أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2016
4821
التاريخ: 12-8-2020
2951
التاريخ: 19-11-2017
2157
التاريخ: 9-6-2016
2822
|
العسل والرحيق
أولا- مقدمة تاريخية
خلال العصر الحجري القديم، كان الإنسان البدائي يتصرف كالذئب تجاه النحل، فقد كان يسرق أعشاش النحل التي كان يصادفها في جذوع الأشجار أو في الحفر أو الفجوات الصخرية أو في التربة، إنه كان يسلب النحل عسله وتشهد على ذلك لوحات خلدها العديد من رسامي تلك العصور الغابرة، وفي العصر الحجري الحديث (6000 - 2500) عام قبل الميلاد استقر الإنسان وبدأ امتهان الزراعة والتربية حيث دجن النحل بأن بنى له الملاجئ - الخلايا البدائية وذلك من قش أنواع الصفصاف وقشور الأشجار وبشكل عام من بقايا النباتات أو من الخضار.
لقد عثر على العديد من ألواح صنعت من شمع العسل منذ الحضارة السومرية وكانت تحمل كتابات زاوية الشكل، وهذا دليل على مدى ما حققه السومريون من تقدم تقني والذين كانوا يعرفون استخدام المنتجات الطبيعية لبيئتهم المحلية. خلال تلك الحقبة، وكان المصريون يعرفون العسل تماما واستخدموه ممزوجا مع العكبر في تحنيط أمواتهم مما كان يحول دون فساد أجسامهم.
ثم بلغت تربية النحل أوج تطورها خلال الحضارة اليونانية, وكان كل فلاح في إمبراطورية أثينا يمتلك العديد من خلايا النحل في عهد بيركليس (القرن الخامس قبل الميلاد) في ذلك الوقت كان يستخدم العسل في تغذية الأطفال بشكل خاص وهناك أسطورة تذكر أن زيوس قد نشأ على حليب الشاة وعلى عمل قمة جبل إدا.
دخل العسل في العصر الروماني في صناعة العديد من أنواع المعجنات، يضاف إلى ذلك أن النساء كن يستخدمنه في صنع منتجات التجميل، كما كان نبيذ العسل ذائع الصيت وشائع الاستعمال لقد تحدث فيركالي عن النحل والعسل كثيرا وكان أسلوبه في الحديث عنهما مشوبا بالتقديس، وبقيت "الشقراء" أي النحلة خلال العصور الوسطى حاضرة في كل الأرياف.
وعندما حكم الملك تسلدرس الأول في القرن الخامس بعد الميلاد، تبنى النحلة التي كانت تزين خزائنه وسار نابليون على نفس النهج، فما ان أصبح الحاكم " نابليون بونابرت" حتى اختار لنفسه شعارات بمستوى قوته وكانت النحلة هي رمز استمرارية حكمه وقوانينه والتي أرادها رمز خلودهما أيضا.
ثانيا- السكريات والعسل:
كان العسل يمثل مصدر السكر الأساسي بالنسبة للإنسان، طيلة عدة آلاف من السنين، وحين بداية القرن الثامن عشر، وخلال أقل من ثلاثة قرون، انخفض استهلاك العسل كثيرا نسبة لاستهلاك أصناف السكر الأخرى إلى الحد الذي أصبح عديم القيمة إحصائيا.
ينمو نبات قصب السكر على الحالة الطبيعية / بريا / على سواحل خليج البنغال وكان أول من اصطحب معه السكر في طريق عودته هو الإسكندر الأكبر على هيئة عصير تم استخراجه من نبات القصب السكر، وقد أبدى عجبه ودهشته بقوله: "إنه نبات يعطي العسل دون تدخل من قبل النحل" منذ ذلك الوقت أصبح سكر القصب غذاء الطبقة الراقية على امتداد عدة قرون ثم انتقلت زراعته إلى أمريكا وكان مناخ جزر الأنتيل ملائما لذلك ويوجد نوع آخر من السكر من نبات مزروع في القارة الأوربية وهو الشوندر يحتل اليوم المقدمة بعيدا عن سكر القصب والعسل.
تمتاز أنواع السكر الثلاثة بعدد من السمات المشتركة يتكون كل من العسل وسكر القصب وسكر الشوندر من غلوسيدات والتي تقع تحت مجموعة من المركبات يطلق عليها مائيات الفحم (الكربوهيدرات) نظرا لتركيبها الكيمائي (مركبات تتألف من ارتباط ذرات من الكربون والأكسجين والهيدروجين) وتتميز الكربوهيدرات إلى مجموعتين اثنتين:
- مجموعة السكريات الأحادية: التي تضم جزئيات تسمى السكريات البسيطة ويأتي على رأس هذه المجموعة سكر الغلوكوز وسكر الفركتوز.
- مجموعة السكريات العديدة التي تتكون من اشتراك عدة جزئيات من السكريات البسيطة، لذلك يطلق عليها اسم السكريات المركبة ومن أهمها السكروز والنشا.
- إن السكريات البسيطة هي الوحيدة التي يمكن للكائن الحي أن يمثلها مباشرة دون حاجة لهضم مسبق ودون أن تمر بمراحل أو تحولات.
وإن مقارنة بين العسل والسكر إنما في مواجهة أشبه ما تكون معركة أو مبارزة.
- على يمين المرء هناك السكر الأبيض على هيئة قطع أو مسحوق بلوري، إنه السكر الذي يستهلك من قبل 99% من البشر وسواء جاء من القصب أو الشوندر فيبقي كل الأحوال السكر الأبيض الذي يتألف من سكروز + سكروز + سكروز + سكروز ... الخ.
لقد جرى تكريره وتحت معالجة الحدود القصوى، فهو غير طبيعي الحيوية، يضاف إلى كل ذلك أنه قد جرى تبيضه "بأزرق اندانثرين" فالسكر إذن إنما هو نتاج الآلات والمصانع.
- وعلى يسار المرء يقع العسل إنه رحيق الأزهار. غني وحي. ويتكون من سلسلة من الفروكتوز + الغلوكوز + املاح معدنية + عناصر صغرى + هرمونات + خمائر - مواد عطرية. إن مكوناته عديدة ومتنوعة إنه نتاج النحل.
والسؤال الذي سيطرح هنا هو إلى أي من الاتجاهين ستنحو من أجل صحتك الخاصة؟ هناك من يدفع غاليا للعسل.
وإن كان الخيار صعبا بالنسبة للبعض فهناك الحكم الذي سيكون له دور حاسم إنها المواد المستخدمة في تصنيع السكر.
- سيكلامات سيكلوهيكسيل سولنامات الصوديوم.
- دولسين ايثوكسي فينيل يوريه.
- ب 4000 برويوكسي امينو، نتروبنزين كل هذا يجعل الخيار في صالح العسل إذ لا يمكن وضع الثقة بالسكر مع كل ما ذكر بشأنه وما يدخل في تصنيعه.
ثالثا- جمع الرحيق:
تبدأ الشغالة القيام برحلات الجني في اليوم الحادي والعشرين من عمرها تقريبا وتستمر في أداء تلك المهمة حتى موتها أي أنها تستغرق الفترة الأطول من حياتها كما أن تلك المهمة هي أكثر نشاطات الشغالة أهمية يسبق بداية جمع الغذاء قيام الشغالة بعدة رحلات استكشافية وذلك ضمن مجموعة تضم قرابة عشرين نحلة تطير النحلات في مكانها وتنعطف نحو فتحة الطيران وذلك بهدف تثبيت موقع الخلية بالنسبة لمحيطها المباشر بالشكل لا يغيب عن ذاكرتها.
يمكن لثلث الشغالات أن تترك الخلية في آن واحد للذهاب في رحلات للجني إلا أن طيرانها يبقى محكوما ببعض الظروف ومنها:
- ألا تكون درجة الحرارة شديدة الانخفاض فقد أثبتت الدراسات العديدة حول النحل الشائع إنه يتوقف نهائيا عن الطيران إذا انخفضت درجة الحرارة عن عشر درجات مئوية ويختلف الحد الأدنى لدرجة الحرارة المنخفضة التي تعيق النحل من الطيران من موقع لآخر ويمكن ملاحظة بعد الانحراف عن هذا الحد بين مستعمرات النحل في المناطق الجبلية عنها في المناطق الأخرى كسواحل البحر الأبيض المتوسط مثلا.
- كذلك فإن طيران النحل رهين بالرياح والنحل لا يحب الرياح إطلاقا أن الرياح الخفيفة تحد من نشاط النحل وقدرته على الطيران وعندما تهب رياح قوية فإنها تمنع النحل من مغادرة الخلية كليا.
- كما أن الأمطار تمنع النحل من الطيران وفي أغلب الأحيان فإن العواصف تردع النحل وتثنية عن الخروج لكونه يخشى وبشكل لا شعوري من عدم التمكن من العودة إلى الخلية إذا ما بدأت العاصفة فعليا خلال طيرانه.
وبشكل عام، فإن البرد والرياح والأمطار تمثل عوامل مثبطة لطيران النحل، وتمثل هذه الظروف خطرا على النحل.
- يخضع نشاط النحل في جمع الغذاء لعدة قواعد منها:
- يسعى النحل إلى جمع الغذاء من أقرب مكان لموقع الخلية ما أمكنه ذلك في الواقع فإن جمع الغذاء بدءا من مسافة ما من الخلية سيكون عملية محدودة المردود، لأن ما ستصرفه النحلة من الطاقة التي ستجنيها من الرحيق (العسل هو المركب الذي يمد النحلة بالطاقة أثناء طيرانها) إذن اعتبارا من مسافة ما، ينخفض مردود الجني تدريجيا حتى مسافة تبلغ ثلاثة كيلو مترات، ليصبح المردود بعد هذه المسافة معدوما، ولا تخاطر النحلة بطيرانها لأبعد من تلك المسافة إلا تحت ظروف استثنائية.
ويسلك النحل في طيرانه "الطرق المعروفة" حيث يمكن أن تبلغ المسافة خمسة كيلو مترات ويتجنب بعناية فائقة التحليق فوق المسطحات المائية الواسعة كالبحار والبحيرات، كما يتحاشى اجتياز الجبال.
- الرحيق: هو سائل سكري عطري يجمعه النحل من الأزهار وإن زيادة تركيزه ستسمح بتحويله إلى عسل كما يمكن أن يأتي العسل من جمع الندوة العسلية، يتكون الرحيق أساسا من نسبة من الماء تبلغ 80 % وسكريات 20 % هناك تراكم دائم السكريات ضمن الأنسجة النباتية وفي بعض الظروف المناسبة، وخاصة خلال نمو النبات، يصعد الماء من الجذور باتجاه الأعلى وذلك بإذابة هذه السكريات وعندما تنقطع هذه الظروف المناسبة عن الاجتماع، وبشكل رئيسي.
عندما يتوقف النبات عن النمو فإن تدفق السائل السكري لا يتوقف مما ينتج عنه فيض من الإفراز.
حينئذ تبدأ الغدد الرحيقية نشاطها إنما غدد تقوم بدور شبيه بصمام الأمان" لتسهيل أو منع الإفراز " وبدور المضخة بالسماح بظهور هذا السائل السكري.
تقع الغدد الرحيقية في غالبيتها العظمى داخل الأزهار مع وجود غدد رحيقية أخرى خارج نطاق الأزهار، وخاصة تحت الأوراق إن الغدد الرحيقية مزودة بعدة مسامات يفرز كل منها قطرة صغيرة جدا، وباجتماع العديد منها على سطح الغدة تنكون نقطة الرحيق.
تتباين طبيعة الرحيق، كما يتباين تركيبه بشكل محسوس تبعا للنبات الذي ينتجه وهناك عدد من الرحيق يماثل عدد الأنواع النباتية فرحيق السنط مثلا غني بسكر الفركتوز، بينما يمتاز رحيق اللبلاب بغناه بالغلوكوز ويتميز رحيق الوردية ( أو الغار الوردي ) بالسكروز. إن طبيعة السكر السائد بالرحيق بحكم خواص العسل الذي سينشأ عنه وخاصة من حيث القوام (الرحيق الغني بالفركتوز سائل القوام) كذلك فإن اختلافا آخر بين أنواع الرحيق يقع في مستوى تركيز السكريات ومدى أهمية انحلالها بالماء.
ويمكن ملاحظة وجود اختلافات هائلة بسبب تباين الظروف المناخية بشكل خاص إذ يمكن لرحيق الزهرة الواحدة أن يتغير من أسبوع لآخر بحيث يحتوي كمية من السكر تقل عن نصف الكمية المتواجدة عادة.
ولا يقتصر اختلاف الرحيق على تركيبه فقط وإنما يختلف كذلك من حيث حجم الإنتاج، وهذا أمر أساسي باعتبار أن ذلك يحدد أهمية موسم العمل وكمية إنتاجه في الخلية، إن العوامل التي تلعب دورا في اختلاف إنتاجية الأزهار من الرحيق في:
- الفترة من النهار: إن للوقت أهمية خاصة في إفراز الرحيق، ويبدو في أغلب الأحيان أن أكثر ساعات النهار ملاءمة لذلك تنحصر بين منتصف الفترة الصباحية ونهاية بعد الظهيرة.
- رطوبة التربية: تؤثر مباشرة في إنتاج الرحيق، فالجذور تمتص الماء من التربة والذي ستذوب فيه السكريات المتواجدة ضمن أنسجة النبات، وسيئول على هذا المحلول السكري النباتي فيما بعد الرحيق بالمقابل فإن تربة جافة جدا تعيق إنتاج الرحيق.
إن الفترات المثلى هي تلك التي تشهد هطول أمطار يعقبها طقس دافئ، مشمس وجاف. فالتربة التي اشبعت بماء المطر تعيد رطوبتها إلى الجو عن طريق الغدد الرحيقية التي يزيد من نشاطها سطوع الشمس الدافئة، أحيانا وخلال فصل الصيف، يكفي هبوب عاصفة قوية ولمرة واحدة فقط لتحريض إفراز غزير من الرحيق شريطة أن يشهد اليوم التالي سطوع شمس قائظة.
رابعا- تحول الرحيق الى عسل.
1- العسل مركب يثير الجدل
تطير النحلة من زهرة لأخرى وترشف رحيقها عبر خرطومها Trompe وتملأ به حويصلتها قبل أن تقفل عائدة إلى الخلية. ولكن الرحيق ليس هو العسل إن الرحيق ليس أكثر من ماء سكري وتبدأ النحلة بتصنيع العسل بكل ما في كلمة التصنيع من معنى وذلك بتكثيفه وتحويله كيميائيا وحيويا وهذه عمليات اكتشف الإنسان سرها منذ وقت طويل ولكن العسل يثير نوعا من الجدل نظرا لغموض وصفه والذي يمكن معرفة مداه عبر السؤالين التاليين:
1- هل يمثل العسل نتاجا نباتيا؟
2- هل يمكن اعتبار العمل تتاجا حيوانيا؟
وهل يتوجب تسمية النحل Apis Mellifera والذي تعني ترجمته الحرفية "النحل الذي يحمل العسل" أم يطلق عليه الاسم العلمي الآخر Apis Mellifica والذي يقصد به " النحل الذي يضع العسل"؟
إن الصراحة تقتضي القول بأن جزءا من الحقيقة يكمن هنا وآخر يكمن هناك لذا فإن العسل سيمثل نتاجا نباتيا وحيوانيا في آن واحد.
ينظر النباتيون إلى العسل كأحد المنتجات الحيوانية التي يحضر عليهم استخدامها ولكن المعروف ويشكل مؤكد، أن هناك العديد من المخازن التي تخصصت بالحمية الغذائية تتوجه للنباتيين بيع العسل بطريقة مستترة، اعترافا غير مباشر منهم بالقيمة الغذائية والعلاجية لنتاج تلزمهم أخلاقهم ومبادئهم حظرا استعماله حتى درجة التحريم.
ولسنا هنا في صدد الفصل بين صحة الآراء مما سيجنبنا اتخاذ موقف مؤيد لهذا أو معارض لذلك والأمر المؤكد هو غني هذا النتاج الذي يعبر عن التكامل بين النبات والحيوان والذي يعود تصنيعه إلى النحل وذلك خدمة لصحة الإنسان ولكن كيف يتحول الرحيق إلى عسل.
2- تكثيف الرحيق:
إن إفقار الرحيق من حيث محتواه المائي وزيادة تركيز السكر فيه عمليتان تسيران معا وفي مستوى واحد وترتكزان على مبدأ التغذية التعاونية التي تميز جميع الحشرات الاجتماعية كالنحل والنمل وغيرها من الأنواع. يتلخص مبدأ التغذية التعاونية بتناول الغذاء بين الأفراد ضمن المستعمرة الواحدة، عندما تعود الشغالة من مهمتها وقد امتلأت حويصلتها بالرحيق فإنها تنجشأ هنا الرحيق لتمتصه شغالة اخرى كانت تمكث في الخلية لتملا به حويصلتها الخاصة.
بعدئذ ترحل الشغالة التي أفرغت حمولتها من الرحيق برحلة أخرى تجمع فيها الرحيق ثانية، إن ما سيجري في الخلية بعد رحيلها أمر لا يهمها من قريب أو بعيد أما النحلة التي أخذت من الشغالة الأخرى رحيقها وملأت به حويصلتها انها تقوم بدورها بتجثئة على لسان إحدى أخواتها، وهذه تؤدي نفس المهمة مع أخت أخرى وهكذا إن دورة الرحيق هذه بين العديد من النحلات إنما هي صورة حية للتفاهم الاجتماعي ضمن أفراد المجتمع الواحد هي التي تعمل على تكثيف الرحيق باستبعاد ماله شيئا فشيئا وهكذا، وبالتدريج يصبح السكر أكثر تركيزا ليغدو الرحيق في نهاية المطاف عسلا.
يتطاول فم النحلة عبر المري الذي لا ينتهي بالانتفاخ على المعدة على عكس ما هو عليه حال المري عند الإنسان، وإنما ينفتح على جيب يسمى حويصله Jabot تغلق من الأعلى بواسطة مصراع صغير يعمل كصمام حقيقي يسمح أو يمنع المرور إلى المعدة، دفع الرحيق من الفم نحو الحويصلة وذلك بقطع مسافة قصيرة توفر منها بقية قناتها الهضمية خلال تعاقب عمليتي ارتشاف الرحيق وتجشئه وهو الذي يسمح بتكثيف الرحيق، فإن هذا الأخير يخضع لتحول حقيقي والذي بدونه لن يتكون عل وإنما رحيق استبعدت النحلة منه كمية كبيرة من الماء.
الجهاز الماص
3- تحول الرحيق:
عندما تقوم النحلة بتكثيف الرحيق واستبعاد مائة فإن غددها اللعابية الغنية بالخمائر تضيف إليه إفرازاتها التي سوف تحول السكريات العديدة في الرحيق إلى سكريات بسيطة (غلوكوز وفركتوز) على رأس هذه الخمائر أنزيم Invertase وهكذا وبالتعبير الصناعي، وبمجرد خروج النتائج النهائي من مصنع النحلة يصبح قابلا للهضم وبصورة فورية من قبل المستهلك، إن النحلة تزودنا بعمل مهضوم مسبقا.
في نهاية تكثيف وتحويل مناسبين، وبعد أن يصبح الرحيق عسلا، فإنه سيخزن في نخاريب الخلية حيث سيقوم النحل بتنقيته لإعطائه شكله النهائي والكامل أنها مرحلة النضج تستمر هذه المرحلة فترة ثلاثة او اربعة ايام تبعا لدرجة الحرارة السائدة في الخلية. تفرغ الشغالات العسل في النخاريب وتضرب بأجنحتها لتأمين تهوية جيدة تسمح بالتخلص من مزيد من الماء الفائض انها عملية التكثيف الفعلية والتي يرجع الفضل فيها إلى عدم احتواء العسل على أكثر من 20 % من الماء إلى 80 % من السكر وهما نسبتان تمثلان عكس نسيتهما الأساسيتين في الرحيق عند بدء جمعه.
وبهذه الطريقة في الحصول على العسل الذي اكتمل تصنيعه الغني بالسكر بقدر كافي فإنه لا يتخمر. عندها يمكن للنحلة إغلاق النخاريب التي ملأتها بالعسل وإن عملية إغلاق النخاريب تحفظ العسل تمامة بفضل سدادة شمعية.
تستطيع الشغالة أن تعود إلى الخلية بعد كل رحلة طيران بكمية من الرحيق تصل إلى 40 % ملليغراما وبذلك يتطلب تصنيع كيلو غرام واحد من العسل أن تنجز الشغالات حوالي 50000 رحلة طيران فردية. إن عدة آلاف من شغالات الخلية ترحل سعيا لجمع الرحيق في نفس الوقت عندما تكون الظروف مواتية ويمكن لخلية نحل أن تنتج في يوم مناسب وفي فترة عمل مثلي كمية تقارب الستة كيلو غرامات من العسل وقد يصادف حدوث أزمة في تخزين العسل بما يضطر النحل لاستعمال نخاريب الحضنة للتغلب على هذه الأزمة، وهذا ما يؤدي إلى تثبيط نشاط الملكة ويعمل على وقف عملية وضع البيض تلقائيا يتجنب مربو النحل حدوث ذلك باستخدامهم الخلايا ذات الإطارات المتحركة وذلك بأن يضيفوا إلى جسم الخلية عدة عاسلات في الفترات التي تستدعي ذلك.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|