أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1721
التاريخ: 2-08-2015
1961
التاريخ: 1-07-2015
1917
التاريخ: 31-3-2017
1769
|
إنا لا نشك (1)أن من العقلاء من إذا قهر على اتباع غيره لم يستقم حاله، وكان إلى الفساد أقرب، غير أنه وإن لم يصلح حاله على من قهر على اتباعه لنفاره عنه وكراهته له أو لغير ذلك فلا بد من أن يكون ممن يصلح حاله أو يستقيم على غيره ممن يرتضيه ويميل إليه، ويؤثر رئاسته والانقياد له، وما ذكره إنما يكون قدحا في قول من قال:
" إن الصلاح حاصل عند وجود كل رئيس
كائنا من كان " ولم نقل بهذا فيقدح به في قولنا والموضع الذي يحتاج إلى تحصيله،
أن حال الناس لا يجوز أن يكون مع فقد رئيس ما في الجملة كحالهم عند وجوده، وإن كان
لا يمتنع أن يكرهوا رئيسا دون رئيس ويفسدوا (2) عند رئاسة دون رئاسة، والذي يبين هذا
ويكشفه أن الذي يفسدون ويضطربون عند إقامة بعض الرؤساء لو أقيم لهم من يختارونه ونصب
لهم من يرضونه لسكنوا إليه،
وصلحوا عليه، فدل ذلك على أن فسادهم عند
رئاسة من كرهوه لم يكن استفرغ لأمر يتعلق بأصل الرئاسة. وجملة الرؤساء، بل لأجل رئيس
دون رئيس، وهؤلاء الخوارج (3) مع خلعهم لطاعة السلطان ومروقهم عن كلمته لم يخلوا من
الرؤساء ونصب الأمراء، ورؤساؤهم في كل وقت بعد آخر معروفون.
وكذلك من لم يزل عن هذه الطبقة من أهل الذعارة
(4) والتلصص (5) لا بد أن يكون لهم رئيس يفزعون إلى رأيه، وكبير يتدبرون بتدبيره.
فمن نازع منهم الإمامية فيما ادعيناه أولا
من أنه لا يجوز أن يكون حكم وجود الرئاسة في الجملة حكم ارتفاعها (6) نبهناه على غفلته،
ورفعه لما هو ثابت في عقله، وإن خالفنا في الثاني وهو أن بعض العقلاء قد يكره بعض الرؤساء،
ولا ينقاد له، ويفسد عند ولايته لم يضرنا خلافه لأنا قد بينا أن ذلك - وإن صح - فهو
غير قادح في طريقنا.
____________
(1) جوابا على ما قاله صاحب المغني 20 ق 1 / 25.
(أن في العقلاء من إذا ترك واختياره، ولم يحصل تابعا لغيره ومنقادا له يكون أقرب إلى
الصلاح. ومتى قهر على اتباع غيره كان من الصلاح أبعد.....)
(2)
ونفدوا، خ ل: ولعله نافدوا من نافده أي استفرغ جهده في الخصومة، ومنه الحديث (إن نافذتهم
نافذوك) ورويت بالقاف يقال: ناقده: أي ناقشه.
(3) الخوارج: كل من خرج على الإمام الحق ويجمعهم
القول بالتبري من عثمان وعلي ويقدمون ذلك على كل طاعة، ولا يصححون المناكحات إلا على
ذلك، ويكفرون أصحاب الكبائر وهم عدة فرق ولكل فرقة فروع منهم المحكمة والأزارقة والصفرية
تجد تفصيل ذلك في الكامل للمبرد وشرح نهج البلاغة والملل والنحل للشهرستاني 1 /
115.
(4)
الذعارة - بفتح الذال المعجمة والعين المهملة -: التخويف ولعلها تصحيف الدغارة بالدال
المهملة والغين المعجمة - من الدغرة: وهي أخذ الشيء اختلاسا.
(5)
اللص: فعل الشيء في تستر وخفاء، والسدات يفعلون ذلك كذلك.
(6) الارتفاع - هنا - عدم الوجود ويلاحظ
أن هذه الكلمة تكررت في الكتاب.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|