المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التنابز بالألقاب / السخرية
2023-02-04
مدار دائري circular orbit
22-4-2018
علم الدين قيصر
2-9-2016
Regnier Gemma Frisius
15-1-2016
[عبادة أمير المؤمنين]
23-10-2015
The vowels of RP KIT
2024-03-11


جذور وعلل الطمع  
  
1145   10:44 صباحاً   التاريخ: 2023-03-02
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص89 ــ 94
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016 2755
التاريخ: 27-3-2019 2299
التاريخ: 15-10-2018 2223
التاريخ: 2023-03-13 1105

ـ إن البعض يرى إن للطمع جذور غريزية... وهو بمثابة الأرضية لبروز صفة البخل والحرص، وقد وردت آيات وروايات تقول بذلك، والتربية الاسلامية تعتبر الطريق الوحيد للتغلب على صفة الطمع.

ـ إن لسوء التربية الاثر البالغ ويعتبر عاملاً مهما في ظهور صفة الطمع. ان الوالدين يكون لهم الدور الأساسي في ابتلاء الطفل لصفة الطمع. وذلك بسبب عدم اهتمامهم بأطفالهم والبيئة التي يعيشون فيها.

ـ الاحساس بالأفضلية والفراغ النفسي له دور مهم في بروز صفة الطمع. فالكثير من الأمور الغير طبيعية والسلوك السيء ناتج من تأصل روح الطمع لدى الانسان.

ـ الفقر والحرمان الشديد وبالأخص إذا ما صاحبه فقدان لعزة النفس يكون له دور مهم في إيجاد صفة الطمع. فالذين يعيشون على نظام التموين (التوزيع حسب بطاقات التموين) إذا لم يتربوا تربية صحيحة وينالوا قسطاً من الاهتمام والرعاية فانهم سيصبحوا من أهل الطمع.

ـ الأنانية وحب الذات بدون سؤال وجواب، إذا تأصلت في الانسان بشكل شديد فان روحية العطاء لدى ذلك الانسان ستضعف ويصبح بخيلاً وطماعاً.

ـ الخوف وبالأخص الخوف من الفقر والعوز والحرمان إذا ما سيطر واستولى على الانسان فإنه سيسلب من الانسان صفائه واطمئنانه، ويجعله يعيش في وادي الطمع.

ـ وجود نماذج مشجعة، وهذه النماذج حصلت على الاسم والشهرة عن طريق الثروة والغنى، هذا الأمر يشجع الكثير من الأفراد على الدخول في مثل هذه المعاملات، أخذاً وعطاءً ومبادلة يدفعهم إلى ذلك الاصرار، حيث إنهم يرون سبب بأسهم ناتج من ثراء هؤلاء المتمولين، فيميلون إلى الطمع وحب جمع المال.

عوامل تقوية الطمع

هناك عوامل كثيرة تدعو إلى تشديد حالة الطمع لدى الأطفال. أما مسؤولية الآباء والمربين في طريق اصلاح الذين ابتلوا بهذه العفة فهي المراقبة لمعرفة هذه العوامل التي دفعت الطفل لكي يكون هكذا، وهذه العوامل كثيرة نذكر بعضها باختصار:

ـ وجود البهارج والمزخرفات والتي أنشأها البعض بسبب حصوله على الثروات الطائلة. وكذلك نمو خصلة حب التنوع لدى الأفراد، حيث إنهم في عين حصولهم على المال والمنال فانهم يسعون إلى كسب أنواعاً أخرى.

ـ الدلال والعيش المنعّم والافراط في المحبة يكون سبباً لخروج الأطفال عن حدودهم المتعارفة ومد أرجلهم خارج غطائهم.

ـ المنافسة وبالأخص فيما بين الأطفال. وخصوصاً إذا وجد من يقوي هذه الصفة من الآخرين.

ـ الحسد أحد العوامل التي تدفع الطفل إلى الحسد، بحيث يرغب أن يسد الطريق بوجه من يحسده.

ـ وجود الأزمات والعوز والفقر والحرمان، وكذلك التموين في صرف المواد الغذائية يجعل الأطفال يتصفون بهذه الصفة وأوضاعهم تتغير من السيّء إلى الأسوء.

ـ الصعوبات التي تواجه الفرد في حياته، والالحاح على فرض مبادئ الآداب والتربية عليه بشكل تصبح حياته صعبة ومعقدة.

طرق الاصلاح

من أجل إصلاح أوضاع الأطفال الذين ابتلوا بصفة الطمع يجب على الآباء والمربين أن يتبعوا أساليباً خاصة في المراقبة لكي لا تتأصل هذه الصفة عند الطفل ويكون إصلاحها صعباً مستصعباً.

أما الأساليب فهي:

1ـ تعويد الطفل منذ نعومة اظفاره على الكرم والعطاء. فمثلاً نعطي للطفل نقوداً لكي يتصدق بها على الفقراء. أو يُعطى أغذية وحلويات ليقسمها بين أصدقائه. أو نخلق حوله ظروفاً تدعوه إلى دعوة أصدقائه لوليمة ويقوم بنفسه بمتطلبات الضيافة.

2ـ نحاول أن نذكره بصورة مباشرة أو غير مباشرة بأن الطمع من الأخلاق المنبوذة. وإذا كان سيداً أو سيدة فيجب أن يكونا ذا يد مفتوحة.

3ـ أحيانا توجد قصص وأساطير فيها مدح وإطراء على صفة الكرم. وذم للبخل والطمع. وهذه القصص تطرح غالباً في إطار حياة الحيوانات. فإذا استطعنا من خلال القصة أن نصور الطمع بعنوان صفة قبيحة كنتيجة للقصة. فهذا التصوير له أثر بالغ على نفس الطفل.

4ـ الارشادات المقرونة بالعطف والمحبة أثناء بروز صفة الطمع. وكذلك نصيحة الطفل بمعزل عن الآخرين له تأثير بالغ على وضعه. وإذا ما لاحظنا انحرافاً وتزلزلاً في مسير الطفل فيجب علينا أن نفتح عينيه ونوعّيه، طبعاً مع العطف والمحبة.

5ـ تمرين الطفل على غنى الطبع مع بيان عظمة ومنزلة الأشخاص ذوي الطباع السامية. وكذلك ذكر أسماء العظام وذوي السلوك العظيم. فانّ ذلك يترك أثراً قوياً على نفس الطفل.

6ـ خلق شعور لدى الطفل بمراقبة نفسه ومخالفة هوى نفسه عندما يتغلب عليه الحرص، وهذا الأمر له تأثير بنّاء في هذا المجال.

7ـ إيجاد الأرضية لملء عين الطفل بواسطة توفير ما يحتاج، وخلق روح عدم الاكتراث واللهفة والحرص على المال والثروة الموجودة عند الآخرين. حيث إن قسما من الطمع ناتج من الاحساس بالنقص والحرمان، فالطفل إذا امتلأت عينه فإنه سيقلع عن الطمع.

8ـ في بعض الأحيان يقتضي تذكير الطفل بواسطة النظرات الهادفة والتي تنم عن الانذار فيما لو استمرت صفة الطمع لدى الطفل فانه سيفقد محبة الوالدين.

وعلى العموم نستطيع القول بأن صفة الطمع إلى حد كبير تنشأ من تأثير البيئة والتربية العائلية. وعلى هذا الأساس ينبغي أن نحكم أسس تربية الطفل على أساس ثابت وقوي. والطفل حتى لو كان يعيش في محيط فقير فيجب أن نهيء له عزة نفس تمنع ابتلاءه بصفة الطمع. ويجب أن يفهم الطفل بصورة مباشرة أو غير مباشرة بأنه مورد محبة واحترام والديه. إن الحاجة لا تعتبر أمراً مهمّا إنما المهم هو العزة والعظمة، والمهم أن لا ينظر الطفل إلى ما في يدي الآخرين.

طرق الوقاية

في طريق إصلاح الأطفال الذين ابتلوا بظاهرة الطمع نتبع ما يلي:

ـ إن العقوبة الجسمية لا تعتبر طريقاً أمثلاً للإصلاح، فلا نستطيع بواسطة الضرب والخشونة أن نجعل الطفل يترك هذه العادة.

ـ الهمز واللمز والتوبيخ والكلام البذيء لا يجدي نفعاً في علاج هذه الحالة.

ـ طرد الطفل. أو إخراجه من البيت. أو أخذ إحدى وسائل لعبه لردعه وتأديبه لا تجدي نفعاً.

ـ إن عدم الاهتمام بسلوك ومصير الطفل أمر غير مناسب في هذا المجال.

ـ وعلى هذا الاساس يجب اجتناب إجبار الطفل على فعل امر معين، او أن يعطى شيئاً يملكه إلى شخصاً آخر. هذه الحالات لا تخلق من الطفل إنساناً جواداً وكريماً.

إن أفضل طريق لحل المشاكل الأخلاقية هو أسلوب التذكير والنصيحة والمداراة، ويجب أن لا يغفل الوالدين والذين يتولون امر التربية عن هذا الأمر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.