أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-23
1381
التاريخ: 30-7-2016
3187
التاريخ: 19-05-2015
4254
التاريخ: 3-8-2016
3051
|
إنّ الإمام ( عليه السّلام ) وان كان يعيش تحت رقابة شديدة ، إلّا أن ذلك لم يكن ليمنعه من ممارسة دوره العلمي في الأوساط التي كان يعيش فيها ، وبالنسبة لكل من يلتقي معه من الوزراء والفقهاء والقضاة وامراء الجيش فضلا عن الخدم وسائر الناس .
لقد كان ( عليه السّلام ) ينشر علوم أهل البيت ( عليهم السّلام ) على أتم صورة . وإضافة إلى ذلك كان المأمون وغيره يطلبون منه أن يحدّثهم أو يجيب على أسئلتهم . وكان ممّا كتبه الإمام الرضا ( عليه السّلام ) للمأمون رسالة في محض الاسلام وشرائع الدين ، وبيّن لآخرين علل الشرائع كالصلاة والصوم والحج والزكاة والخمس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأسباب تحريم الموبقات والمنكرات ، كما كتب رسالة في الطب وارسلها إلى المأمون فكتبها المأمون بماء الذهب .
وقام الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بمهمّة تفسير القرآن الكريم ، وعلّم الناس الأدعية المأثورة عنه وعن آبائه وأجداده المعصومين ، كما بيّن للناس التاريخ الصحيح للأنبياء والمرسلين ، وللأمم السابقة ، وارشدهم إلى الصحيح من سيرة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وسيرة الإمام علي ( عليه السّلام ) وسيرة أهل البيت ( عليهم السّلام )[1].
نعم إنّ الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بالرغم من ملاحقته بالعيون والتضييق السياسي عليه بشكل غير منظور لعامّة الناس استطاع أن يستغلّ الظرف المهيّأ لنشر العلم والمعبّأ بالألغام ليصون شريعة جدّه سيد المرسلين مما يحيط بها من محاولات المسخ والتحريف ويوظّف الطاقات المتوفرة لديه بشكل مباشر وغير مباشر لتحقيق أهدافه الرسالية التي عيّنتها له الشريعة وبيّنها له الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وآباؤه الطاهرين .
ومن هنا عمد الإمام ( عليه السّلام ) إلى بيان حقيقة الخطّ الرسالي الذي يتزعّمه أهل البيت ( عليهم السّلام ) وبيان خصائصه ومعالمه التي يتفرّد بها ويتميّز عن خط الخلفاء المتحكمين في رقاب المسلمين ، مؤكّدا ضرورة استمرار هذا الخط حتى قيام يوم الدين ، ومن هنا كان ينبغي له أن ينظر إلى المستقبل المشرق بعين القائد الحريص على سعادة الأمة ويوجّه إليه عامة المسلمين .
الإمام ( عليه السّلام ) والمستقبل
ان دور الإمام ( عليه السّلام ) لا يتحدد بحدود المرحلة الزمنية التي يعاصرها ، بل يمتد بامتداد الزمان ، فله دور مرحلي ، ودور شمولي ، فهو المسؤول عن ثبات المنهج الاسلامي وخلوده مع الزمن ، وحفظه من التشويه والتحريف ، ومن هنا فان دور الإمام ينصبّ في المهام التالية :
1 - طرح الافكار والعقائد الصحيحة وتبيان الأحكام الشرعية ، وابطال ما عداها من أفكار وأحكام .
2 - اصلاح الواقع طبقا للمنهج الاسلامي .
3 - رفد الأمة بالعناصر الواعية المخلصة القادرة على نشر الافكار والعقائد والاحكام ، واصلاح الواقع .
4 - تعيين الإمام التالي طبقا للنصوص والوصايا الواردة عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) والتي ينقلها امام عن امام .
5 - توجيه الانظار والقلوب إلى المستقبل المشرق الذي سيقوده الإمام المهدي ( عليه السّلام ) في آخر الزمان ، والتركيز على خصوصيات الإمام من حيث الولادة والنشأة والغيبة ، والمظاهر البارزة في دوره الرسالي .
وقد عرفت فيما مرّ الدور الذي قام به الإمام الرضا ( عليه السّلام ) فيما يرتبط بالنقاط الثلاثة الأولى ، وأما النقطة الرابعة والمهمة التي تتضمن استمرار خط الإمامة من بعده فقد نصّ على امامة ابنه محمد الجواد بحسب ما كانت تتطلبه هذه المهمة مع مراعاة مجموع الظروف المحيطة به .
[1] مسند الإمام الرضا ( عليه السّلام ) : 1 / 307 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|