المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الغساسنة
10-11-2016
الغمام والمن والسلوى نعم أخرى لبني إسرائيل
2024-09-01
الأمثال العلوية
27-11-2014
مرض البياض الدقيقي الذي يصيب الكنتالوب Powdery mildew
2024-10-04
Polygon Circumscribing
11-2-2020
الجناس
25-03-2015


زهير بن جناب الكلبي  
  
10704   09:36 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص131-133
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

زهير بن جناب من بني قضاعة من كلب، من عرب الجنوب اليمانية، كان أميرا وسيدا في قومه وفارسا شجاعا كثير الغزو مظفّرا. وكان ملوك اليمن -ومن ورائهم ملوك الحبشة، ومن وراء هؤلاء ملوك الروم-ذوي نفوذ في شمالي بلاد العرب فأقاموا زهير بن جناب عاملا على بكر وتغلب يجمع الاتاوة منهما. وكان زهير قاسيا عاتيا في جمع الاتاوة، فاعتدى عليه رجل من بني تيم اللات وطعنه طعنة غير بالغة. فلما شفي زهير سار بجموع كثيفة من قومه على بكر وتغلب، قبل حرب البسوس، وأكثر فيهم القتل وأسر جماعة من رؤسائهم وفرسانهم فيهم كليب والمهلهل أبناء ربيعة المشهوران. فاجتمع بنو بكر وبنو تغلب وقدّموا ربيعة بن مرة (والد كليب والمهلهل) وساروا بقيادته لمحاربة زهير بن جناب وقومه فهزموه ومزّقوا جيشه واستنقذوا الأسرى والأموال. وبقي ربيعة بن مرة سيدا على بكر وتغلب إلى وفاته، فخلفه ابنه كليب. وغزا كليب بني مذحج، قوم زهير، استمرارا في الثأر منهم، وقاتلهم في يوم خزازى الذي انتصر فيه عرب الشمال على عرب الجنوب، ثم أخذوا يتخلّصون بعده من سلطة اليمن. ويبدو أن جميع هذه الأحداث كانت في أوائل القرن السادس للميلاد.
وأسنّ زهير بن جناب وكفّ بصره وأدرك أبرهة الحبشي لما غزا اليمن(1) (98 ق. ه‍. ،530 م) كما أدرك الحارث الجفني (529-569 م) ونادمه زمنا. ويبدو أن وفاة زهير كانت نحو عام 62 ق. ه‍. (560 م) أو قبل ذلك بقليل.
وشعر زهير بن جناب سهل، بالإضافة إلى شعر معاصريه، وأغراضه الحماسة والحكمة. وله خطب أيضا.
- المختار من شعره:
قال زهير بن جناب لما طال عمره (طبقات الشعراء 12-13):
أ بنيّ، إن أهلك فإنّي...قد بنيت لكم بنيّه (2)
وجعلتكم أبناء سا... دات زنادكم وريّه (3)
من كلّ ما نال الفتى... قد نلته إلاّ التحيّه (4)
والموت خير للفتى... فليهلكن وبه بقيّه (5)
من أن يرى الشيخ البجال... وقد يهادى بالعشيّه (6)
وقال زهير بن جناب يوم قاتل بكرا وتغلب وانتصر عليهم وأسر كليب بن ربيعة وأخاه المهلهل:
أين أين الفرار من حذر المو... ت إذ يتّقون بالأسلاب
إذ أسرنا مهلهلا وأخاه... وابن عمرو في القيد وابن شهاب
وسبينا من تغلب كل بيضا... ء كنور الضحى برود الرضاب
ويحكم، ويحكم! أبيح حماكم... يا بني تغلب؛ أنا ابن الرضاب
واستدارت رحى المنون عليهم... بليوث من عامر وجناب
فهم بين هارب ليس يألو... وقتيل معفّر في التراب (7)
___________________________
1) في الاعلام للزركلي (3:87) :60 ق. ه‍. (564 م).
2) البنية: البناء؛ البناء الشريف، المقصود: الجاه. والبنية: الكعبة.
3) الزناد: الحديدة التي يقدح بها النار من الحجر. ورية: قادرة على القدح (رأيكم صائب وأمركم نافذ).
4) التحية: البقاء، الخلود؛ الملك.
5) الموت خير إذا مات الانسان وهو لا يزال فيه بقية من شباب.
6) الشيخ: الكبير في السن. البجال: المبجل، المحترم، السيد العظيم. يهادى: يعان على المسير لعجزه.
7) ألا، يألو: قصر، أبطأ (في محاولة الهرب والنجاة).
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.