أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-02
963
التاريخ: 21-3-2022
1628
التاريخ: 2023-02-28
1171
التاريخ: 24-1-2023
1343
|
منذ وقت طويل والعلماء يدركون أن الكون يبدو ملائمًا بشكل مستغرب للحياة، بيد أنهم اختاروا في الغالب تجاهل هذا الأمر. كان الأمر مصدرًا للإحراج؛ إذ بدا كأنه يدعم فكرة التصميم المتعمد للكون. كانت المناقشات الخاصة بالمبدأ الإنساني محل استنكار بوصفها لغوا غير علمي. يقول أندريه ليند إنه في الاتحاد السوفييتي لم يجرؤ سوى شخص واحد على العمل على هذه الفكرة.1 لكن اليوم تغير الحال ما صنع الاختلاف هو فكرة «الكون المتعدد»، التي تقدم فرصة تفسير تلك الملاءمة العجيبة للحياة بوصفها نتاجا لعملية انتخاب مباشرة، دون الحاجة لأي تفسير آخر غير علمي.
تقول نظرية الكون المتعدد: إن ما ظللنا لفترة طويلة نطلق عليه مسمى «الكون» هو في الواقع ليس كذلك، بل هو مجرد قطعة متناهية الصغر من نظام أكبر وأكثر تعقيدًا بكثير؛ مجموعة من «الأكوان»، أو من مناطق كونية متمايزة (على غرار فكرة «الأكوان الجيبية» التي تعد أحد ملامح نظرية التضخم الأبدي.) تخيل أن هذه الأكوان، أو المناطق، تتباين في بعض الخصائص المهمة للحياة. عندئذ من البديهي أن تظهر الحياة فقط في الأكوان، أو المناطق التي تشجع فيها الظروف على الحياة. أما الأكوان التي لا تشجع على الحياة فستمضي حياتها دون أن تُلاحَظ. ولهذا ليس مدعاة للدهشة أن نجد أنفسنا في كون مناسب لاستضافة الحياة؛ إذ لم يكن بمقدور المراقبين أمثالنا التواجد في كون لا يشجع على الحياة. إذا كانت الأكوان تتباين بشكل عشوائي فمعنى هذا أننا الفائزون بجائزة اليانصيب الكونية الكبرى، وهذا ما خلق وهم فكرة التصميم. وشأن العديد من الفائزين بجوائز اليانصيب، قد نعزو، عن خطأ، فوزنا الأمور خاصة (كابتسام آلهة الحظ لنا أو ما شابه ذلك)، في حين جاء فوزنا نتيجة الصدفة وحدها.
دعني أعطك مثالاً يبدو فيه أن هذا النوع من الحجج يعمل بنجاح. انس أمر التضخم للحظة، وافترض أن الكون بدأ بانفجار عظيم تقليدي. تخيل أنه بدلًا من اتصافه بالتناسق والتطابق، تنوعت شدة الانفجار بشكل عشوائي من مكان لآخر (على الإطار الواسع جدا). في بعض المناطق سيفتقد الانفجار للقوة التي تنشر المادة، ومن ثم تنهار هذه المناطق على نفسها مخلفة ثقوباً سوداء عملاقة. لا توجد حياة هناك. وفي مناطق أخرى كان الانفجار عنيفًا حتى إن المادة انتشرت بسرعة كبيرة منعت المجرات أو النجوم من التكون. لا توجد حياة هناك أيضًا. لكن في بعض المناطق المتفرقة، تظهر أماكن ملائمة للحياة مثل كوننا يكون فيها معدل التمدد مناسبًا تمامًا؛ فهو بطيء بما يسمح بقدر محدود من التجمع القائم على قوى الجاذبية (لتكوين المجرات والنجوم) لكن ليس بطيئًا جدا بحيث تتعرض تلك المناطق لانهيار كارثي (على شكل ثقوب سوداء). لن تكون هناك حاجة للاندهاش حين نجد أنفسنا في مثل هذه المنطقة الكونية حسنة التنظيم، حتى لو كان هذا أمرًا استثنائيًا، وحتى لو كانت احتمالات نشوء هذه المنطقة ضعيفة؛ إذ إن الظروف الموجودة بها تماما نفس الظروف التي تساعد على الحياة.
منذ ثلاثين عامًا لجأ بعض علماء الكونيات لهذا النوع من الانتخاب الإنساني كي يفسروا لماذا يبدو التمدد الكوني ملائما لظهور الحياة بشكل تام، سواء من ناحية المعدل أو التجانس. لكن لأن سيناريو التضخم يفسر بشكل تلقائي هذه السمات المشجعة على الحياة في ضوء نظرية فيزيائية، هُجر التفسير الإنساني. إلا أن المشكلة لم تُحل بعد بالكامل لأننا لا نزال بحاجة لافتراض وجود مستوى مناسب تماما من الاضطرابات في كثافة المادة الأولية لتكوين المجرات؛ تلك الاضطرابات التي نتجت على الأرجح من التفاوتات الكمية إبان مرحلة التضخم. ليس معروفًا بعد سبب امتلاك التفاوتات الموجودة في كوننا لمقدار القوة التي هي عليه. ربما نكتشف أنها نتاج حتمي لنظرية أخرى، وربما تتباين قوة التفاوتات من منطقة لأخرى، وفي هذه الحالة سيظل هناك قدر من الانتخاب الإنساني.
هوامش
(1) That solitary individual was I. L. Rozenthal, who succeeded in publishing a credible review paper (Soviet Physics Uspekhi, vol. 23 [1980], p. 296). This was no mean feat in a regime that strongly discouraged any discussion that departed from the strict Marxist philosophy of dialectical materialism.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|