المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ALPHA OLEFINS PRODUCTION
28-8-2017
استقطاب نَاقِصي elliptical polarization
15-1-2019
خطاب الامام زين العابدين
19-3-2016
اقامة علاقات اجتماعية حميدة
3-3-2021
لا تستطيع نازعات الهيدروجين استخدام الأكسجين كمتقبل للهيدوجين
11-7-2021
الصلاة والنجاة والملائكة والقرآن
22-01-2015


دار جمال الملك البغدادي  
  
1504   12:46 صباحاً   التاريخ: 24/12/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:350
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2023 1576
التاريخ: 2024-05-06 681
التاريخ: 2024-09-21 289
التاريخ: 2024-01-07 907

دار جمال الملك البغدادي

ولما اتصل أبو القاسم علي بن أفلح البغدادي الكاتب بأمير المؤمنين المسترشد بالله العباسي ، ولقبه جمال الملك ، وأعطاه أربع ديار في درب الشاكرية اشترى دوراً أخرى إلى جانبها ، وهدم الكل ، وأنشأ داره الكبيرة ، وأعانه الخليفة في بنائها ، وأطلق له أموالا ً وآلات البناء ، وكان في جملة ما أطلق له مائتا ألف اجرة وأجريت الدار بالذهب ، وصنع فيها الحمام العجيب الذي فيه بيت مستراح فيه أنبوب إن فركه الإنسان يميناً خرج ماء حار وإن فركه شمالا خرج ماء بارد ، وكان على إيوان الدار مكتوبا(1):

إن عجب الراءون من ظاهري            فباطـني لو علمـوا أعجب

 

۳٥٠

شيدني من كتفه مزنة                                     يهمل منها العارض الصيب

ودیجت روضة أخـلاقه                                  فيَّ رياضا نورها مذهب

صدر كسا صدري من نوره                          شمساً على الأيام لا تغرب

وكتب على الطرز :

ومـــن المـروءة للفتى                           ما عاش دار فاخره

فاقنع من الدنيا بها                              واعمـل لدار الآخرة

هـاتيك وافية بما                                  وعدت، وهذي ساخرة(2)

وكتب على النادي:

من و ناد جنان الخلود                         أعارته من حسنها رونقا

وأعطته حادثات الزمان                      أن لا تلم به موثقا

فأضحى يتيه على كل ما                      بني مغرباً كان أو مشرقا

تظل الوفود به عكفا                                     وتمسي الضيوف به طرقا

بقيت له يا جمال الملوك                        والفضل مهما أردت البقا

وسالمه فيك ريب الزمان                     ووقيت فيه الذي ينقى

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- ب م : مكتوب .

2- ب: خاسرة .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.