العوامل البشرية:

نقصد بالعوامل البشرية تلك العوامل التي تتصل بالإنسان باعتباره فرداً له خصائص معينة، من جنس وعمر وصحة وثقافة ووظيفة، وتختلف هذه الخصائص من منطقة لأخرى في العالم الأمر الذي تأثر معه الإنتاج. وتشكل العوامل البشرية نظاماً متكاملاً يؤثر في النظام الزراعي من خلال تفاعل العناصر مع بعضها البعض، ويعتبر الإنسان المنتج والمستهلك الوحيد الذي له مصلحة في الإنتاج، ولمَّا كان الإنسان يتطور باستمرار فإن العوامل البشرية في تغير باستمرار، وأهم هذه العوامل:

السكان والإنتاج - عدد السكان: يبلغ عدد سكان العالم اليوم (2012) أكثر من سبعة مليارات نسمة، وهذا زاد من تحمل الطبيعة لسد احتياجاتهم الغذائية، الأمر الذي أجهد التربة بشكل كبير، ولو استمرت الزيادة العالمية على ما هي عليه الآن (2%) فستحل المجاعة في العالم ما لم يجد العالم الحلول المناسبة لذلك، والغريب أن غالبية الزيادة السكانية تأتي من الدول النامية التي أصبح سكانها يمثلون ثلاثة أرباع سكان العالم، ولا يصيبهم سوى خمس دخل العالم، وأن هناك نصف سكان العالم لا يحصلون إلا على عُشر دخل العالم. أما سكان الدول المتقدمة فيشكلون أقل من خُمس سكان العالم، ويحصلون على ثلثي دخل العالم.

ومرتبط بعدد السكان الكثافة السكانية حيث تنتشر الزراعة الكثيفة والمختلطة بالمناطق كثيفة السكان لتوفر الأيدي العاملة اللازمة للزراعة مثل جنوب شرق آسيا التي تنتشر فيها زراعة الأرز والشاي، ودلتا النيل بمصر، وعند مقارنة ذلك بمنطقتين جغرافيتين حسب العدد والكثافة نقارن بين الجنوب الغربي الأمريكي (مصر الصغرى) ودلتا النيل بمصر، فالأولى تنتشر فيها الزراعة الواسعة، والثانية تنتشر فيها الزراعة الكثيفة.