المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اهم المدن المعينية
11-11-2016
مخاطبة أبي محمد الأزدي للسان الدين
2024-08-18
البيعة لعلي بن موسى عليه السلام بولاية العهد
26-8-2017
تقسيمات المناسب عند القائسين
18-8-2016
البحث حول كتاب مسائل علي بن جعفر.
27/11/2022
سجن المؤمن وجنة الكافر
5-7-2017


من ترجمة ابن زيدون في القلائد  
  
1594   11:22 صباحاً   التاريخ: 28/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1،ص: 627-629
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-15 969
التاريخ: 2024-01-02 973
التاريخ: 7/11/2022 1824
التاريخ: 17-4-2022 1949

من ترجمة ابن زيدون في القلائد

قال الفتح رحمه الله تعالى في ترجمة الوزير أبي الوليد بن زيدون، ما صورته (1) : وأخبرني الوزير الفقيه أبو الحسين (2) بن سراج رحمه الله تعالى أنه في وقت فراره أضحى، غداة الأضحى، وقد ثار به الوجد بمن كان يألفه والغرام، وتراءت لعينيه تلك الظباء الأوانس والآرام، وقد كان الفطر وافاه، والشقاء قد استولى على رسم عافيته حتى عفاه (3) ، فلما عاده منهما ما عاد، وأعياه ذلك النكد المعاد، استراح إلى ذكر عهده الحسن، وأراح جفونه المسهدة بتوهم ذلك الوسن، وذكر معاهد كان يخرج إليها في العيد، ويتفرج بها مع أولئك الغيد، فقال (4) :

خليلي لا فطر يسر ولا أضحى ... فما حال من أمسى مشوقا كما أضحى

لئن شاقني شرق العقاب فلم أزل ... أخص بممحوض الهوى ذلك السفحا

وما انفك جوفي الرصافة مشعري ... دواعي بث تعقب الأسف البرحا

ويهتاج قصر الفارسي صبابة ... لقلبي لا يألو زناد الأسى قدحا

وليس ذميما عهد مجلس ناصح ... فأقبل في فرط الولوع به نصحا

كأني لم أشهد لدى عين شهدة ... نزال عتاب كان آخره الفتحا

وقائع جانيها التجني فإن مشى ... سفير خضوع بيننا أكد الصلحا

وأيام وصل بالعقيق اقتضيته ... فإن لم يكن ميعاده العيد فالفصحا

وآصال لهو في مسناة مالك ... معاطاة ندمان إذا شئت أو سبحا

لدى راكد تصبيك من صفحاته ... قوارير خضر خلتها مردت صرحا

معاهد لذات وأوطان صبوة ... أجلت المعلى في الأماني بها قدحا

ألا هل إلى الزهراء أوبة نازح ... تقضى تنائيها مدامعه نزحا

مقاصير (5) ملك أشرقت جنباتها ... فخلنا العشايا الجون أثناءها صبحا

يمثل قرطيها لي الوهم جمرة ... فقبتها فالكوكب الجون (6) فالسطحا

؟محل ارتياح يذكر الخلد طيبه ... إذا عز أن يصدى الفتى فيه أو يضحى

هناك الجمام الزرق تندى حفافها ... ظلال عهدت الدهر فيها فتى سمحا

تعوضت (7) من شدو القيان خلالها ... صدى فلوات قد أطار الكرى صبحا

ومن حملي الكأس المفدى مديرها ... تقحم أهوال حملت لها الرمحا

أجل إن ليلي فوق شاطئ بيطة (8) ... لأقصر من ليلي بآنة فالبطحا وهذه معاهد بني أمية قطعوا بها ليالي وأياما، ظلت فيها الحوادث عنهم نياما، فهاموا بشرق العقاب، وشاموا به برقا يبدو من نقاب، ونعموا بجوفي الرصافة، وطعموا عيشا تولى الدهر جلاءه وزفافه، وأبعدوا نصح الناصح، وحمدوا أنس مجلس ناصح، وعموا بالزهراء، وصموا عن نبإ صاحب الزوراء، حتى رحلهم الموت عنها وقوضهم، وعوضهم منها ما عوضهم، فصاروا أحاديث وأنباء، ولم يتزودوا منها إلا حنوطا وكباء، وغدت تلك المعاهد تصافحها أيدي الغير، وتناوحها نعبات الطير، وراحت بعد الزينة سدى، وأمست مسرحا للبوم وملعبا للصدى، يسمع للجن بها عزيف، ويصرع فيها البطل الباسل والنزيف، وكذا الدنيا أعمالها خراب، وآمالها (9) آل وسراب، أهلكت أصحاب الأخدود، وأذهبت ما كان بمأرب من حيازات وحدود، انتهى.

وقال الفتح بعد كلام ما صورته (10) : ولما عضته ناب الاعتقال، ورضته تلك النوب الثقال، وعوض بخشانة العيش من اللين، وكابد قسوة خطب لا تلين، وتذكر عهد عيشه الرقيق، ومرحه بين الرصافة والعقيق، وحن إلى سعد زرت عليه جيوبه، واستهدى نسيم عيش طاب له هبوبه، وتأسى بمن باتت له النوائب بمرصاد، ورمته بسهام ذات إقصاد

 

__________

 (1) القلائد: 72.

(2) ق ك ج: أبو الحسن.

(3) في الأصول: أعفاه.

(4) انظر ديوان ابن زيدون: 158.

(5) في الأصول: مقاصر.

(6) القلائد: الرحب.

(7) ط: تعرضت.

(8) ق ك ج: نيطة؛ ط: ليطة.

(9) ك ط: ومآلها.

(10) القلائد: 77.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.