أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022
3130
التاريخ: 2023-04-10
1264
التاريخ: 16-4-2022
1618
التاريخ: 14-6-2022
2038
|
لا أحد يشك في أن العمل الفردي لا يعطي نفعاً كثيراً ولا يؤدي إلى نتيجة كبيرة!.
ولا أحد يساوره الريب في أن العمل الجمعي شرط ضروري للنجاح على المستوى الفردي كما أنه ضروري للانبعاث الحضاري على مستوى الأمم.
ولهذا فليس من الغريب أن دولة كالهند، وبالرغم من أعداد نفوسها الهائلة وأرضها الخصبة، إلا أنهم يعيشون الكثير من المشاكل وفي مقدمتها الفقر المدقع. في حين أن اليابان، وبالرغم من عددهم القليل بالنسبة إلى الهند، فنفوس اليابانيين هي فقط خمسة وعشرون مليون نسمة وأرضهم بركانية، بيد أنهم غزو العالم مالياً وصناعياً، والسبب وراء ذلك هو أن الهنود بمجملهم يعملون كأفراد، واليابانيون يعملون كجماعات.
إن العمل الفردي لم يكن في السابق يعطي النتائج بالمستوى المطلوب، فكيف في عصر التكتلات والأحزاب والجماعات. حيث احتدام الصراع الحضاري، ونشوب الحروب المتعددة للسيطرة على منابع الثروة في العالم. وواضح أن لا أحد يخرج منتصراً من هذا الصراع، ولا غانماً من هذه الأزمات، إلا إذا أقام مجموعة من التحالفات، وعمل بروح جماعية مع مختلف الأطياف الداخلية والخارجية على حد سواء.
إن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم هي أقوى وأغنى دولة على هذه الأرض، ولكنها تبحث عن دولة صغيرة تسمى (هندوراس) لتدخل معها في تحالف استراتيجي. وتوقع مع دولة صغيرة هنا، ودولة أخرى هناك على اتفاقيات عسكرية وثقافية.
إن أمريكا تدرك جيداً بأن قوتها تكمن في توسيع دائرة تحالفاتها مع دول العالم، فلديها أكثر من (٢٠٠٠) قاعدة عسكرية خارج حدودها، وهي لا تزال تبحث عن تحالفات جديدة؛ وقواعد جديدة.
أما شعوبنا، وللأسف، فهي أسرع الشعوب إلى التمحور حول الذات، وإقامة مشاريع وأعمال فردية.
يقول أحد المفكرين: «ما رأيت مثل الشعوب العربية، إنهم أقوياء كأفراد، وضعفاء كجماعة».
ومشكلة هذا الداء الوبيل أن الفرد عندنا لا يشعر بالرغبة في إنجاح الآخرين كما يشعر بالرغبة في إنجاح نفسه، ولذلك فإنه إذا نجح، فإن نجاحه يكون على مستوى فرد وليس على مستوى جماعة، ناهيك عن أن الشعوب التي تتنكب عن العمل الجماعي، فإنها سرعان ما تنحدر نحو السلبية والوهن والضعف، مما يجعلها أرضا خصبة لنشوب الخلافات فيما بينها، حيث تفسد قلوب أجيال متتالية حتى تصبح الأنانية عقدتهم الكبرى.
إن على الذين يريدون النجاح أن يتجاوزوا خلافاتهم الجزئية حتى يلحقوا بالركب ويصنعوا حضارتهم، لأنه لكل نجاح أسبابه، ولكل حضارة مقوماتها ، كما أن لكل فشل عوامله، ولكل تخلف أسبابه.
فإذا رأينا التخلف في بلادنا، فلابد أن نتساءل أين موقع الخلل؟ وما هو النقص الذي نعاني منه؟
فهل المشكلة عندنا في عدم وجود المعادن، أو فقدان الأراضي الخصبة، أو قلة العدد؟
لقد خصنا الله سبحانه وتعالى بكل هذه النعم، إذن أين الخلل؟
أليس هو في الحالة النفسية؟ حيث ترى بأن هذا يتكبر على ذاك، وذاك يحقد على هذا، وثالث يتحامل على آخر وهكذا، ليس لميزة يمتلكها أحد على غيره، بل لأمراض نفسية كالأنانية، وحب الذات، والبغضاء، والحسد وما شابه ذلك.
ولا مخرج من هذا المأزق إلا بتغيير النفوس، وتزكيتها من العقد النفسية، حتى نكون بمستوى عطاء الله، لأنه كما أن الله لا يرضى لنا أن نؤتي السفهاء أموالنا، فإنه لا يرضى لنفسه بأن يؤتي النجاح والتوفيق لسفهاء النفوس من الناس، وأول علامة السفاهة هو العجز عن التعاون مع الآخرين، وعدم القدرة على تجاوز الصفات السيئة {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|