محاور الحركة الإصلاحية العامّة للإمام الباقر ( عليه السّلام ): تأسيس المدرسة الفقهية النموذجية |
1244
02:57 صباحاً
التاريخ: 14/11/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016
2820
التاريخ: 14-10-2015
7874
التاريخ: 16-8-2016
2828
التاريخ: 16-8-2016
2857
|
تأسيس المدرسة الفقهية النموذجية[1]
لقد جهد الإمام الباقر وولده الصادق ( عليهما السّلام ) على نشر الفقه الاسلامي وتبنّيا نشره بصورة إيجابية في وقت كان المجتمع الاسلامي غارقا في الأحداث والاضطرابات السياسية ، حيث أهملت الحكومات في تلك العصور الشؤون الدينية إهمالا تاما ، حتى لم تعد الشعوب الاسلامية تفقه من أمور دينها القليل ولا الكثير ، يقول الدكتور علي حسن : « وقد أدى تتبعنا للنصوص التأريخية إلى أمثلة كثيرة تدل على هذه الظاهرة - أي اهمال الشؤون الدينية - التي كانت تسود القرن الأول سواء لدى الحكام أو العلماء أو الشعب ، ونعني بها عدم المعرفة بشؤون الدين ، والتأرجح وعدم الجزم والقطع فيها حتى في العبادات ، فمن ذلك ما روي أن ابن عباس خطب في آخر شهر رمضان على منبر البصرة فقال : اخرجوا صدقة صومكم فكان الناس لم يعلموا ، فقال : من ها هنا من أهل المدينة ؟ فقوموا إلى إخوانكم فعلموهم ، فإنهم لا يعلمون فرض رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله )[2] .
فأهل البلاد الاسلامية لم يعرفوا شؤون دينهم معرفة كافية ، وقد كان يوجد في بلاد الشام من لا يعرف عدد الصلوات المفروضة ، حتى راحوا يسألون الصحابة عن ذلك[3].
إن الدور المشرق الذي قام به الإمام الباقر والصادق ( عليهما السّلام ) في نشر الفقه وبيان أحكام شريعة اللّه كان من أعظم الخدمات التي قدّماها للعالم الاسلامي .
وسعى إلى الأخذ من علومها أبناء الصحابة والتابعون ، ورؤساء المذاهب الاسلامية كأبي حنيفة ومالك وغيرهما ، وتخرج على يد الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) جمهرة كبيرة من الفقهاء كزرارة بن أعين ، ومحمد بن مسلم وابان ابن تغلب ، وإليهم يرجع الفضل في تدوين أحاديث الإمام ( عليه السّلام ) وقد أصبحوا من مراجع الفتيا بين المسلمين ، وبذلك أعاد الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) للإسلام نضارته وحافظ على ثرواته الدينية من الضياع والضمور .
ومن الجدير بالذكر أن الشيعة هم أول من سبق إلى تدوين الفقه . فقد قال مصطفى عبد الرزاق : « ومن المعقول أن يكون النزوع إلى تدوين الفقه كان أسرع إلى الشيعة لأن اعتقادهم العصمة في أئمتهم أو ما يشبه العصمة كان حريا إلى تدوين أقضيتهم وفتاواهم »[4].
وبذلك فقد ساهمت الشيعة في بناء الصرح الاسلامي ، وحافظت على أهم ثرواته . . . ولا بد لنا من وقفة قصيرة للنظر في فقه أهل البيت ( عليهم السّلام ) الذي هو مستمد من الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) .
مميّزات مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) الفقهيّة
1 - الاتصال بالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) : والشيء المهم في فقه أهل البيت ( عليهم السّلام ) هو أنه يتصل اتصالا مباشرا بالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فطريقه إليه أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) الذين اذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وجعلهم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) سفن النجاة ، وأمن العباد ، وعدلاء الذكر الحكيم حسبما تواترت الاخبار بذلك .
قال ( عليه السّلام ) : « لو إننا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من قبلنا ، ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه ( صلّى اللّه عليه واله ) فبينها لنا »[5].
2 - المرونة : إن فقه أهل البيت يساير الحياة ، ويواكب التطور ، ولا يشذ عن الفطرة ويتمشى مع جميع متطلبات الحياة ، فليس فيه - والحمد للّه - حرج ولا ضيق ، ولا ضرر ، ولا إضرار ، وإنما فيه الصالح العام ، والتوازن في جميع مناحي تشريعاته ، وقد نال اعجاب جميع رجال القانون ، واعترفوا بأنه من أثرى ما قنن في عالم التشريع عمقا وأصالة وإبداعا .
3 - فتح باب الاجتهاد : إنّ من أهم ما تميز به فقه أهل البيت ( عليهم السّلام ) هو فتح باب الاجتهاد ، فقد دلّ ذلك على حيوية فقه أهل البيت ، وتفاعله مع الحياة واستمراره في العطاء لجميع شؤون الانسان ، وإنه لا يقف مكتوفا أمام الاحداث المستجدة التي يبتلى بها الناس خصوصا في هذا العصر الذي برزت فيه كثير من الأحداث واستحدثت فيه كثير من الموضوعات ، وقد أدرك كبار علماء المسلمين من الأزهر مدى الحاجة الملحّة إلى فتح باب الاجتهاد ، ومتابعة الشيعة الإمامية في هذه الناحية .
قال السيد رشيد رضا : « ولا نعرف في ترك الاجتهاد منفعة ما ، وأمّا مضارّه فكثيرة ، وكلها ترجع إلى إهمال العقل ، وقطع طريق العلم ، والحرمان من استغلال الفكر ، وقد أهمل المسلمون كل علم بترك الاجتهاد ، فصاروا إلى ما نرى »[6].
4 - الرجوع إلى حكم العقل : انفرد فقهاء الإمامية عن بقية المذاهب الاسلامية فجعلوا العقل واحدا من المصادر الأربعة لاستنباط الأحكام الشرعية ، وقد أضفوا عليه أسمى ألوان التقديس فاعتبروه رسول اللّه الباطني ، وإنه مما يعبد به الرحمن ، ويكتسب به الجنان . ومن الطبيعي ان الرجوع إلى حكم العقل إنّما يجوز إذا لم يكن في المسألة نص خاص أو عام وإلا فهو حاكم عليه ، وإن للعقل مسرحا كبيرا في علم الأصول الذي يتوقف عليه الاجتهاد .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|