أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-29
163
التاريخ: 23-8-2022
1238
التاريخ: 12-6-2022
1305
التاريخ: 6-12-2021
1906
|
ـ الأخبار السارة - أطفالك يحتاجونك سعيدا وفي صحة جيدة
لقد قضيت فترة من حياتي في إحدى القرى الساحلية في (بابوا)، في غينيا الجديدة. لم يكن الأطفال هناك يعيشون في بيوت أهليهم، وإنما كانوا يتنقلون من بيت إلى آخر في حرية تامة!، كان يمكنني أن أرى طفل العاشرة وهو يحمل الأطفال أو يشعل النيران لطهي الطعام، ومع بلوغ الطفل الرابعة عشرة، كان يقوم بكل أعمال الكبار بمنتهى الثقة والشعور بالفخر، وبما أنني كنت أحدث الأشخاص في القرية وأكثرهم إثارة للاهتمام، فقد كان هناك ما يقرب من عشرة أطفال أو نحو ذلك يبيتون في شرفة منزلي. وعندما كانت الرياح الاستوائية تهب في ساعات الليل القصيرة؛ كان علي أن أشق طريقي وسط هذه الكومة من الأجسام السمراء التي تغطي سجادة منزلي!.
وقد شعرت حينئذ أن هذه البلدة من الأماكن التي يسهل فيها إنجاب الأبناء طالما أن الأعمال ومتعة تربية الأبناء كانت موزعة على كل أهل القرية. وهذا ما أكده الواقع، حيث أن كل شخص في هذه القرية بالفعل له أبناء.
أما في مجتمعنا، فإن الأبوة ليست موزعة، كما أنه ليس من الآمن أن ينتقل الطفل الصغير في المجتمع الذي يعيش فيه بمفرده.
لهذا فإنه يبدو من السهل في ظل هذه الظروف أن تشعر أنك يجب أن تكون الأب الخارق، وأن تلبي كل احتياجات طفلك من الترفيه، والتعليم، والحب والعواطف، والطعام، والشراب، والأمان، والملابس، والنظافة بشكل أو بآخر. إن كنت أنت الموكل بأن تبقى في المنزل مع الأبناء؛ فسوف تشعر أنك مكبل بالأعباء المنزلية، وأنك حبيس المنزل، وأنك تتوق إلى صحبة شخص كبير. أما إن كنت الشخص الذي يخرج للتكسب وجلب المال؛ فسوف تشعر أنك مثل الحصان الكادح الذي يتطلع إلى دفء المنزل وصحبة العائلة. ولهذا فإنه ليس من المثير للدهشة أن يشعر الكثير منا - وخاصة إن كان لديك اثنان أو أكثر من الأبناء - بالإنهاك الدائم والاضطراب وحالة صحية غير جيدة.
أما عندما نشعر أننا في حالة جيدة ووسط صحبة جيدة، وعندما ننعم بالصحة والراحة، فسوف يكون بوسعنا أن نعطي أبناءنا ونستمتع بهذا العطاء. غير أننا عندما نشعر بالتعب والمرض والوحدة وثقل الأعباء، يتحول الأطفال إلى منافس يهددنا في صراعنا من أجل البقاء، إن هذه الحالة يمكن أن تتفاقم بسهولة لتهدد حياتك، وزواجك، وأمانك، وأبناءك أيضاً.
إن وطأة الأعباء يمكن أن تدفع الآباء إلى بلوغ حد العجز عن القيام بمتطلبات الأبوة؛ ولهذا فإنه من الأمور الحيوية أن تتعلم كيف تعتني بنفسك. ففي هذه الحالة فقط سوف يكون بوسعك أن تعتني بأبنائك كما ينبغي. إن أطفالك يريدونك سعيداً وبصحة جيدة.
ـ كلنا بحاجة إلى (وقود)
كثيراً ما أتحدث مع آباء لا يعرفون سر عدم قدرتهم على مواجهة مصاعب الحياة. فهم يتوقعون أن يتمتعوا بأداء خارق دون أن يدركوا أننا كبشر بحاجة إلى (وقود)، إننا لا نحيا بالطعام وحده؛ فنحن أيضا بحاجة إلى طاقة في شكل حب، وتقدير، وملامسة، وحديث مع الآخرين.
إن كل شخص تكلمه أو تقابله إما أن يمنحك أو يسلب منك بعض الطاقة. ولعل هذا هو ما يجعلنا نصف البعض بأنهم (محبطون)، وهو أيضاً ما يجعلنا نخشى أن يزورنا بعض الأشخاص، وهو أيضاً ما يجعلنا نقود سياراتنا على مدى ساعة لزيارة صديق خاص نشعر معه أننا في حالة طيبة.
إن الأطفال يمكن أن يعيدوا إلينا الطاقة، غير أن الأصح والأكثر ملائمة أن نكون نحن - بصفة أساسية - المصدر الذي يمدهم بالطاقة. غير أننا عندما نكون المصدر الوحيد الذي يمدهم بالطاقة، فبالتأكيد سوف يحدث شيء ما عندما ينضب هذا المصدر.
إننا نميل عادة إلى معاملة أجسادنا كما نعامل سياراتنا؛ أي أن عشر دولارات تكفي الآن، كما أن هذه الإطارات القديمة المنهكة يمكن أن تفي بالغرض!
ربما يروق لك أن تراقب الأشخاص الذين يحيطون بك في حياتك، وأن تقيمهم من حيث قدرتهم على زيادة أو التقليل من مخزون طاقتك. أحياناً قد يتبين لنا أن (أصدقاءنا)، يسلبوننا كل طاقتنا ولا يمنحوننا شيئاً في المقابل. إذاً فقد حان وقت البحث عن أصدقاء جدد!، قد يتحول بعض الأشخاص الذين كانوا في أحد الأيام ذوي نفع لنا (بما في ذلك الأهل!)، إلى مصدر للمشاعر السلبية. يمكنك - إن أردت - أن تغير من أسلوبك في التفاعل مع الآخرين بحيث يتخذ شكلاً إيجابياً.
(مرحباً يا عزيزتي)؛ لقد كان أسبوعاً سيئاً للغاية بالنسبة لي!).
(أما أنا فكان أسبوعي جيداً؛ دعيني أحدثك عنه).
(يا إلهي؛ لقد صادفتني العديد من المشاكل في عملي اليوم).
(حسنا؛ يمكنني أن أستمع إليك وأنت تتحدثين، ولكن أليس من الأفضل أن نخطط لعطلتنا القادمة؟).
إنها استراتيجية متقنة تعمل - من خلال تنفيذها بروح طيبة - على إفادة كلا الطرفين.
جلست ذات مرة على مدى ساعتين وسط مجموعة تضم عشرين أباً وأم أستمع إلى طريقتهم في (إعادة ملء خزانات وقودهم)، وقد خرجنا آنذاك ببعض الأفكار الجيدة.
ـ الاستعانة بجليسة أطفال.
ـ تعلم كيف يكون الأب أو الأم مملين حتى ينصرف عنهما الأبناء ويدعونهما لحالهما لقليل من الوقت.
ـ قضاء عشر دقائق مع زوجتك عندما تعود إلى المنزل بعد العمل وتبادل الأخبار السعيدة أو البقاء بصحبة بعضكما البعض فقط. (إن كان بوسع الأبناء أن يجلسوا في هدوء في نفس الغرفة فلا بأس؛ أما إن كان ذلك غير ممكن، فعليهم أن يبقوا خارجها).
ـ قضاء نصف ساعة بانتباه كامل مع الأبناء يوميا بدلا من قضاء ساعات بنصف انتباه، دع الأطفال يخططون ويتطلعون لما يرغبون عمله في هذا الوقت.
ـ تعلم كيف تقتطع وقتاً لنفسك تستطيع أن تحقق من خلاله الاسترخاء، وأن تستدعي بعض الأفكار الطيبة بينما تقوم بأعمال المنزل أو تعمل وهكذا.
ـ القيام بطهو الطعام أحيانا بالطريقة التي تحبها وليس بالطريقة التي تلائم الأبناء.
ـ قضاء الكثير من الوقت مع غيرك من الآباء.
ـ الوضوح فيما تطلبه من الطرف الآخر، أي عبر عن احتياجاتك سواء كانت العاطفة أو مجرد الصحبة. ليحاول كل منكما أن يتفهم احتياجات الطرف الآخر كلما تزايدت. إن كنت تكتفي عادة بالحديث عندما تكون متوترا؛ حاول أن تجرب التدليك. أما إن كنت تكتفي بالملامسة فحاول أن تجرب الحديث.
ـ ممارسة أحد الأنشطة التي ليس لها علاقة بكونك أباً، وإنما نشاط يرضيك كشخص بالغ؛ أي لمتعتك الشخصية وذلك على نحو منتظم.
ـ اقتناء كتاب شيق لكي تفرغ فيه أي توتر قبل النوم أو في منتصف اليوم.
ـ الجأ لكل أنواع المساندة والمساعدة التي تحيط بك؛ مثل منازل الجيران، ومراكز الصحة الخاصة بالأطفال، وأندية اللياقة (وخاصة تلك الأندية اللطيفة التي لا تتسم بالطابع التجاري)، ومختلف أنواع الرياضة واللعب الجماعي، ودور الحضانة والفصول التي تعمل على دعم فاعلية الآباء.
ـ الجأ إلى الحضانة أو جليسة الأطفال لكي تقتطع وقتاً لنفسك بدلاً من أن تستغل هذا الوقت فقط في التجول في المحلات أو إنجاز أحد الأعمال.
ـ اعلم أن (الفوضى قد تكون جميلة)، واستسلم لفكرة (المنزل الفوضوي)، ولو لبضع سنوات فقط. (يمكنكِ أن تتركي المكنسة الكهربائية بالقرب من الباب وتدعي عند أي زيارة مفاجئة من الآخرين أنك كنت بصدد الشروع في تنظيف المنزل!).
ـ خصص للأبناء جزءاً من المنزل تخليه من كل الأشياء الثمينة وتجهزه بكل قطع الأثاث التي يسهل تنظيفها. إن هذا من شأنه أن يوفر لك الكثير من الطاقة التي تبذلها لقول (لا)، آلاف المرات كلما اقترب الطفل من أحد الأشياء.
ـ احتفظ بأماكن منظمة وجميلة في المنزل (حتى إن اقتصر الأمر على غرفة نومك)، ولا تسمح للأطفال بدخولها حتى تحتفظ بمكان لطيف يمكنك أن تجلس فيه.
ـ تحدث، وعالج مشاكلك، وارسم خططاً، واجلس وجهاً لوجه مع نفسك في غرفة المعيشة بعيداً عن الأبناء لا تحمل همومك إلى الفراش. إن للفراش أغراضاً أخرى أفضل من ذلك.
عندما يلتقي الرضيع بأمه؛ قد تتعثر العلاقة ويتحول تغيير ملابس الطفل وإطعامه إلى كفاح مرير يسبب العصبية والتعاسة للطفل والأم؛ ولذا قامت إحدى المستشفيات بإعداد برنامج لإعادة الرابطة بين الأم والطفل، وهو برنامج رائع في بساطته، كما أنه يعد بمثابة رمز لهمة الآباء بشكل عام. لقد أدرك القائمون على هذه المبادرة أن الأم وابنها قد سقطا في قبضة دائرة مفرغة؛ وقد عالجوا هذا الأمر بأن تجلس الأم على مقعد منخفض بينما يجلس الأب خلفها على كرسي حيث يقوم بتدليك كتفي الأم وظهرها برفق حتى يشعرها بالاسترخاء؛ بينما تقوم هي بهدهدة الطفل وربما إطعامه. أما إن كانت الأم وحيدة بلا زوج؛ فإن مهمة التدليك كانت تؤول إلى أحد القائمين على الإشراف على التجربة.
إن الطبيعة الفريدة للملامسة تمنح الطاقة، وتعيد الثقة، وتمكن الشخص من استعادة الدعة والخروج من الحالة العصبية. إننا دائماً ننسى ذلك، ولكنه يثبت في كل مرة نجاحاً يفوق تأثير المسكنات!.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|