المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



كيف نتعامل مع من يخالفوننا في العقيدة؟  
  
1456   01:43 صباحاً   التاريخ: 21-8-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص78ــ83
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-5-2018 2521
التاريخ: 11-4-2017 2753
التاريخ: 28-7-2017 2714
التاريخ: 28-4-2017 2297

الحياة في الدنيا تتطلب العيش المشترك بين بني البشر، كما تتطلب حسن التعامل مع الطبيعة من حولنا أيضاً.

فالناس، مع قطع النظر عن معتقداتهم، بحاجة إلى بعضهم البعض، ولذلك فإن هناك مسألتين يجب الفصل بينهما:

الأولى: إن المعتقدات البشرية ليست كلها صحيحة حتماً، فهناك فيها حق وباطل وصحيح وخطأ.

الثانية: إن المعتقدات لا إرتباط لها بضرورة حسن التعامل مع الناس إذا أحسنوا التعامل معنا، فأن تسأل هل هذه الديانة، وذلك المعتقد حق أو باطل شيء، وأن تسأل هل يجوز التعامل مع هذه الفئة أو تلك مسألة أخرى لا إرتباط لها بالأولى.

فهناك أمران منفصلان:

الأول: إن بطلان الأديان والمذاهب والمعتقدات التي ما أنزل الله بها من سلطان أمر لا شك فيه، وذلك لأنه لا أساس في صحتها، فمن يعتقد بألوهية القمر والشمس، أو يؤمن بأن الشيطان هو الخالق، وأن هذه الشجرة أو تلك مقدسة إنما هو في ضلال مبين، ولكن هل هذا يكون سبباً لأن نقطع علاقاتنا الإنسانية معه؟

نحن نأسف لضلالة مثل هذا الإنسان وندعو له بالهداية، إلا إن ضلاله ليس حاجزاً أمامنا لتكوين أفضل العلاقات الإنسانية معه، فارتباطنا به ينبغي أن يكون أساس حسن تعامله معنا، لا على أساس ما هو في قلبه.

الثاني: إن أخلاق الفرد هو المقياس الذي من خلاله نحكم بأنه يصلح للتعامل معه أم لا، فمن يظلم الناس، ويصادر حقوقهم فحتى لو كان يعتقد اعتقاداً كاملاً بالله العزيز الحكيم، ويؤدي العبادات المفروضة عليه بشكل كامل، فليس صحيحاً أن نغض الطرف عن ظلمه وعدوانه، ونقبل بالتعاون معه لأنه يدعي الإيمان بالله تعالى ويقوم ببعض العبادات.

إن من المفروض أن يكون موقفنا سلبياً تجاه كل من يسيء التعامل مع الناس - مع قطع النظر عن معتقده ــ كما يجب أن يكون موقفاً إيجابياً مع كل من يحسن التعامل مع الناس ــ مع قطع النظر عن معتقده أيضاً ــ إننا نعيش في عالم الدنيا، وليس في عالم الآخرة، فهنا التعامل هو على أساس الأخلاقيات، فلو افترضنا أن شخصاً كان يؤمن بأشياء خرافية، لكنه كان بين الناس عادلاً في إتيان حقوقهم بعيداً عن التزوير والاحتيال، وسرقة المال الحرام، فهو يستحق منا المعاملة الطيبة.

فمن كان مشركاً لكنه لم يكن ظالماً أو سارقاً أو قاتلا ، وكان سلوكه حسنا بين الناس فهو مشمول بهذه الآية الكريمة: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].

أما من كان مؤمناً بمعتقداتنا (أو متظاهراً بذلك) ولكنه يفعل الخبائث، ويرتكب الظلم، ويعمل الجريمة فلا يستحق على ظلمه وجريرته غير التوبيخ والتأنيب والقصاص العادل، وعقابنا هذا إنما هو جزاء لما اقترفه تجاه البشرية.. وتصرفنا معه نتيجة طريقته النابية وليس على أساس معتقداته.

من هنا فإن تصنيف الناس بين أخيار وأشرار يجب أن يكون بحسب أعمالهم ومواقفهم، حتى لا ندافع عن باطل قومنا، لأنهم قومنا. ونظلم الآخرين لأنهم من غير قومنا.

إن من واجبات المؤمن العمل من أجل إصلاح الناس وهدايتهم، وهذا لا يتحقق أبداً إلا ببناء العلاقات الاجتماعية السليمة معهم. وإذا فرضنا جدلاً بأن علاقات المجتمع كلها غير سليمة، لأن الناس أكثرهم غير مؤمنين، فمن يصلح المجتمع؟ هل يجب أن نتوقع أن يأتي ملك من الملائكة لهذه المهمة؟

أم أن الناس يأتون من تلقاء أنفسهم إلى أهل الفقه والاجتهاد، ويطلبون منهم المساعدة في هدايتهم إلى الصراط المستقيم؟

إن المؤمن لا يجوز أن يكون مسكوناً بسوء الظن بالآخرين لأنه نوع من الإثم، فكما أن لتصرفات الناس صفحة سوداء مظلمة، فإن هناك كذلك صفحة بيضاء ناصعة، وكما أن هناك أناس أشرار فإن هناك أيضاً أناس أخيار. لقد ابتلى الله نبيه يونس عليه السلام بالسجن في بطن الحوت بعد أن دعى على قومه بالعذاب، لأنه لم يصبر عليهم، مع أنهم كانوا مشركين.

إن حمل نظرة سلبية تجاه المجتمعات البشرية، يمنع المرء من إقامة علاقات إنسانية معهم، ويحول دون هدايتهم إلى الحق، بالإضافة إلى أن الله تعالى ابتلى البشر بعضهم ببعض، ليمتحن أخلاقهم ومواقفهم. وبمقدار ما أراد من الناس أن يعرفوا ربهم، ويعبدوه، أراد منهم أن يحسنوا التعامل مع الآخرين.

فالناس «إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق» - كما يقول الإمام علي عليه السلام(1) - وهذا يتطلب منا حسن التعامل مع نظرائنا في الخلق، كما يتطلب منا حسن التعامل مع إخوتنا في الدين.

____________________________

(١) نهج البلاغة، الكتاب ٥٣. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.