أقرأ أيضاً
التاريخ: 12/10/2022
1170
التاريخ: 10-1-2018
5315
التاريخ: 9-1-2023
1044
التاريخ: 18-1-2016
2036
|
ـ ما الذي يجري بالفعل؟
في عالم الكبار؛ لا يمكن أن نبقى أو حتى نرغب في السعادة الدائمة. وهذا ما ينطبق على الأبناء أيضاً. فهذا الهدف ليس بالهدف الصحيح. فلو كنت تحاول إسعاد أبنائك طوال الوقت، فسوف تجعل نفسك وإياهم تعساء. إن ما يجب أن نتطلع إليه هو أن نعلم أبناءنا كيفية مواجهة المواقف والتواؤم مع كل المشاعر التي سوف تفرضها عليهم الحياة، إن السعادة هي الهدف، غير أن الشعور بالراحة ومعايشة كل مشاعر الحياة هما الوسيلة لبلوغ هذا الهدف في الكثير من الأحيان.
لقد بقي اكتساب فهم ملائم للمشاعر مفتقدا في ثقافتنا حتى فترة قريبة. فقد تخلصنا لتونا من بعض المفاهيم البالية مثل، (الولد الكبير لا يبكي)، (الفتاة الرقيقة لا تبدي غضبها). هناك بعض جوانب الفهم تبدو ضرورية وهامة الآن تماما مثل استيعاب الكيفية التي تتحرك بها المشاعر. ولحسن الحظ، فقد باتت (الحقائق الخاصة بالمشاعر)، متوفرة الآن لمساعدة كل من الآباء والأبناء على تحقيق الراحة النفسية والحيوية التي تحقق الصحة العاطفية.
ـ ما المقصود بكلمة مشاعر؟
إن المشاعر عبارة عن مجموعات منفصلة من الأحاسيس الجسدية التي تعترينا في مواقف محددة، وهي تتراوح في حدتها من الرقة إلى منتهى القوة. إنها تصاحبنا بشكل دائم، فهي تتدفق وتبزغ كلما استطعنا التعامل مع أي حدث ونحن نواصل مسيرة الحياة. إننا في حالة شعور دائم؛ لأن المشاعر صفة ملازمة للكائن الحي!
هناك أربعة أنواع أساسية من المشاعر وهي: الغضب، والخوف، والحزن والسعادة، أما غيرها من ظلال المشاعر فهي عبارة عن مزيج من هذه الأنواع الأربعة مثل التركيبات اللونية المختلفة التي نؤلفها من الألوان الأساسية: الأحمر والأصفر والأزرق. وهناك الآلاف من التوليفات الممكنة مثل الغيرة التي هي مزيج من الغضب والخوف، أو الحنين الذي هو مزيج مؤلف من السعادة والحزن! إننا بحق كائنات مثيرة للاهتمام!
عندما يكون الطفل حديث الولادة، تكون مشاعره في طور التكوين، ويمكن لأي أب يقظ أن يراقب ابنه في الشهور الأولى وهو ينمي مجموعة من التعبيرات المحددة المنفصلة عن بعضها البعض والتي تعبر عن مشاعره مثل، صرخة الخوف ودموع الحزن، وحمرة الغضب، وضحكة الفرح.
إن الطفل لا يستشعر أي قيود، وإنما يعبر عن مشاعره بشكل طبيعي سهل وهذا ما يجعله يتخلص من المشاعر السلبية. وعلى الرغم من ذلك، فإننا يجب أن نعلم الطفل أثناء مرحلة النمو كيفية التعامل مع مشاعره اجتماعياً وإيجاد متنفس بناء للطاقة القوية التي تخلقها المشاعر.
إن الطفل يعتمد علينا نحن الآباء للحصول على هذه المعلومات، ولحسن الحظ فإنه ليس من الصعب تصحيح مثل هذه المشاعر.
إن تفهم المشاعر ومعرفة سببها وكيفية التعبير عنها وما يمكن تجنبه منها يعتبر السبيل إلى حياة سعيدة مع الأبناء.
ـ لم نملك مشاعر؟
أحياناً ما تكاد تتمنى ألا يكون لك مشاعر؛ وخاصة تلك المشاعر السلبية - مثل الغضب والحزن - التي تسبب الكثير من الألم. لم تزودنا الطبيعة إذاً بهذه الحالات الشعورية القوية؟ إن كلا منها يلعب دوراً كبيراً كما سترى.
فلنتناول الغضب أولاً: تصور أن هناك شخصاً ما - لسبب من الأسباب - لا يشعر أبداً بالغضب. أي أنه قد تربي بشكل أو بآخر على عدم استشعار الغضب! وبينما يكون هذا الشخص واقفاً في أحد الأيام في مرأب السيارات داخل مركز تسوق، تمر سيارة وتقف فوق قدمه مباشرة! لن يكون من هذا الشخص الذي يتمتع بقدرة خارقة على قبول الأشياء دون إحساس بالغضب إلا أن يقف في مكانه حتى ينتهي قائد السيارة من عملية التسوق ثم يعود.
إن الغضب هو ما يدفعنا للدفاع عن أنفسنا، وبدونه سوف نتحول إلى عبيد، إلى أذلاء، إلى فئران! إن الغضب هو غريزة الحرية والحفاظ على النفس.
كذلك الحال مع الخوف. فهو ذا قيمة كبيرة أيضاً. لماذا تقود سيارتك في الجانب الصحيح من الطريق؟ لأن الخوف يمنعك من المخاطرة، إن كنت لا تصدق أن الخوف نافع. تذكر تلك الأوقات التي تكون فيها بداخل سيارة يقودها سائق لا يعرف الخوف! إن الخوف هو ما يدفعنا إلى التمهل، ويجبرنا على التوقف والتفكير وتجنب المخاطر - حتى إن لم يكن عقلنا الواعي قد تبين بعد وجه الخطورة التي نستشعرها.
أما الحزن فهو ذلك الشعور الذي يساعدنا على الشعور بالأسى، وهو بالفعل يخلص نفوسنا من الإحساس بالألم الناتج عن فقدان شيء ما أو شخص ما إن التغير الكيميائي المصاحب للحزن يساعد عقولنا على التحرر من الألم، ومن ثم بدء حياة جديدة. إن الشعور بالحزن وحده هو الذي يمكن أن يساعدنا على تخطي المواقف الصعبة، ومن ثم إعادة التواصل مع البشر والحياة. وهكذا ترى أن المشاعر التالية تعالج الأمور بالشكل المناسب حيث:
(الغضب ... يحررنا).
(الخوف ... يؤمننا).
الحزن ... يبقي التواصل قائماً مع الأشخاص والعالم.
إن النتائج الثلاث السابقة تعتبر أساسية لسعادتنا. أما الشعور الرابع وهو الفرح فهو ما نشعر به عندما تتحقق هذه النتائج (الحرية، والأمان، والتواصل).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
جمعية العميد وقسم التطوير يواصلان إقامة دورة أساسيات التصميم والنشر
|
|
|