المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28



قصّة بقرة بني إسرائيل  
  
1810   04:11 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الامثل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص219-222 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي موسى وهارون وقومهم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014 1846
التاريخ: 5-2-2016 2282
التاريخ: 19-5-2021 3384
التاريخ: 10-10-2014 2240

قال تعالى : {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ* وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 70 - 75].

هذه الآيات تتحدث بالتفصيل عن حادثة اُخرى من حوادث تاريخ بني إسرائيل ، هذا التفصيل لم نألفه في الآيات السابقة ، ولعله يعود إلى أن هذه الحادثة ذكرت في هذا الموضع ـ لا غير ـ من القرآن الكريم ، وإلى أنها تتضمن عِبَراً كثيرة تستوجب هذا التفصيل. من هذه الدروس : لجاج بني إسرائيل وعنادهم ، ومستوى إيمانهم بكلام موسى (عليه السلام) ، وأهمّ من كل هذا البرهنة على إمكان المعاد.

الحادثة (كما يبينها القرآن وكتب التّفسير) على النحو التالي : قتل شخص من بني إسرائيل بشكل غامض ، ولم يعرف القاتل.

حدث بين قبائل بني إسرائيل نزاع بشأن هذه الحادثة ، كل قبيلة تتهم الاُخرى بالقتل. توجّهوا إلى موسى ليقضي بينهم. فما كانت الأساليب الاعتيادية ممكنة في هذا القضاء. وما كان بالإِمكان إهمال هذه المسألة لما سيترتب عليها من فتنة بين بني إسرائيل. لجأ موسى ـ بإذن الله ـ إلى طريقة إعجازية لحل هذه المسألة كما ستوضحها الآيات الكريمة (1).

يقوله سبحانه في هذه الآيات : (وَإِذْ قَالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً) ؟!

(قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).

أي إن الإِستهزاء من عمل الجاهلين ، وأنبياء الله مبرّأون من ذلك.

بعد أن أيقنوا جديّة المسألة ، (قَالُوا أدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ). وعبارة «ربك» تتكرر في خطاب بني إسرائيل لموسى ، وتنطوي على نوع من إساءة الأدب والسخرية ، وكأن ربّ موسى غير ربهم !!

موسى(عليه السلام) أجابهم : (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ (2) وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) أي إنها لا كبيرة هرمة ولا صغيرة ، بل متوسطة بين الحالتين : (فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ).

لكن بني إسرائيل لم يكفوا عن لجاجتهم : (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا)؟

أجابهم موسى : (قَالَ إِنَّهُ يَقوُلُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِع (3) لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) أي إنها حسنة الصفرة لا يشوبها لون آخر.

ولم يكتف بنو إسرائيل بهذا ، بل أصرّوا على لجاجهم ، وضيّقوا دائرة انتخاب البقرة على أنفسهم.

عادوا و(قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ) طالبين بذلك مزيداً من التوضيح ، متذرعين بالقول : (إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ).

أجابهم موسى (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ ذَلُولٌ تُثِيرُ الاَْرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ) أي ليست من النوع المذلل لحرث الأرض وسقيها.

(مُسلَّمَةٌ) من العيوب كلها.

(لاَ شِيَةَ فِيهَا) أي لا لون فيها من غيرها.

حينئذ : (قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ).

(فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) أي أنهم بعد أن وجدوا بقرة بهذه السمات ذبحوها بالرغم من عدم رغبتهم بذلك.

بعد أن ذكر القرآن تفاصيل القصة ، عاد فلخص الحادث بآيتين : (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّاراْتُمْ فِيهَا) أي فاختلفتم في القتل وتدافعتم فيه. (وَاللهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ).

(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا) أي اضربوا المقتول ببعض أجزاء البقرة ، كي يحيى ويخبركم بقاتله. (كَذَلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

وبعد هذه الآيات البينات ، لم تلن قلوب بني إسرائيل ، بل بقيت على قسوتها وغلظتها وجفافها. (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَو أَشَدُّ قَسْوَةً).

إنها أشد قسوة من الحجارة ، لأن بعض الحجارة تتفجر منها الأنهار ، أو تنبع منها المياه أو تسقط من خوف الله : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الاَْنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ).

لكن قلوب بني إسرائيل أشدّ قسوة من الحجارة ، فلا تنفجر منها عاطفة ولا علم ، ولا تنبع منها قطرة حبّ ، ولا تخفق من خوف الله.

والله عالم بما تنطوي عليه القلوب وما تفعله الأيدي : (وَمَا اللهُ بَغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ).
_______________________

1. في الفصل الحادي والعشرين من سفر التثنية في العهد القديم وردت إشارة عابرة لهذه القصة. وما ورد في التوراة الحالية ليس بسرد للحادثة وإنما إعطاء حكم من الأحكام ، وهذا نص السفر المذكور من الجملة 1 إلى 9 :

«إذا وجد قتيل في الأرض التي يعطيك الرب إلهك لتمتلكها واقعاً في الحقل لا يعلم من قتله ـ يخرج شيوخك وقضاتك ويقيسون إلى المدن التي حول القتيل ـ فالمدينة القربى من القتيل يأخذ شيوخ تلك المدينة عجلة من البقر لم يحرث عليها لم تجر بالنير ـ وينحدر شيوخ تلك المدينة بالعجلة إلى واد دائم السيلان لم يحرث فيه ولم يزرع ، ويكسرون عنق العجلة في الوادي ـ ثم يتقدم الكهنة بنو لاوى لأنه إياهم اختار الرب إلهك ليخدموه ويباركوا باسم الرب وحسب قولهم تكون كل خصومة وكل ضربة ـ ويغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من القتيل أيديهم على العجلة المكسورة العنق في الوادي ـ ويصرحون ويقولون أيدينا لم تسفك هذا الدّم وأعيننا لم تبصر ـ اغفر لشعبك إسرائيل الذي فديت يا رب ولا تجعل دم بريء في وسط شعبك إسرائيل فيغفر لهم الدم ـ فتنزع الدم البريء من وسطك إذا عملت الصالح في عيني الرب».

2. فارض : بمعنى البقر المسن كما قال الراغب في ..المفردات.. وقال بعض المفسرين انها بقرة وصلت الى مرحلة من الكبر بحيث لا تكون ولودة ,و(عوان) بمعنى متوسط العمر .

3. (فاقع ) بمعنى صفار الخالص الشامل وقيل في اعراب هذه الفقرة من الآية (صفراء) الصفة الاولى (فاقع)الصفة الثانية لكلمة (بقرة ) و(لونها) فاعل (فاقع) وفاعل (تسر ) (بقرة) ، وقيل : يمكن ان تكون حكمة (فاقع ) خبر متقدم مؤخر  وقال البعض : ان (لونها) مبتدأ  و(تسر الناظرين) خبرها ، فراجع (اعراب القران وبيانه ، وتفسير مجمع البيان وتفاسير اخرى )




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .