابه أعلام الدين: 84.
  3.   الوسائل 4: 866 ح3 عن عدة الداعي باختلاف.
  4. أورده المصنّف في أعلام الدين: 316.
  5. المصدر نفسه.
  6.  أروده المصنّف في أعلام الدين: 317.
  7. المصدر نفسه.
  8. كنز الكراجكي: 170; تحف العقول: 162; عنه البحار 5: 40 ح63.
  9. في "ب": خلّفا.
  10. البحار 2: 44 ح19; عن عدة الداعي: 80.
  11. في "الف": جوار.
  12. في "ب": عند.
  13. نحوه باختلاف معالم الزلفى: 14; من لا يحضره الفقيه 4: 284.
  14. البحار 1: 184 ح95.
  15. أمالي الطوسي: 487 ح38 مجلس 17; عنه البحار 1: 171 ح24.
  16. أمالي الطوسي: 521 ح55 مجلس 18; عنه البحار 1: 172 ح25.
  17. أمالي الطوسي: 521 ح56 مجلس 18; عنه البحار 2: 16 ح35.
  18.  أمالي الطوسي: 522 ح59 مجلس 18; عنه البحار 76: 43 ح1.
  19. أمالي الطوسي: 522 ح60 مجلس 18; عنه البحار 2: 261 ح3.
  20. في "ب": أصحاب العلم رئيس الدنيا والآخرة.
  21.  أثبتناه من "ب"، وعدّة الداعي.
  22. البحار 1: 205 ح33; عن عدّة الداعي: 75.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.