تمهيد للإتصال

إن الإنسان اجتماعي بطبعه ولذلك كان اتصاله وتفاعله مع الآخرين ضروري لتلبية الحاجات والرغبات، ولقد بدأ الاتصال بسيطاً معتمداً على الأصوات والإشارات والرموز ثم انتقل الاتصال من لغة الإشارة إلى اللغة المنطوقة ثم إلى اللغة المكتوبة ثم وصل إلى ما هو عليه اليوم بفضل ثورة الاتصالات وثورة المعلومات وثورة تكنولوجيا المعلومات، والاتصال عملية يتم عن طريقها إحداث التفاعل بين الأفراد وهو يشير إلى أنه عملية تبادل حقائق وأفعال وأفكار وجهود من فرد إلى فرد آخر. ونتيجة تقدم وسائل الاتصال فقد ظهر علم الاتصال أو الاتصال الجماهيري أو الصحافة أو الإعلام، علماً مستقلاً أخذت الجامعات تدرسه. ويعتبر الاتصال من أبرز العوامل التي أنشأت علاقات اجتماعية بين الأفراد وأن الحاجة إليه جعلته يمر بعدة مراحل نحو التطور المستمر، ومكنت هؤلاء الأفراد من تنظيم وتنسيق الأعمال والنشاطات فيما بينهم من خلال تبادل معلومات وأفكار والتي تكون أولا وأخيراً مضمون الاتصال، وفي هذا الإطار ومن أجل التأثير على عادات وسلوك مختلف الفئات المستهدفة تلجأ الشركة إلى اعتماد هذا التفاعل وتبادل المعلومات والأفكار مع هؤلاء باستعمال وسائل محددة لغرض تحقيق أهدافها وفقاً لطبيعة كل فئة. وفي هذا الفصل سوف تحاول تحديد المفاهيم المتعلقة بالاتصال والأهمية التي يكتسبها في حياتنا، ومعرفة الاتصال والعملية التي يتم من خلالها، والتعرض إلى المراحل التي تمر بها العملية الاتصالية، وما علاقة الاتصال بالاتصال التسويقي. وغالباً ما تستعمل كلمة اتصال عندما يرغب الإنسان في تحقيق احتياجاته ورغباته في حياته. ومهما اختلفت الوسائل وطرق العمل فبتنظيمها يمكن تحقيق الهدف المرجو، وبالتالي عملية الاتصال هي بمثابة الجهاز العصبي للتنظيم الذي يخلق جو من الاستقرار والثقة داخل الشركة ويجنبها العديد من المشاكل، ويطور نظامها الداخلي.

الاتصال كعلم معاصر تشكل بسبب اهتمام الفلاسفة الإغريق والذين من خلال أطروحاتهم أصبح بالإمكان التعرف على جذور وبدايات هذا العلم. فعلم الخطابة كان العلم الأوحد الذي يدرس أكاديمياً في العاصمة اثينا، يرجع ذلك إلى أن المواطنين الإغريق كانوا مطالبين أمام نظام العدالة الحكومي بالدفاع عن أنفسهم وأيضاً مقاضاة الآخرين فعدم توفر المحامين أوجد العديد من المعلمين الذين يقومون بإعداد خطابات المواطنين وتنويرهم في قضاياهم وكان معظم هذه المهام التعليمية في أيدي Sophists (السفصطائيين) أو من يعرفون بمدرسين الحكمة والمعرفة فظهر Cerakes (في القرن الخامس قبل الميلاد) والذي شعر بمدى الحاجة إلى وجود أسس منظمة لفن الكلام بقاعات المحاكم فألف كتابه (فن الخطابة) والذي ركز فيه على مفهوم الاحتمالات واستطاع أن يرسم أول تصوير رسمي لتنظيم النص الاتصالي «عناصر الخطابة»: مقدمة. وجدل. وخاتمة. وأفلاطون: كان على يقين بأن الفلسفة والتفكير الجدلي يمثلان روح المعرفة البشرية والتي يجب أن لا يغلب عليها أي جانب آخر تلجأ الشركة من أجل التأثير على عادات وسلوك مختلف شرائح المجتمع التي تهتم بهم كزبائن حاليين أو مستهدفين محتملين إلى عدة طرق، فرجل التسويق يستخدم هذه الطرق في توصيل المعلومات التسويقية الخاصة بالشركة ومنتجاتها إلى القطاعات السوقية المستهدفة. فمهمة الاتصال التسويقي هي إخبار وإقناع وتذكير المستهلكين حتى يقوموا بالاستجابة للمنتجات من سلع وخدمات التي تقوم الشركة بتقديمها لهم، والاستجابة المطلوبة من قبل المستهلكين يمكن أن تأخذ عدة أشكال أو صور ابتدءا من المعرفة بالمنتج وانتهاء بعملية القيام بشرائها.