المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Conjugated vs. Nonconjugated vs. Cumulated Dienes
14-8-2019
Bradykinin
10-9-2017
linearity (n.)
2023-10-05
أغذية غير تقليدية Unconventional Foods
31-8-2020
Postalveolar
23-7-2022
كروموسوم الخميرة الصناعي YAC) Yeast Artificial Chromosome)
29-9-2020


العقل الجمعي والتعاون المشترك  
  
1389   01:27 صباحاً   التاريخ: 17-8-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص121ــ125
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022 3130
التاريخ: 2023-04-10 1264
التاريخ: 16-4-2022 1618
التاريخ: 14-6-2022 2038

لا أحد يشك في أن العمل الفردي لا يعطي نفعاً كثيراً ولا يؤدي إلى نتيجة كبيرة!.

ولا أحد يساوره الريب في أن العمل الجمعي شرط ضروري للنجاح على المستوى الفردي كما أنه ضروري للانبعاث الحضاري على مستوى الأمم.

ولهذا فليس من الغريب أن دولة كالهند، وبالرغم من أعداد نفوسها الهائلة وأرضها الخصبة، إلا أنهم يعيشون الكثير من المشاكل وفي مقدمتها الفقر المدقع. في حين أن اليابان، وبالرغم من عددهم القليل بالنسبة إلى الهند، فنفوس اليابانيين هي فقط خمسة وعشرون مليون نسمة وأرضهم بركانية، بيد أنهم غزو العالم مالياً وصناعياً، والسبب وراء ذلك هو أن الهنود بمجملهم يعملون كأفراد، واليابانيون يعملون كجماعات.

إن العمل الفردي لم يكن في السابق يعطي النتائج بالمستوى المطلوب، فكيف في عصر التكتلات والأحزاب والجماعات. حيث احتدام الصراع الحضاري، ونشوب الحروب المتعددة للسيطرة على منابع الثروة في العالم. وواضح أن لا أحد يخرج منتصراً من هذا الصراع، ولا غانماً من هذه الأزمات، إلا إذا أقام مجموعة من التحالفات، وعمل بروح جماعية مع مختلف الأطياف الداخلية والخارجية على حد سواء.

إن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم هي أقوى وأغنى دولة على هذه الأرض، ولكنها تبحث عن دولة صغيرة تسمى (هندوراس) لتدخل معها في تحالف استراتيجي. وتوقع مع دولة صغيرة هنا، ودولة أخرى هناك على اتفاقيات عسكرية وثقافية.

إن أمريكا تدرك جيداً بأن قوتها تكمن في توسيع دائرة تحالفاتها مع دول العالم، فلديها أكثر من (٢٠٠٠) قاعدة عسكرية خارج حدودها، وهي لا تزال تبحث عن تحالفات جديدة؛ وقواعد جديدة.

أما شعوبنا، وللأسف، فهي أسرع الشعوب إلى التمحور حول الذات، وإقامة مشاريع وأعمال فردية.

يقول أحد المفكرين: «ما رأيت مثل الشعوب العربية، إنهم أقوياء كأفراد، وضعفاء كجماعة».

ومشكلة هذا الداء الوبيل أن الفرد عندنا لا يشعر بالرغبة في إنجاح الآخرين كما يشعر بالرغبة في إنجاح نفسه، ولذلك فإنه إذا نجح، فإن نجاحه يكون على مستوى فرد وليس على مستوى جماعة، ناهيك عن أن الشعوب التي تتنكب عن العمل الجماعي، فإنها سرعان ما تنحدر نحو السلبية والوهن والضعف، مما يجعلها أرضا خصبة لنشوب الخلافات فيما بينها، حيث تفسد قلوب أجيال متتالية حتى تصبح الأنانية عقدتهم الكبرى.

إن على الذين يريدون النجاح أن يتجاوزوا خلافاتهم الجزئية حتى يلحقوا بالركب ويصنعوا حضارتهم، لأنه لكل نجاح أسبابه، ولكل حضارة مقوماتها ، كما أن لكل فشل عوامله، ولكل تخلف أسبابه.

فإذا رأينا التخلف في بلادنا، فلابد أن نتساءل أين موقع الخلل؟ وما هو النقص الذي نعاني منه؟

فهل المشكلة عندنا في عدم وجود المعادن، أو فقدان الأراضي الخصبة، أو قلة العدد؟

لقد خصنا الله سبحانه وتعالى بكل هذه النعم، إذن أين الخلل؟

أليس هو في الحالة النفسية؟ حيث ترى بأن هذا يتكبر على ذاك، وذاك يحقد على هذا، وثالث يتحامل على آخر وهكذا، ليس لميزة يمتلكها أحد على غيره، بل لأمراض نفسية كالأنانية، وحب الذات، والبغضاء، والحسد وما شابه ذلك.

ولا مخرج من هذا المأزق إلا بتغيير النفوس، وتزكيتها من العقد النفسية، حتى نكون بمستوى عطاء الله، لأنه كما أن الله لا يرضى لنا أن نؤتي السفهاء أموالنا، فإنه لا يرضى لنفسه بأن يؤتي النجاح والتوفيق لسفهاء النفوس من الناس، وأول علامة السفاهة هو العجز عن التعاون مع الآخرين، وعدم القدرة على تجاوز الصفات السيئة {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.