المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

الحسن بن الحسن بن علي
15-2-2017
Instrumentation: Instrumentation
18-2-2020
تلخيص خطورة الإرهاب الإلكتروني
29-1-2023
الجلوس على مائدة الشراب
13-9-2019
كيرل  r.curl
10-4-2016
هليوستات heliostat
9-1-2020


الإمام الباقر ( عليه السّلام ) وإحياء الروح الثورية في الامّة  
  
1429   05:30 مساءً   التاريخ: 17/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص159-161
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / مناقب الإمام الباقر (عليه السلام) /

كانت ثورة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) ذات دور كبير في إحياء الروح الثورية ، وإلهاب الحماس في النفوس المؤمنة باللّه ورسوله ضدّ الحكّام الظالمين ، ولهذا نشط الإمام الباقر ( عليه السّلام ) ليجعل الثورة حيّة تمنح الناس طاقة ثورية لخوض المواجهة في وقتها وظرفها المناسب .

وقد تجسد إحياؤه للروح الثورية هذه في مظهرين :

الأول : إقامة الشعائر الحسينية

كان الإمام ( عليه السّلام ) يقوم بنفسه باحياء الشعائر الحسينية ، حيث كان يقيم مجالس العزاء في منزله ، دون معارضة من قبل الحكّام الأمويين لأنهم لا يستطيعون منع مجلس عزاء يقيمه الإمام ( عليه السّلام ) على جدّه ، ولأنهم كانوا يحاولون إلقاء اللوم في قتل الحسين وأهل بيته وصحبه على آل أبي سفيان .

وتجسّدت الشعائر الحسينية بالممارسات التالية :

1 - الحزن وإقامة مجالس العزاء : شجّع الإمام على البكاء لمصاب جدّه الإمام الحسين ( عليهما السّلام ) وأهل بيته ، والأبرار من صحابته من أجل أن تتجذّر الرابطة العاطفية به ( عليه السّلام ) في المشاعر ، وكان يقول : « من ذرفت عيناه على مصاب الحسين ولو مثل البعوضة غفر اللّه له ذنوبه »[1].

2 - الزيارة : حثّ الإمام الباقر ( عليه السّلام ) على زيارة قبر جدّه الإمام الحسين ( عليه السّلام ) لتعميق الارتباط به شخصا ومنهجا ، واستلهام روح الثورة منه ، ومعاهدته على الاستمرار على نهجه .

وكان يؤكد لمحبّيه والمؤمنين بقيادته الاهتمام بها ، ويقول : « مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن علي ، وزيارته مفروضة على من أقرّ للحسين بالإمامة »[2].

وأكّد ( عليه السّلام ) على لزوم اقتران حب أهل البيت ( عليهم السّلام ) بزيارة قبر الحسين ( عليه السّلام ) كما جاء في قوله : « من كان لنا محبّا فليرغب في زيارة قبر الحسين ( عليه السّلام ) ، فمن كان للحسين زوّارا عرفناه بالحب لنا أهل البيت »[3].

3 - إنشاء الشعر : كما كان ( عليه السّلام ) يشجع على قول الشعر في الإمام الحسين ( عليه السّلام ) وقد بذل من أمواله لنوادب يندبن بمنى أيام الموسم[4].

وقد أثمر هذا الحثّ إحياء روح الثورة والنهوض ، حتى أن الثورات التي انطلقت بعد عصر الإمام الباقر ( عليه السّلام ) كانت تنطلق في عاشوراء ؛ إذ كان الثّوار يتزوّدون من قبره ( عليه السّلام ) ثم ينطلقون بثورتهم وحركتهم المسلّحة غالبا .

 


[1] بحار الأنوار : 98 / 1 .

[2] المصدر السابق : 44 / 293 .

[3] المصدر السابق : 98 / 4 .

[4] مقتل الحسين للمقرّم : 106 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.