أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-22
2178
التاريخ: 14-3-2022
1935
التاريخ: 29-11-2021
2000
التاريخ: 18-8-2016
2317
|
ورد مدح الفقر وذمه، وخلاصة الكلام فيه أنّ الفقر إما أن يكون إلى الله فقط لا إلى سواه ـ بـأن يكون متعففـاً عـن النـاس غـنـي النفس ـ هذا في أعلى مراتب الكمال، وهو الذي قال فيه النبي (صلى الله عليه وآله): الفقر فخري (1).
ومدح الله أهله بقوله: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} [البقرة: 273].
وإما أن يكون إلى الناس، بأن يكون دائماً مظهراً للشكوى والحاجة متحملاً لذل السؤال والطمع بما في أيدي الناس فهو في أدنى مراتب النقص، وهو الذي قال فيه (صلى الله عليه وآله): الفقر سواد الوجه في الدارين (2)؛ لأنّ صاحبه يكون ممقوتا (3) عند الله وعند الناس، وصاحبه يخسر الدنيا والآخرة (4).
وإما أن يكون إلى الله مرة وإلى الناس أخرى، وهو الذي قال فيه (صلى الله عليه وآله): كاد الفقر أن يكون كفرا (5)؛ لأنه شبيه بالشرك.
وينبغي للفقير أن يكون قانعاً منقطع الطمع عن الخلق غير ملتفت إلى ما في أيديهم، ولا حريصاً على اكتساب المال كيف كان، ولا يمكنه ذلك إلا بأن يقنع بقدر الكفاف ويقصر الأمل، إذ لو كان حريصاً طماعاً لجره الحرص والطمع إلى مساوئ الأخلاق وارتكاب المنكرات (6).
قال (صلى الله عليه وآله): ما من أحد غني ولا فقير إلا ودّ يوم القيامة أنّه كان أوتي قوتاً في الدنيا (7). (8)
وقال (صلى الله عليه وآله): يا معاشر (9) الفقراء أعطوا الله الرضا من قلوبكم تطفروا (10) بثواب فقركم وإلا فلا (11).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإنّ أيسر ما فيها يكفيك، وإن كنت تريد (12) ما لا يكفيك فإنّ كل ما فيها لا يكفيك (13).
وقال الباقر (عليه السلام): إيّاك أن تطمع بصرك إلى مـن هـو فوقك، وكفى بمـا قـال الله لنبيه (صلى الله عليه وآله): {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ} [التوبة: 55]. وقال: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [طه: 131]. فإن دخلـك مـن ذلـك شيء فاذكر عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنّما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقـوده السعف إذا وجد (14).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جامع الأخبار، تاج الدين الشعيري: 111، الفصل السابع والستون في الفقراء.
(2) عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: 1 / 40، الفصل الرابع في ذكر أحاديث /ح41.
(3) المقت: بغض من أمر قبيح ركبه، فهو مقيت. ومقته الناس مقتا فهو ممقوت.
كتاب العين، الفراهيدي: 5 / 132، مادة "مقت".
(4) انظر: المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني، 6 / 46 ـ 49، كتاب ذم المال، بيان تفصيل آفات المال وفوائده.
(5) مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1 / 158، بيان مدح المال.
(6) انظر: إحياء علوم الدين، الغزالي: 3 / 212، كتاب ذم البخل وذم حب المال، بيان
ذم الحرص والطمع.
(7) في الروضة: "أنّه كان في الدنيا أوتي قوتا".
(8) روضة الواعظين، الفتال النيسابوري: 2 / 456، مجلس في ذكر فضل الفقر والقوت.
(9) في الكنز: "يا معشر".
(10) في الكنز: "تظفروا".
(11) كنز العمال، المتقي الهندي: 6 / 485، الإكمال من فرع في لواحق الفقر/ ح 16655.
(12) في الكافي: "وإن كنت إنما تريد".
(13) الكافي، الكليني: 2 / 138 ـ 139، كتاب الإيمان والكفر، باب القناعة / ح6.
(14) الكافي، الكليني: 2 / 137 ـ 138، كتاب الإيمان والكفر، باب القناعة / ح 1.
وفيه النص: ((عن عمرو بن هلال، قال أبو جعفر (عليه السلام): إيّاك أن تطمح بصرك إلى من فوقك فكفى بما قال الله عزّ وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله): {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ} [التوبة: 55]. وقال: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [طه: 131]. فإن دخلك من ذلك شيء فاذكر عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنّما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقوده السعف إذا وجده)).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|