المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

البحث حول كتاب (مستطرفات السرائر) للشيخ ابن إدريس الحلي.
2023-11-28
ما هو نصّ هذا الحديث وسنده ومدى صحّته ؟
2024-10-27
الهزل الذي يُراد به الجد
26-09-2015
الانثناء (E-bend (E
20-10-2018
الاستفهام (ماذا ؟)
9/11/2022
مرض موزايك الخيار Cucumber mosaic
2024-10-09


محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ  
  
3419   01:50 صباحاً   التاريخ: 13-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص114-117
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 1757
التاريخ: 28-6-2021 3132
التاريخ: 24-06-2015 2793
التاريخ: 29-12-2015 4489

 أبو الحسن المقرئ، مات فيما ذكره الخطيب في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. قال الخطيب: قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات فقرأ بها فصنف أبو بكر الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه.

 قرأت بخط أبي علي بن إسحاق الصابئ قال القاضي أبو سعيد السيرافي رحمه الله: كان ابن شنبوذ واسمه محمد بن أحمد بن أيوب كثير اللحن قليل العلم وكان دينا وفيه سلامة وحمق ثم ذكر توبته كما ذكرنا بعد.

 حدث إسماعيل بن علي الخطيبي في كتاب التاريخ قال: واشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف فيما يروى عن عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما مما كان يقرأ به قبل المصحف الذي جمعه عثمان ويتتبع الشواذ فيقرأ بها ويجادل حتى عظم أمره وفحش وأنكره الناس فوجه السلطان وقبض عليه في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وحمل إلى دار الوزير محمد بن مقلة وأحضر القضاة والفقهاء والقراء وناظره الوزير بحضرته فأقام على ما ذكر عنه ونصره واستنزله الوزير عن ذلك  فأبى أن ينزل عنه أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف العثماني فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع فأمر بتجريده وإقامته بين الخبازين وأمر بضربه بالدرة على قفاه فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فخلي عنه وأعيدت عليه ثيابه واستتيب وكتب عليه كتاب توبته وأخذ فيه خطه بالتوبة فتقول أصحابه أنه دعا على ابن مقلة بقطع اليد فاستجيب له.

 قال المؤلف: وهذا من عجيب الاتفاق إن صح وذكره محمد بن إسحاق النديم فقال كان ابن شنبوذ يناوئ أبا بكر بن مجاهد ولا يعشره وكان دينا فيه سلامة وحمق قال لي الشيخ أبو محمد يوسف بن السيرافي إنه كان كثير اللحن قليل العلم وقد روى قراءات كثيرة وله كتب مصنفة في ذلك وكان مما خالف فيه قراءة الجمهور قال القاضي أبو يوسف وسئل عنه بحضرة الوزير أبي علي بن مقلة فاعترف به ولم ينكره إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله وقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وقرأ كالصوف المنفوش وقرأ تبت يدا أبي لهب وقد تب ما أغنى وقرأ فاليوم ننجيك بندائك لتكون لمن خلفك آية وقرأ وتجعلون شكركم أنكم تكذبون وقرأ والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى وقرأ وقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما وقرأ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض  وفساد عريض إلى غير ذلك وله من التصانيف: كتاب ما خالف فيه ابن كثير أبا عمرو، كتاب قراءة علي عليه الصلاة والسلام، كتاب اختلاف القراء، كتاب شواذ القراءات، كتاب انفراداته.

 وقرأت في كتاب ألفه القاضي أبو يوسف عبد السلام القزويني سماه أفواج القراء قال: كان ابن شنبوذ أحد القراء والمتنسكين وكان يرجع إلى ورع ولكنه كان يميل إلى الشواذ ويقرأ بها وربما أعلن ببعضها في بعض صلواته التي يجهر فيها بالقراءة وسمع ذلك منه وأنكر عليه فلم ينته للإنكار فقام أبو بكر بن مجاهد فيه حق القيام وأشهر أمره ورفع حديثه إلى الوزير في ذلك الوقت وهو أبو علي بن مقلة فأخذ وضرب أسواطا زادت على العشرة ولم تبلغ العشرين وحبس واستتيب فتاب وقال إني قد رجعت عما كنت أقرأ به ولا أخالف مصحف عثمان ولا أقرأ إلا بما فيه من القراءة المشهورة وكتب عليه بذلك الوزير أبو علي محضرا بما سمع من لفظه وأمره أن يكتب في آخره بخطه وكان المحضر بخط أبي الحسين أحمد بن محمد بن ميمون وكان أبو بكر بن مجاهد تجرد في كشفه ومناظرته فانتهى أمره إلى أن خاف على نفسه من القتل وقام أبو أيوب السمسار في إصلاح أمره وسأل الوزير أبا علي أن يطلقه وأن ينفذه إلى داره مع أعوانه بالليل خيفة عليه لئلا يقتله العامة ففعل ذلك ووجه إلى المدائن سرا مدة شهرين ثم دخل بيته ببغداد مستخفيا من العامة ونسخة المحضر المعمول على ابن شنبوذ بخط ابن ميمون يقول محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ قد كنت أقرأ حروفا تخالف ما في مصحف عثمان بن عفان - رضي الله عنه - المجمع عليه والذي اتفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم على تلاوته ثم بان لي أن ذلك خطأ فأنا منه تائب وعنه مقلع وإلى الله عز وجل بريء إذ كان  مصحف عثمان هو الحق الذي لا يجوز خلافه ولا أن يقرأ بغير ما فيه نسخة خط ابن شنبوذ في هذا المحضر يقول محمد بن أحمد بن أيوب بن شنبوذ ما في هذه الرقعة صحيح وهو قولي واعتقادي وأشهد الله عز وجل وسائر من حضر على نفسي بذلك - وكتبه بخطه - فمتى خالفت ذلك أو بان مني غيره فأمير المؤمنين - أطال الله بقاءه - في حل وسعة من دمي وذلك في يوم الأحد لسبع خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة في مجلس الوزير أبي علي محمد بن علي - أدام الله توفيقه - وحسبي الله وحده وصلاته على سيدنا محمد وآله.

 خط ابن مجاهد اعترف ابن شنبوذ بما في هذه الرقعة وكتب ابن مجاهد بيده وذكر التاريخ.

 خط ابن أبي موسى: اعترف المعروف بابن شنبوذ بما في هذه الرقعة بحضوري طوعا وكتب محمد بن أبي موسى الهاشمي وذكر التاريخ شهادة أخرى شهد محمد بن أحمد بن محمد على إقرار محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ بجميع ما في هذا الكتاب وذكر التاريخ. وقال ابن شنبوذ في المجلس: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجماعة من أصحابه خالفوا بعض ما في هذا المصحف الذي في أيدينا وكان اعترافه به طوعا شهد بذلك محمد بن أبي موسى وكتب بيده وشهد أحمد بن موسى بن مجاهد وكتب بيده قال القاضي أبو يوسف كنت قد سمعت من مشايخنا بالري ثم ببغداد أن سبب الإنكار على ابن شنبوذ أنه قرأ أو قرىء عليه في آخر سورة المائدة عند حكاية قول عيسى ((وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم)) بدلا من ((العزيز الحكيم)).





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.