ضوابط العلاقات العامة الدولية

في الدول ذات الاقتصاديات الضخمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا، تشكل العلاقات العامة الدولية أساسا لتواجدها الدولي وتنتشر وكالاتها في دول مختلفة. إن هذه الأمثلة تضع الأعمال ومصالح الشركات والمؤسسات موضع الصدارة في مجال العلاقات العامة الدولية. وذكر ( Harold Burson, 2003 a) الذي شارك في تأسيس وكالة بيرسون مارستيلر (2003) بأن جهود الوكالة للقيام بأعمال حقيقية على المستوى الدولي تتوقف على افتتاح مكاتب لها في أوروبا وآسيا وأستراليا. وإضافة إلى ذلك، فإن مؤسسات العلاقات العامة الذائعة الصيت في معظم أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت أعمالها حول العالم بافتتاح مكاتب لها أو المشاركة في إنشاء شركات محلية. وتقوم شركة إدیلمان Edleman - التي أعلنت نفسها كأكبر شركة مستقلة في مجال العلاقات العامة على مستوى العالم بالإنفاق على 43 مكتب حول العالم، وذلك حسب ما ذكر موقعها عبر شبكة الإنترنت.

وتعمل جميع الشركات الضخمة والمعروفة مثل نايكي او کوکاکولا Nike or Coca Cola الملتزمة بأعمال أخرى على التوسع في الخارج، وتدرك أن العلاقات العامة ضرورة وليست أمرا اختياري. لقد مضت ايام ضرب الحائط بما تريده الدول الأخرى وتم افتتاح المحلات ومشاهدة الأموال وهي تتراكم في خزينة الشركة. كما ادت التكنولوجيا إلى خلف نوع من الصلة بين انحاء العالم وزيادة قدرة الشركات على استيعاب وتعزيز الممارسات المصاحبة والتي تعتبر بعضها مؤشرات على أداء فعال لأعمالها. كما انتشرت سمعة شركة نايكي كما النار في الهشيم بسبب التغييرات التي أحدثتها في مصانع تشغيل العمال في دول مثل السلفادور والصين، وحافظ الأفراد والجماعات ذوي العقليات المستنيرة والمراقبون على السجلات المنشورة على شبكة الإنترنت (المدونات) حيث أمدت بعض المواقع الإلكترونية وكالات الأنباء بأخبار بما أدى إلى تمكين شركة نايك من مواجهة التحدي الحقيق على مستوى العالم.

إن نمو التكنولوجيا وظهور اتفاقيات التجارة الإقليمية مثل دول الاتحاد الأوروبي واتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) قد مهدت الطريق لازدهار العلاقات العامة الدولية. وهناك العديد من دراسات الحالات التي وثقت تطورا في مجال العلاقات العامة ونجاحات للمؤسسات العاملة في هذا المجال .