ما بعد حرب فيتنام

في أعقاب حرب فيتنام، بقيت توترات الحرب الباردة، وانتقلت إلى أمكنة أخرى. وبرغم نجاح العمليات العسكرية الأمريكية في جرينادا وبنا في مطلع عقد الثمانينيات ومنتصفه، أصبح تبرير هذه العمليات محل جدال؛ ولذلك كان الاهتمام المتجدد بالجغرافيا العسكرية ضئيلا في أوساط الأكاديميين الجغرافيين. ومع ذلك، ظهرت بعض المنشورات ضمن أدبيات هذا الاختصاص.

واستفاد بعضهم من الدراسات الجغرافية العسكرية وسيلة لتحليل الصراعات الإقليمية (1982 Soffer)، أو لتقييم الانعكاسات الأمنية لنماذج استخدام الأراضي (1986O'Sullivan 1980; Soffer and Minghi). وعزز آخرون؛ مثل مان (1980 Munn) اهتمام الجيش المتواصل في هذا الفرع من الجغرافيا، وحددوا دور الجغرافيين داخل وزارة الدفاع الأمريكية. وفي الأدبيات العسكرية، قام جارفر (1984 ,1981 Garver) وجالواي (1990 ,1984 Galloway) بتجميع مجموعة ممتازة من القراءات المعاصرة لاستخدامها في منهاجهم الخاص بالجغرافيا العسكرية في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت، كما قام بالكا (1988 ,1987 Palka) بدراسة المتطلبات المعتادة للآراء والأدوات الجغرافية في التخطيط العسكري.

ومن بين الذين وصلوا إلى شريحة أوسع من الجمهور، كان هناك وينترز (1991 Winters) الذي ناقش تأثير العوامل الجيومورفولوجية" [المتعلقة بعلم شكل الأرض وتضاريسها] والمناخية في سرده التاريخي المعركة من معارك الحرب الأهلية الأمريكية، وكذلك أوسوليفان (1991O'Sullivan) الذي قدم بحثا موسعة عن العلاقات بين التضاريس ومعارك الوحدات الصغيرة.

وخلال المراحل الأخيرة من الحرب الباردة، أصبحت الحدود بين الجغرافيا السياسية والجغرافيا العسكرية والاستخبارات العسكرية غير واضحة، وهي حالة شبه محتمة توقعها جاكان (1962 Jackman) قبل عقود من الزمن. وفي بعض الحالات، اندمجت الجغرافيا العسكرية مع الجغرافيا السياسية، في حين أنها في حالات أخرى O'Sullivan and) (1986 Miller 1983; Soffer and Minghi، تداخلت مع الاستخبارات العسكرية (1991O'Sullivan). وفي الوقت ذاته، حظي استخدام الجغرافيا التطبيقية تجاه مبادرات السلام (مقابل الحرب بالشعبية Pepper and Jenkins 1985; O'Loughlin and van) (1993 ,1986 der Wusten. وخلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين، عانى الجغرافيون العسكريون داخل الأوساط الأكاديمية جراء سمعة هذا الفرع وغموضه الملحوظ والشكوك في أهميته.