أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/9/2022
1527
التاريخ: 10-5-2016
13958
التاريخ: 9-9-2019
2043
التاريخ: 15/9/2022
1779
|
كثر الحديث في موضوع ومفهوم علم الجيمورفولوجيا، وتقدم البحاث بعدد من التعريفات التي يكمل بعضها بعضا، حتى أصبح بالإمكان القول بأن موضوع العلم أصبح واضحا جليا فالجيومورفولوجيا عند ألبريشت بنك هي العلم الذي (يدرس أشكال سطح الأرض من حيث النشأة والمظهر). ويتفق هذا التعريف الى حد كبير مع تعاريف أخرى لبحاث كبا من المتكلمين بالألمانية.
فيعرف هيتنر علم الجيومورفولوجيا بأنه (علم دراسة أشكال سطح الأرض) وفيليبسون بأنه (دراسة شكل سطح الأرض)، وزولش بأنه (علم أشكال الأرض) باعتباره (علم دراسة تضاريس الأرض من حيث مظهرها الحالي وماضيها ومستقبلها)، وما خاشيك بأنه (العلم الذي يدرس العوامل المشكلة لسطح الأرض وما ينشأ عنها من أشكال أرضية). اما ديفز فيعرف الجيومورفولوجيا بأنها علم (الوصف التفسير للأشكال الأرضية). ولعل هذه التعريفات جميعا نابعة من تعريف شامل للعالم ريشتهوفين مؤداه أنها (العلم الذي يحاول التعرف على الاشكال الارضية : تمييزها، ووصفها، وتوزيعها، ثم تجميعها في أقاليم أرضية).
ويمكننا صياغة تعريف شامل جام موجز للمورفولوجيا مؤداه أنها: (علم أشكال قشرة الأرض، والعوامل الطبيعية المنشئة لتلك الأشكال). وبالتالي فنحن نجنب الانسان وتأثيره في تشكيل وتعديل مظهر الاشكال الأرضية. وإذا ما أردنا تعبيرا أكثر أيجازا، ويبقى أيضا بتوضيح موضوع الجيومورفولوجيا، فأننا نقترح أيضا العبارة التالية: الجيومورفولوجيا هي علم (تشكيل وأشكال سطح الأرض). وإذا ما أخذنا بهذا التعريف، فان الجيومورفولوجيا لا تكون مجرد فرع، أي فرع، من فروع الجغرافيا، وانما تكون الفرع الأساس لعلم الجغرافيا.
ذلك أن جميع الاحداث والظواهر الاخرى على سطح الأرض تتصل اتصالا مباشر، وتتبنى أساسا على أشكال هذا السطح التي تظهرها وتكشف خباياها وأصولها الابحاث الجيومورفولوجية. فبالرغم من ان الغلاف الجوي له قوانينه الكوكبية الخاصة به، فأن عناصر وظواهره المناخية من حرارة ورياح وتساقط ... تتصل اتصالا وثيقا، وتتأثر تأثرا عظيما بالظواهر الجيومورفولوجية. بل يكون للدول ذات الاحجام الكافية بما تتميز به من تضاريس معلومة، مناخها الخاص بها، مثلما بتأثر النشؤ والنمو والتطور النباتي والحيواني الطبيعي بالانعزال الجزري. ويتكيف التكوين النباتي والحيواني بالمتاح من أشكال سطح الأرض، مثلما يحدث تماما لتوزع الجماعات البشرية عرقا، وشعبا، وأمة، ودولة. ومن ثم تتحدد الصلة القوية والرباط المتين بين الظواهر المناخية والبيولوجية من جهة، والاشكال المورفولوجية لسطح الأرض من جهة أخرى. بل أن معرفة الاصل التكويني لمختلف الاشكال الأرضية مثل انماط السهول والهضاب ذات البناء المتباين، والنمو والتطور المتنوع، لتسهم أسهاما مؤثرا وفعالا في استجلاء وتفسير تلك الظواهر البيولوجية.
ولقد اتضح لرجال الجغرافيا في أواخر القرن الماضي ما للجيومورفولوجيا من أهمية خاصة، باعتبارها الاساس والقاعدة التي تعتمد وترتكز عليها الجغرافيا الوصفية التفسيرية، فوضعوها في مركز القلب للابحاث والدراسات الجغرافية، وقال عنها ألبرشت بنك سنة 1894 أنها: (المكون الرئيس للجغرافيا الحقيقية). ولاشك ان الايام قد أثبتت منذ ذلك الحين، ومع توالي الدراسة والبحث. صد مقولة ألبرشت بنك، فهي قد أستحقت عن جدارة مكانتها المرموقة بين أفرع الجغرافية الحديثة، ذلك أنها في الحقيقة جوهر الجغرافيا وروحها. وهي تكون أساس الجغرافيا الوصفية التفسيرية. وكما ينتمي الاساس لبناء المنزل، فإن الجيومورفولوجيا لبناء علم الجغرافية. وهذا ما لم نعد بحاجة لتأكيده.
ومادامت الجيومورفولجيا هي أساس الجغرافيا الوصفية التفسيرية، فإنها بطبيعة الحال لا ترتكز على القاعدة الجغرافية وحدها. فهناك أربعة علوم أرضية ألأخرى، علوم مجاورة، ذات صلة وثيقة بالجيومورفولوجيا، تعني بدراسة الشكل العام للأرض، وبحالتها، وبنائها، ومادة بنائها. وأول هذه العلوم الجيوديسيا Geodesy، وهي علم قياس الأرض، الذي يعني بتحديد مواقع وارتفاعات نقط معلومة على سطح الأرض مع الاخذ في الحسبان أثناء اجراء عمليات القياس الشكل الحقيقي للكرة الارضية. والعلم الثاني هو الجيوفيزيقيا أو علم الطبيعة الأرضية الذي يكشف الجيومورفولوجي خبايا القوى التي تسكن باطن الارض، لكنها تؤثر في تشكيل سطح الارض كالزلازل والبراكين، كما انها تيسر للجيومورفولوجي فهم مجمل العمليات التكتونية، وتكوين تصور نظري لها. اما الصلة الوثيقة والرباط المتين بين الجيومورفولوجيا والجيولوجيا فلا هراء فيه. ويتضح مدى الرباط المتين بينهما حينما نقول: أن على الجيومورفولوجي ان يدرس منطقة البحث جيولوجيا وعلى أعلى مستوى، إذا لم يجد امامه دراسة جيولوجية اخرى سابقة لها. ولهذا توصف الجيومورفولوجيا في بعض الاحيان على انها همزة الوصل بين الجغرافيا والجيولوجيا، أو أنها تمثل نطاق الحدود بينهما، وان كان هذا القول لا يصدق على محتوى العلمين، وبالتالي فهو يجافي الصواب. ومع هذا يمكن القول ان أجزاء من الجيومورفولوجيا يمكن اعتبارها معابر بين العلمين. ويبقى العلم الرابع ذو الصلة الوثيقة بالجرموفولوجيا، وهو علم البتروجرافيا ، أو علم الصخور، الذي يقوم بدراسة بناء قشرة الأرض السطحية، التي ينظم الجيومورفولوجي فيما بعد اعماها ووحدتها الزمنية، وهنا يبدو التعاشق التام بين الجيومورفولوجيا وبين البتروجرافيا، كما هي الحال بينها وبني الجيولوجيا. فمن طريق الدراسات البتروجرافية يتعرف الجيومورفولوجي على خصائص مواد البناء التي توازي في أهميتها نظام البنية لأشكال سطح الأرض.
ويظهر مما سبق الارتباط الوثيق بين الجيومورفولوجيا وعلوم أخرى مجاورة. وأن الذي لا يغترف من معارف تلك العلوم بالقدر الكافي، لا يمكنه التعمق في دراسة هذا العلم، ولا يمكنه التمكن من حقل البحث الجيومورفولوجي الصحيح، لكننا ينبغي ان نؤكد الصلة العضوية بين الجيومورفولوجيا والجغرافيا. ويجب ان لا نمل التأكيد على تأصيل جذور الجيومورفولوجيا في الحقل الجغرافي رغم صلاتها بالجيولوجيا. وحينما نضع الدراسة الجيومرفولوجية في أطار البيئة الجغرافية العامة، التي هي بالنسبة لها الاساس والمرتكز، فأن الطريق يصبح سهلا لتفهم الرباط المتين بين الجيومورفولوجيا والمناخ والجغرافيا النباتية، اضافة الى علم الخرائط (الكارتوجرافيا) الذي يمثل الاساس لأية دراسة جغرافية دقيقة.
من هذا العرض الموجز لمفهوم الجيومورفولوجيا وصلاتها بالجغرافيا وبالعلوم الاخرى المجاورة، يتضح لنا أنها ليست مجرد علم او دراسة تمهيدية، وإنما هي جزء مكمل ومتمم للجغرافيا. ولا يمكن الحديث عن البناء العلمي للجغرافي إلا أذا بدأنا بأساسه الجيومورفولوجي.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|