المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

اوقات الصلاة اليومية ونوافلها ونافلة الليل
20-11-2016
البوراكس
23-3-2018
زكريا أخو المستهل
3-9-2017
ضم طوائف النحل
2-6-2016
Radioactive Decay Rates
28-3-2017
مبادئ التميز في ممارسات العلاقات العامة
18-7-2022


 الإمام الباقر ( عليه السّلام ) ومستقبل الجماعة الصالحة  
  
1612   08:01 مساءً   التاريخ: 19/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص202-205
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2016 3125
التاريخ: 12/11/2022 1797
التاريخ: 22-8-2016 2766
التاريخ: 16-8-2016 3666

من أهم مقومات نجاح مسيرة الجماعات وجود قيادة تقوم بالاشراف على حركتها التكاملية ، وتتبنى التغيير الشامل ، وتقوم بتنسيق البرامج والخطط ، وتشرف على تنفيذها في الواقع ، وتمدّها بالقوة الروحية والشحنة المعنوية للوصول إلى أهدافها وآمالها ، والقيادة في منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) هي قيادة ربّانية نصّ عليها اللّه تعالى وأبلغها لرسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) وأبلغها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وتتدرج الوصية من إمام إلى إمام حتى تصل إلى خاتم الأوصياء والأئمة ( عليهم السّلام ) .

وقد أولى الإمام الباقر ( عليه السّلام ) الإمامة من بعده أهمية خاصة ووجّه أنظار أصحابه إليها ، في شروطها وخصائصها ، وفي تشخيصها في الواقع ، فأعلن عنها تارة إعلانا جليا وآخر خفيا ، ابتداءا من أول مراحل إمامته ، حتى أواخر أيامه الشريفة ، وكان يستثمر الفرص المناسبة للإشارة إليها وتأكيد الاقتداء بها .

وكان الاعلان عن إمامة الإمام جعفر الصادق ( عليه السّلام ) مصحوبا بالسريّة ، وفي نطاق محدود لم يخبر بها إلّا أصحابه المخلصين المقرّبين له ، حفاظا على سلامة الإمام من بعده .

روي عن محمد بن مسلم أنّه قال : كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السّلام ) ، إذ دخل جعفر ابنه وعلى رأسه ذؤابة ، وفي يده عصا يلعب بها ، فأخذه وضمّه اليه ضما ، ثم قال : بأبي أنت وأمي لا تلهو ولا تلعب .

ثم قال : « يا محمد هذا إمامك بعدي ، فاقتد به ، واقتبس من علمه ، واللّه انه لهو الصادق الذي وصفه لنا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) . . . »[1].

وعن همام بن نافع قال : قال أبو جعفر لأصحابه يوما : « إذا افتقدتموني فاقتدوا بهذا فإنه الإمام بعدي » ، وأشار إلى ابنه جعفر ( عليه السّلام )[2].

وسئل الإمام الباقر ( عليه السّلام ) عن القائم فضرب بيده على أبي عبد اللّه جعفر ابن محمد ( عليه السّلام )[3].

وعن فضيل بن يسار ، قال : كنت عند أبي جعفر ( عليه السّلام ) فأقبل أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) فقال : « هذا خير البريّة بعدي »[4].

وعن عبد الغفار بن القاسم - في حديث طويل - جاء فيه قوله للإمام الباقر ( عليه السّلام ) : « انّي قد كبرت سنّي ودق عظمي ولا أرى فيكم ما أسره ، أراكم مقتّلين مشردين خائفين ، وإني أقمت على قائمكم منذ حين أقول : يخرج اليوم أو غدا .

فقال له - الإمام الباقر ( عليه السّلام ) - : « يا عبد الغفار انّ قائمنا ( عليه السّلام ) هو السابع من ولدي ، وليس هو أوان ظهوره ، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : انّ الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ، والتاسع قائمهم ، يخرج في آخر الزمان فيملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما » .

قلت : فإن كان هذا كائن يا ابن رسول اللّه ، فإلى من بعدك ؟ .

قال ( عليه السّلام ) : إلى جعفر وهو سيد أولادي وأبو الأئمة ، صادق في قوله وفعله[5].

وعن أبي الصباح الكناني ، قال : نظر أبو جعفر إلى أبي عبد اللّه يمشي ، فقال : ترى هذا ؟ . هذا من الذين قال اللّه تعالى : وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ[6] [7].

وعن زرارة قال : انّ أبا جعفر ( عليه السّلام ) أحضر أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) وهو صحيح لا علّة به ، فقال له : اني أريد أن آمرك بأمر ، فقال له : مرني بما شئت ، فقال : ايتني بصحيفة ودواة ، فأتاه بها ، فكتب له وصيته الظاهرة ، ثم أمر أن يدعو له جماعة من قريش ، فدعاهم وأشهدهم على وصيته اليه[8].

فهذا الاعلان أمر طبيعي لأنه وصية ظاهرة مألوفة عادة وهي أن يوصي الموصي إلى أحد أبنائه وخصوصا الأكبر منهم ، فعن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) أنّه قال : إنّ أبي استودعني ما هناك ، وذلك أنّه لما حضرته الوفاة قال : « ادع لي شهودا فدعوت له أربعة ، منهم : نافع مولى عبد اللّه بن عمر ، فقال : اكتب : هذا ما أوصى به يعقوب بنيه ، يا بني إنّ اللّه اصطفى لكم الدين فلا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون وأوصى محمد بن عليّ ابنه جعفر وأمره أن يكفّنه في بردته - التي كان فيها يصليّ الجمعة - وقميصه وأن يعمّمه بعمامته وان يرفع قبره مقدار أربع أصابع ، وأن يحلّ أطماره عند دفنه .

ثم قال للشهود : انصرفوا رحمكم اللّه .

فقلت : يا أبت ما كان في هذا حتى يشهد عليه ؟ قال : يا بني كرهت أن تغلب ، وأن يقال : لم يوص ، فأردت أن يكون ذلك الحجّة »[9].

وأدخل الإمام الباقر ( عليه السّلام ) الأمل في قلوب أصحابه وأتباعه وجميع افراد الجماعة الصالحة فأخبرهم بقرب زوال حكم بني أمية[10].

وبالفعل بعد استشهاد الإمام ( عليه السّلام ) بثمانية عشر عاما سقطت الدولة الأموية وانتهى حكم الأمويين على يد بني العباس .

وكان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) هو القائم بالأمر من بعده ، وكما وصفه المستشار عبد الحليم الجندي : الإمام جعفر الصادق نتاج قرن كامل من العظائم يحني لها الوجود البشري هاماته ويدين بحضارته . . . [11].

وقال أيضا : شجرة باسقة تترعرع في كل ورقة من أوراقها خصيصة من خصائص أهل البيت في عصر جديد للعلم ، تعاونت فيه أجيال ثلاثة متتابعة منه ومن أبيه وجده[12].

 

[1] كفاية الأثر : 253 .

[2] المصدر السابق : 254 .

[3] اثبات الوصيّة : 152 .

[4] المصدر السابق : 155 .

[5] كفاية الأثر : 252 .

[6] القصص ( 28 ) : 5 .

[7] الكافي : 1 / 306 .

[8] اثبات الوصيّة : 155 .

[9] الفصول المهمة : 222 . وفي الكافي : 1 / 307 أن تكون لك الحجة .

[10] مناقب آل أبي طالب : 4 / 203 ، الصواعق المحرقة : 307 .

[11] الإمام جعفر الصادق : 4 .

[12] المصدر السابق : 63 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.