المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Equilibrium Shape of Nanometric Crystals
3-2-2016
آداب الاسلام وتعاليمه في المياه
20-1-2016
مستويات الغلاف الجوي
3-3-2022
هل أوكل الله الخلق إلى غيره؟
2024-09-01
عبور عطارد
20-11-2016
المتلاعب وصانع السوق
31-10-2016


تعريف بأبي المطرف  
  
1333   03:04 مساءً   التاريخ: 8/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:313-316
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/11/2022 1338
التاريخ: 2023-02-12 1031
التاريخ: 2024-05-06 544
التاريخ: 18-1-2023 1084

تعريف بأبي المطرف

وكان أبو المطرف بن عميرة المذكور كما قال فيه بعض علماء المغرب: قدوة البلغاء، وعمدة العلماء، وصدر الجلة الفضلاء، وهو أحمد بن عبد الله بن عميرة المخزومي؛ ونكتة البلاغة التي قد أحرزها وأودعها، وشمسها التي أخفت ثواقب كواكبها حين أبدعها، مبدع البدائع التي لم يحظ (1) بها قبله إنسان، ولا ينطق عن تلاوتها لسان؛ إذ كان ينطق عن قريحة صحيحة، وروية بدرر العلم فصيحة، ذللت له صعب الكلام، وصدقت رؤياه حين وضع سيد المرسلين

(313)

صلى الله عليه وسلم وهو الذي أوتي جوامع الكلم (2) في يديه الأقلام، وأصل سلفه من جزيرة شقر، وولد بمدينة بلنسية، وروى عن أبي الخطاب بن واجب وأبي الربيع بن سالم وابن نوح والشلوبيني النحوي وابن عات وابن حوط الله، وغيرهم من الحفاظ، وأجازه من أهل المشرق جماعة، وكان شديد العناية بشأن الرواية فأكثر من سماع الحديث، وأخذه عن مشايخ أهله، ثم تفنن في العلوم، ونظر في المعقولات وأصول الفقه، ومال إلى الأدب، فبرع براعة عد فيها من مجيدي النظم، فأما الكتابة فهو فارسها الذي لا يجارى، وصاحب عينها الذي لا يبارى، وله وعظ على طريقة ابن الجوزي، ورسائل خاطب بها الملوك وغيرهم من الموحدين والحفصيين، وله تأليف في كائنة ميورقة وتغلب الروم عليها (3) نحا في الخبر عنها منحى الإمام الأصبهاني في الفتح القدسي، وله كتاب تعقب فيه على الفخر الرازي في كتاب المعالم، وله كتاب رد به على كمال الدين الأنصاري في كتابه المسمى بالتبيان، في علم البيان، المطلع على إعجاز القرآن وسماه بالتنبيهات، على ما في البيان من التمويهات، وله اختصار نبيل من تاريخ ابن صاحب الصلاة (4) ، وغير ذلك.

ورد - رحمه الله - حضرة الإمامة مراكش صحبة أمير المؤمنين الرشيد حين قفوله من مدينة سلا، واستكتبه مدة يسيرة، ثم صرفه عن الكتابة، وقلده قضاء هيلانة، ثم نقله إلى قضاء سلا، ثم نقله السعيد إلى قضاء مكناسة الزيتون، ثم قصد سبتة، وأخذ ماله في قافلة في فتنة بني مرين، ثم توجه إلى بلاد إفريقية، ووصف حاله في رسالة خاطب بها ابن السلطان أبي زكريا الحفصي، وهو أبو زكريا ابن السلطان أبي زكريا، وكان صاحب بجاية لأبيه، ولم يزل - رحمه الله تعالى - مذ فارق الأندلس متطلعا لسكنى إفريقية، معمور القلب بسكناها، ولما

1964.

(314)

قدم تونس مال إلى صحبة الصالحين والزهاد وأهل الخير برهة من الزمان، ثم استقضي بالأربس (5) من إفريقية، ثم بقابس مدة طويلة، ثم استدعاه أمير المؤمنين المستنصر بالله الحفصي، وأحضره مجالس أنسه، وداخله مداخلة شديدة، حتى تغلب على أكثر أمره.

ومولده بجزائر شقر في شهر رمضان المعظم سنة 580، وتوفي ليلة الجمعة الموفية عشرين من ذي الحجة سنة 658، ألحفه الله رضوانه، وجدد عليه غفرانه.

وقال ابن الأبار في " تحفة القادم " (6) في حق أبي المطرف المذكور: فائدة هذه المائة، والواحد يفي بالفئة، الذي اعترف باتحاده الجميع، واتصف بالإبداع فماذا يتصف به البديع، ومعاذ الله أن أحابيه بالتقديم، لما له من حق التعليم، كيف وسبقه الأشهر، ونطقه الياقوت والجوهر، تحلت به الصحائف والمهارق، وما تخلت عنه المغرب والمشارق، فحسبي أن أجهد في أوصافه، ثم أشهد بعدم إنصافه، هذا على تناول الخصوص والعموم لذكره، وتناوب المنثور والنظوم على شكره؛ ثم أورد له جملة منها قوله:

وأجلت فكري في وشاحك فانثنى ... شوقا إليك يجول في جوال

أنصفت غصن البان إذ لم تدعه ... لتأود مع عطفك الميال

ورحمت در العقد حين وضعته ... متواريا عن ثغرك المتلالي

كيف اللقاء وفعل وعدك سينه ... أبدا تخلصه للاستقبال

وكماة قومك نارهم ووقيدها ... للطارقين أسنة وعوالي وله مما يكتب على قوس قوله:

ما انآد معتقل القنا إلا لأن ... يحكي تأطر قامتي العوجاء

 (315)

تحنو الضلوع على القلوب وإنني ... ضلع ثوى فيها بأعضل داء وله وقد أهدى وردا:

خذها إليك أبا عبد الإله فقد ... جاءتك مثل خدود زانها الخفر

أتتك تحكي سجايا منك قد عذبت ... لكن تغير هذا دونه الغير

إن شمت منها بروق الغيث لامعة ... فسوف يأتيك من ماء لها مطر قال: وكتب إلي مع تحفة أهداها مكافئا عن مثلها:

يا واحد الأدب الذي قد زانه ... بمناقب جعلته فارس مقنبه (7)

بالفضل في الهبة ابتدأت فإن تعر ... طرف القبول لما وهبت ختمت به قال: وله ارتجالا بعصر الإماة من بلنسية وأنا حاضر في صبيحة بعض الجمع، وقد حجم صاحب لنا من أهل النظم والنثر، وأحسن إلى الحجام المخصوص (8) :

أرى من جاء بالموسى مواسى ... وراحة ذي القريض تعود صفرا

فهذا مخفق إن قص شعرا ... وهذا منجح إن قص شعرا وله أيضا:

هو ما علمت من الأمير، فما الذي ... تزداد منه وفيه لا يرتاب؟

لا تتقي الأجناد في أيامه ... فقرا، ولا يرجو الغنى الكتاب وله بعد انفصاله من بلنسية عن وحشة في ذي القعدة سنة 628:

أسير بأرجاء الرجاء، وإنما ... حديث طريقي طارق الحدثان

 (316)

وأحضر نفسي إن تقدمت خيفة ... لغض عنان أو لعض زمان

أيترك حظي للحضيض وقد سرى ... لإمكانه فوق الذرا جبلان

وأخبط في ليل الحوادث بعدما ... أضاء لعيني منهما القمران

فيحيى لآمالي حياة معادة ... وإن عزيزا عزة لمكاني

وقالوا: اقترح إن الأماني منهما ... وإن كن فوق النجم تحت ضمان

فقلت: إذا ناجاهما بقضيتي ... ضميري لم أحفل بشرح لساني وله أيضا:

سلب الكرى من مقلتي فلم يجئ ... منه على نأي خيال يطرق

أهفو ارتياحا للنسيم إذا سرى ... إن الغريق بما يرى يتعلق انتهى ما لخص من تحفة القادم في ذكر ابن عميرة أبي المطرف.

 

__________

 (1) ك: يحط.

(2) ط: الكلام.

(3) يعمي عام 627ه؟.

(4) يريد كتاب " المن بالإمامة على المستضعفين " وقد نشرت قطعة منه (بيروت -

(5) ط: بالأبرس.

(6) انظر المقتضب من التحفة: 145 والوافي (ترجمة أبي المطرف 7 الورقة: 64).

(7) ك: منصبه.

(8) ك: بالخصوص.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.