المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

زعتر أو صعتر
2024-09-10
أهميّة الأخلاق
2024-05-22
العلم بالواقع في القران الكريم
9-05-2015
مراسم التشييع والدفن
20-5-2022
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
Jesse Douglas
20-8-2017


النشاطات العلميّة للإمام الرضا ( عليه السّلام )  
  
1556   04:43 مساءً   التاريخ: 2023-03-17
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص156-158
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

إنّ الإمام ( عليه السّلام ) وان كان يعيش تحت رقابة شديدة ، إلّا أن ذلك لم يكن ليمنعه من ممارسة دوره العلمي في الأوساط التي كان يعيش فيها ، وبالنسبة لكل من يلتقي معه من الوزراء والفقهاء والقضاة وامراء الجيش فضلا عن الخدم وسائر الناس .

لقد كان ( عليه السّلام ) ينشر علوم أهل البيت ( عليهم السّلام ) على أتم صورة . وإضافة إلى ذلك كان المأمون وغيره يطلبون منه أن يحدّثهم أو يجيب على أسئلتهم . وكان ممّا كتبه الإمام الرضا ( عليه السّلام ) للمأمون رسالة في محض الاسلام وشرائع الدين ، وبيّن لآخرين علل الشرائع كالصلاة والصوم والحج والزكاة والخمس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأسباب تحريم الموبقات والمنكرات ، كما كتب رسالة في الطب وارسلها إلى المأمون فكتبها المأمون بماء الذهب .

وقام الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بمهمّة تفسير القرآن الكريم ، وعلّم الناس الأدعية المأثورة عنه وعن آبائه وأجداده المعصومين ، كما بيّن للناس التاريخ الصحيح للأنبياء والمرسلين ، وللأمم السابقة ، وارشدهم إلى الصحيح من سيرة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وسيرة الإمام علي ( عليه السّلام ) وسيرة أهل البيت ( عليهم السّلام )[1].

نعم إنّ الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بالرغم من ملاحقته بالعيون والتضييق السياسي عليه بشكل غير منظور لعامّة الناس استطاع أن يستغلّ الظرف المهيّأ لنشر العلم والمعبّأ بالألغام ليصون شريعة جدّه سيد المرسلين مما يحيط بها من محاولات المسخ والتحريف ويوظّف الطاقات المتوفرة لديه بشكل مباشر وغير مباشر لتحقيق أهدافه الرسالية التي عيّنتها له الشريعة وبيّنها له الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وآباؤه الطاهرين .

ومن هنا عمد الإمام ( عليه السّلام ) إلى بيان حقيقة الخطّ الرسالي الذي يتزعّمه أهل البيت ( عليهم السّلام ) وبيان خصائصه ومعالمه التي يتفرّد بها ويتميّز عن خط الخلفاء المتحكمين في رقاب المسلمين ، مؤكّدا ضرورة استمرار هذا الخط حتى قيام يوم الدين ، ومن هنا كان ينبغي له أن ينظر إلى المستقبل المشرق بعين القائد الحريص على سعادة الأمة ويوجّه إليه عامة المسلمين .

الإمام ( عليه السّلام ) والمستقبل

ان دور الإمام ( عليه السّلام ) لا يتحدد بحدود المرحلة الزمنية التي يعاصرها ، بل يمتد بامتداد الزمان ، فله دور مرحلي ، ودور شمولي ، فهو المسؤول عن ثبات المنهج الاسلامي وخلوده مع الزمن ، وحفظه من التشويه والتحريف ، ومن هنا فان دور الإمام ينصبّ في المهام التالية :

1 - طرح الافكار والعقائد الصحيحة وتبيان الأحكام الشرعية ، وابطال ما عداها من أفكار وأحكام .

2 - اصلاح الواقع طبقا للمنهج الاسلامي .

3 - رفد الأمة بالعناصر الواعية المخلصة القادرة على نشر الافكار والعقائد والاحكام ، واصلاح الواقع .

4 - تعيين الإمام التالي طبقا للنصوص والوصايا الواردة عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) والتي ينقلها امام عن امام .

5 - توجيه الانظار والقلوب إلى المستقبل المشرق الذي سيقوده الإمام المهدي ( عليه السّلام ) في آخر الزمان ، والتركيز على خصوصيات الإمام من حيث الولادة والنشأة والغيبة ، والمظاهر البارزة في دوره الرسالي .

وقد عرفت فيما مرّ الدور الذي قام به الإمام الرضا ( عليه السّلام ) فيما يرتبط بالنقاط الثلاثة الأولى ، وأما النقطة الرابعة والمهمة التي تتضمن استمرار خط الإمامة من بعده فقد نصّ على امامة ابنه محمد الجواد بحسب ما كانت تتطلبه هذه المهمة مع مراعاة مجموع الظروف المحيطة به .

 

[1] مسند الإمام الرضا ( عليه السّلام ) : 1 / 307 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.