أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015
3118
التاريخ: 25-06-2015
4293
التاريخ: 13-08-2015
2187
التاريخ: 28-12-2015
2633
|
زهير بن جناب من بني قضاعة من كلب، من عرب
الجنوب اليمانية، كان أميرا وسيدا في قومه وفارسا شجاعا كثير الغزو مظفّرا. وكان
ملوك اليمن -ومن ورائهم ملوك الحبشة، ومن وراء هؤلاء ملوك الروم-ذوي نفوذ في شمالي
بلاد العرب فأقاموا زهير بن جناب عاملا على بكر وتغلب يجمع الاتاوة منهما. وكان
زهير قاسيا عاتيا في جمع الاتاوة، فاعتدى عليه رجل من بني تيم اللات وطعنه طعنة غير
بالغة. فلما شفي زهير سار بجموع كثيفة من قومه على بكر وتغلب، قبل حرب البسوس، وأكثر
فيهم القتل وأسر جماعة من رؤسائهم وفرسانهم فيهم كليب والمهلهل أبناء ربيعة المشهوران.
فاجتمع بنو بكر وبنو تغلب وقدّموا ربيعة بن مرة (والد كليب والمهلهل) وساروا
بقيادته لمحاربة زهير بن جناب وقومه فهزموه ومزّقوا جيشه واستنقذوا الأسرى والأموال.
وبقي ربيعة بن مرة سيدا على بكر وتغلب إلى وفاته، فخلفه ابنه كليب. وغزا كليب بني مذحج،
قوم زهير، استمرارا في الثأر منهم، وقاتلهم في يوم خزازى الذي انتصر فيه عرب الشمال
على عرب الجنوب، ثم أخذوا يتخلّصون بعده من سلطة
اليمن. ويبدو أن جميع هذه الأحداث كانت في أوائل القرن السادس للميلاد.
وأسنّ زهير بن جناب وكفّ بصره وأدرك
أبرهة الحبشي لما غزا اليمن(1) (98 ق. ه. ،530 م) كما أدرك الحارث الجفني
(529-569 م) ونادمه زمنا. ويبدو أن وفاة زهير كانت نحو عام 62 ق. ه. (560 م) أو قبل
ذلك بقليل.
وشعر زهير بن جناب سهل، بالإضافة إلى شعر
معاصريه، وأغراضه الحماسة والحكمة. وله خطب أيضا.
- المختار من شعره:
قال زهير بن جناب لما طال عمره (طبقات الشعراء
12-13):
أ بنيّ، إن أهلك فإنّي...قد بنيت لكم بنيّه
(2)
وجعلتكم أبناء سا... دات زنادكم وريّه (3)
من كلّ ما نال الفتى... قد نلته إلاّ التحيّه
(4)
والموت خير للفتى... فليهلكن وبه بقيّه
(5)
من أن يرى الشيخ البجال... وقد يهادى بالعشيّه
(6)
وقال زهير بن جناب يوم قاتل بكرا وتغلب
وانتصر عليهم وأسر كليب بن ربيعة وأخاه المهلهل:
أين أين الفرار من حذر المو... ت إذ يتّقون
بالأسلاب
إذ أسرنا مهلهلا وأخاه... وابن عمرو في
القيد وابن شهاب
وسبينا من تغلب كل بيضا... ء كنور الضحى
برود الرضاب
ويحكم، ويحكم! أبيح حماكم... يا بني تغلب؛
أنا ابن الرضاب
واستدارت رحى المنون عليهم... بليوث من
عامر وجناب
فهم بين هارب ليس يألو... وقتيل معفّر في
التراب (7)
___________________________
1) في الاعلام للزركلي (3:87) :60 ق. ه.
(564 م).
2) البنية: البناء؛ البناء الشريف، المقصود:
الجاه. والبنية: الكعبة.
3) الزناد: الحديدة التي يقدح بها النار
من الحجر. ورية: قادرة على القدح (رأيكم صائب وأمركم نافذ).
4) التحية: البقاء، الخلود؛ الملك.
5) الموت خير إذا مات الانسان وهو لا يزال
فيه بقية من شباب.
6) الشيخ: الكبير في السن. البجال: المبجل،
المحترم، السيد العظيم. يهادى: يعان على المسير لعجزه.
7) ألا، يألو: قصر، أبطأ (في محاولة الهرب
والنجاة).