أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2022
1633
التاريخ: 8-10-2021
1916
التاريخ: 26-9-2021
4513
التاريخ: 28-12-2021
2679
|
الكسندر دي سفر سكي Alexander P. de Seversky كان احد رجال القوة الجوية الروسية, وقد اقترن مفهوم القوة الجوية باسمه على الرغم من وجود الكثيرين ممن سبقوه في الكتابة عن اهمية هذه القوة من الناحية الجيوبولتيكية ممن تأثر بهم, فبعد تطور الطائرات وظهور اهميتها واثرها في العلاقات الدولية ظهر مثلا مكلايش Malish بمقالة نشرها عام 1942 تحت عنوان (توقع النصر) افاد فيها بان الطائرة سوف تغير جغرافية العالم وتاريخه وان القوة الجوية سوف تقرر مصير النصر.
كما اشار محرروا مجلة Fortune عام 1943 بهذا الصدد: انه من يستطيع السيطرة على القواعد الجوية الرئيسية لما بعد الحرب، سوف يصبح اعظم قوة في العالم, وقد نشر ولیم بوردن William A.M. Burdon في مقاله في نفس السنة بعنوان ( توجه النقل الجوي الامريكي نحو الشمال) جاء فيها ((سوف تشهد العشرة او العشرون سنة القادمة بان الطائرات ستصل الى مركز له اهمية كبيرة في ثلاثة حقول من النشاطات البشرية على الاقل فقد تصبح السلاح المسيطر في مجال الحرب ، وتتفوق على الجيوش الارضية والبحرية, اما في مجال النقل فأنها ستلعب الدور الرئيسي)).
ومن الكتاب الذين تعرضوا لأثر القوة الجوية الجيوبولتيكي هو جارلس هارد Charles Hurd الذي قال (ان القوات الجوية التي تحدد الآن مجرى الحرب ، الى حد كبير، سوف تقرر مستقبل السلم ايضاً ) .
ويعتبر رينرRenner من بين المفكرين الذين تركوا اثراً في مفاهيم ومبادئ سفرسكي, فقد ظهر سنة ١٩٤٤ بتصور مفاده : ان قلباً جديداً للأرض يتكون من قسمين يحتل القسم الاول قلب الارض المتمثل بالاتحاد السوفيتي والثاني - وهو الاصغر - يمثل أمريكا الشمالية ، قد بلغ منتهى التطور والقوة, ويربط القسمين المحيط القطبي الشمالي الذي يمثل الدائرة العظمى من دوائر العرض.
ومن المعروف ان المسافات بين المناطق الواقعة على امتداد الدوائر العظمى هي اقصر بكثير من غيرها, ولذلك اصبحت مناسبة لاستخدام السلاح الجوي خاصة وان هذا القلب اصبح معرضاً لخطر الهجوم المتبادل عبر المحيط القطبي الشمالي اذا فهو المدخل الى قلب الارض وبالتالي الهيمنة على العالم كله.
الا ان الفضل الكبير في تقييم السلاح الجوي يرجع اساساً الى العالم سفر سكي ، وذلك من خلال نشره لكتابه الموسوم (القوة الجوية مفتاح للبقاء) عام 1950 Air Power: Key to Survival, فقد أورد فيه خارطة للعالم على اساس المسقط القطبي للمسافات والانحرافات الصحيحة وتبعاً لذلك اصبح النصف الغربي من العالم يقع في جنوب القطب والنصف الشرقي في شماله, شكل رقم (9).
وكان الهدف من هذه الخارطة هو تحديد مجال قدرة القوة الجوية التابعة لكل الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية وامكانية سيطرتهما على قارات العالم، بعد ان آمن سفر سكي بفكرة تفوق السلاح الجوي واخضاعه للقوة البحرية والبرية, وقد حدد على هذه الخارطة دائرتين صغيرتين الأولى تمثل القلب الصناعي الروسي والثانية القلب الصناعي الأمريكي, اما الدائرتان الكبيرتان المتداخلتان فتحدد الأولى - وهي الشمالية - منطقة سيادة القوة الجوية للاتحاد السوفيتي، حيث تشتمل على الجزء الاكبر من قارة افريقيا وجميع جنوب شرقي آسيا والحافة الشمالية من قارة استراليا والدائرة الثانية - الجنوبية - فتمثل منطقة سيادة القوة الجوية الأمريكية التي تحتضن أمريكا الشمالية وامريكا اللاتينية
اما النطاق الذي يتداخل فيه النفوذان الروسي والامريكي فقد عبر عنه سفر سكي باسم (منطقة المصير) لأهميته الاستراتيجية, ويتكون هذا النطاق من المركزين الصناعيين الروسي والامريكي ومن امريكا الشمالية واوروبا وافريقيا شمال الصحراء الكبرى ومعظم آسيا بضمنها الجزر اليابانية وكذلك الجزر البريطانية, وبهذا التحديد اصبح اقليم الوطن العربي ضمن منطقة المصير ذات الاهمية الكبيرة في حسابات المخططين لسيادة القوة الجوية . فمن يتحكم في هذه المناطق التي يتداخل فيها النفوذ الجوي للقوتين العالميتين يسيطر على العالم كله ومن هنا تحدد منطوق نظرية سفرسكي بما يلي:
1- من يملك السيادة الجوية يسيطر على مناطق تداخل النفوذ ( منطقة المصير).
2- ومن يتحكم بمنطقة المصير يسيطر على العالم كله.
وانطلاقاً من هذه الفرضية وشعوراً منه بتقدم الولايات المتحدة تكنولوجياً، فقد وجدنا سفر سكي يوصي الامريكان بان يركزوا في خططهم العسكرية على التفوق الجوي، وذلك ببناء قوة جوية ضاربة لا تفوقها اية قوة اخرى في العالم الا انه كان مؤمناً ايضاً بقدرة الاتحاد السوفيتي وبريطانيا في بناء مثل هذه القوة الجوية, وكان ينتقد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في اشعال الحروب المحلية ذات المجال المحدود الضيق في العالم كالتي حدثت في كوريا او في إندونيسيا او في فيتنام او في منطقة الوطن العربي مع الكيان الصهيوني، لان هذه الحروب في رأيه تستنزف قوتها دون ان تحدث اثراً كبيراً في قوة شعوب هذه المناطق او قوة الدول المناصرة لها كالاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الاخرى.
ولذلك كان يوصي الولايات المتحدة الامريكية ان تقلع عن هذه السياسة لان ممارستها لعبة خطرة على مستقبل العالم, ودعاها الى تصفية جميع قواعدها العسكرية في الخارج لأنها تكلف مبالغ طائلة دون جدوى مقابل قدرة الطائرات على العمل لمدى اوسع ولمسافات كبيرة من القواعد الوطنية, فالقوة الجوية ترحب بالعمل في ارض الوطن دون الاضطرار الى انشاء قواعد امامية ومتوسطة تشكل عباء كبيراً في النفقات.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|