أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-14
![]()
التاريخ: 25-09-2014
![]()
التاريخ: 7-10-2014
![]()
التاريخ: 25-09-2014
![]() |
لو كان المفهوم ما صبغة الإيجاد، والتأثير والإفاضة، والفاعلية فلن يكون الداني مصداقاً لمثل هذا المفهوم بالنسبة للعالي؛ كمفهوم التعليم، والتربية، والإرشاد، والهداية، والتزكية، و... الخ، وإذا لم يكن لمفهوم مثل هذه الصبغة فلا محذور من التعامل المشترك بين الداني والعالي. وفي مجال الشفاعة، فمن حيث أنها موهمة لمعنى الفاعلية والتأثير، فلن يكون الداني شفيعاً بالنسبة للعالي، لكن هذا المبحث لن يكون سبباً لاختصاص الشفاعة بدفع العقاب أو رفعه، على نحو لا تكون فيه شاملة لرفع الدرجة، وزيادة الثواب، وما إلى ذلك. ويذهب البعض إلى أنه لو كان معنى الشفاعة شاملاً لازدياد المنافع لاستلزم ذلك أن يكون أي فرد من أفراد الأمة شافعاً عن للنبي إذا سأل الله له المزيد من الكرامة، وهذا خلاف الإجماع بين الأمة (1).
لابد من الالتفات إلى بضعة أمور فيما يخص هذا المبحث:
1- ليس للداني أي علية فاعلية بالنسبة للعالي، سواء كان ذلك في إزالة العيب والنقص أو في جذب الخير والكمال، إلا أنه يمكن للعالي أن يُمنح مقام العلية القريبة والواسطة في الفيض بالنسبة للداني، سواء في رفع العقاب أو في جذب الثواب.
2- ما يطلبه أفراد الأمة من الله للرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) أو للأنبياء (عليهم السلام) والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم) ليس هو من سنخ الوساطة في الفيض ولا العلية الوسطى ولا ما شابه ذلك، بل إن مثل هذه المناجاة والدعاء تعود أولاً، إلى تأدبهم في ساحة قدسهم وثانياً، إلى سؤالهم للفيض لأنفسهم، حيث إن تلك الذوات المقدسة هي وسائط للفيض، وإن أي خير أو بركة تنزل من المبدأ الإلهي فهي تصل إلى أفراد الأمة من خلال تلك الوسائط. من هذا المنطلق فإن هناك باستمرار - فيضاً جديداً من قبل الله ينزل على تلك الذوات المقدسة من دون تدخل أفراد الأمة لينال أفراد الأمة، ببركة هؤلاء، فيضاً إلهيّاً سواء كان بصورة رفع لنقص أو جذب لكمال.
3- إن ازدياد الفيض للناس الكُمّل في قوس الصعود الذي هو نشأة الحركة، والتكامل، والتكليف، والامتحان، و... الخ لا يتنافى مع الكمال التام لتلك الذوات المقدسة في قوس النزول يُفهم مما قيل في معنى ورفع النقص وجذب الكمال أن حقيقة الشفاعة لا تختص بأي من الطرفين، النقص والكمال؛ بمعنى أنه لا يمكن تخصيصها برفع النقص وإزالة العقاب من جانب، ولا يمكن حصرها بجذب الكمال وإضافة الثواب وإفاضة الخير من جانب آخر. إذن فالقول الأول (وهو الاختصاص برفع النقص)، الذي نسبه الشيخ الطوسي الله إلى أصحابنا، قابل للمناقشة؛ كما أن القول الثاني (وهو الاختصاص بجذب الكمال)، الذي يذهب إليه الوعيدية وأهل الاعتزال (2)، فهو يحتمل النقد أيضاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التبيان، ج 1، ص 214.
(2) المصدر نفسه.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|