أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
1571
التاريخ: 12-08-2015
1431
التاريخ: 12-08-2015
1505
التاريخ: 12-08-2015
8539
|
اعلم أنّ العلم الباحث عن أحوال المبدأ والمعاد إمّا أن يكون بحثه على قانون العقل من غير ملاحظة كونه مطابقا للنقل ، أو على قانون العقل المطابق للنقل.
وكلّ منهما إمّا أن يكون بطريق النظر والفكر ، أو بطريق
الكشف والرياضة.
والأوّل هو حكمة المشّاء ، والثاني من الأوّل هو حكمة
الإشراق ، والأوّل من الثاني هو علم الكلام ، والثاني من الثاني هو علم التصوّف.
وكون علم التصوّف أو نحوه باحثا عن أحوال المبدأ والمعاد لا
يستلزم حقّيّته ؛ لأنّ البحث قد يكون على وجه فاسد وإن كان اعتقاد الباحث أنّه بحث
على قانون العقل المطابق للنقل العرفي أو الذوقي. ولو سلّم فلا يلزم حقّيّة جميع
المذاهب كمذاهب علماء الكلام.
وبالجملة ، فعلم الكلام علم باحث عن أحوال المبدأ والمعاد
على قانون العقل المطابق للنقل بطريق النظر والفكر.
ويسمّى علم الكلام ؛ لكونه سببا للقدرة على الكلام في
الأحوال المذكورة التي هي أهمّ المقاصد حتّى كأنّه لا كلام غيره ، أو لأنّ مباحثه
كانت مصدّرة بقولهم :
« الكلام في كذا وكذا » ، أو لأنّ أشهر الاختلافات فيه كانت
في مسألة كلام الله أنّه حادث أو قديم؟ أو لأنّه كثر الكلام فيه مع المخالفين
والردّ عليهم ما لا يكثر في غيره.
وأحوال المبدأ شاملة لأصول أربعة : التوحيد والعدل والنبوّة
والإمامة ؛ لأنّ المبدأ بالاختيار ـ بعد ملاحظة وجوبه بالذات الموجب لكماله ذاتا
وفعلا المراد من التوحيد والعدل ـ لا بدّ أن يكون فعله لغرض عائد إلى العباد ، وهو
لا يتمّ إلاّ بالقابليّة الحاصلة بالطاعة الموقوفة على المعرفة الموقوفة غالبا على
النبوّة والإمامة.
ويمكن اندراج أحوال النبوّة والإمامة في المعاد ؛ لأنّه
عبارة عن عود الأرواح إلى الأجساد للحساب والثواب والعقاب ، ولا يكون ذلك إلاّ
بالطاعة والمعصية الموقوفتين على التكليف الموقوف على النبيّ والإمام.
وحكي عن صاحب المواقف أنّه عرّف علم الكلام بأنّه « علم
يقتدر معه على إثبات العقائد الدينيّة بإيراد الحجج ودفع الشبه » (1) بمعنى أنّه مسائل أو ملكة يحصل بها الاقتدار التامّ ، كما
يفهم من صيغة الافتعال ، الذي يكون مصاحبا لهذا العلم على الدوام، كما يفهم من
إطلاق المعيّة المحترز بها عن السببيّة الحقيقيّة المستفادة من كلمة « الباء» ردّا
على الأشعري ، ويكون متعلّقا بإثبات الأحكام الأصليّة الاعتقاديّة الصرفة المأخوذة من الشريعة
كما يفهم من الإطلاق ، ويكون بإيراد الحجج ودفع الشبه ولو بزعم المستدلّ لغيره أو
مطلقا ، فيخرج علم الميزان الذي يستنبط منه صورة الدليل ، وعلم الجدل الذي يتوصّل
به إلى حفظ أيّ وضع يراد من غير اقتدار تامّ واختصاص بالعقائد.
وكذا يخرج علم النبيّ صلى
الله عليه وآله والأئمّة ، بل علم الله والملائكة ؛ لعدم كونه
على الوجه المذكور.
وكذا علم المقلّد إن كان علما ، وكذا علم الفقه المدوّن
لحفظ الأحكام العمليّة التي يكون المقصود بالذات منها العمل وإن كان الاعتقاد بها
أيضا مقصودا ، مع أنّه راجع إلى الاعتقاد بالنبيّ صلى
الله عليه وآله من جهة أنّها ممّا جاء به.
ودخل علم الصحابة وإن كان في ذلك الزمان غير مسمّى بالكلام
، كما لم يسمّ علمهم بالفرعيّات فقها.
وقد يعرّف بـ « أنّه العلم بالقواعد الشرعيّة الاعتقاديّة
المكتسبة عن أدلّتها اليقينيّة » (2).
وقد يعرّف بـ « أنّه صناعة نظريّة يقتدر بها على إثبات
العقائد الدينيّة » (3) و (4).
_______________________
(1)
« شرح المواقف » 1 : 34 ـ 35.
(2)
« شرح المقاصد » 1 : 165.
(3)
« شوارق الإلهام » المقدّمة ، في تعريف علم الكلام.
(4)
هناك عدّة تعاريف لعلم الكلام ـ مضافا إلى ما ذكره الشارح هنا ـ تطلب في «شرح
المقاصد » 1: 165 ، التعليقة الثانية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|