السلالات البشرية الرئيسة

في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر ظهرت محاولات نظرية، كانت بمجملها تحاول تبرير النظام الاجتماعي بعد انتشار السيطرة الاستعمارية الأوربية على مناطق وشعوب أخرى من العالم. وطرح الكونت جوزيف آرثر دو غوبينو (1816-1882)، الذي يعد عميد المدرسة العرقية العنصرية، نظريته التي قسم بها الشعوب إلى ثلاثة أعراق هي: الأبيض (القوقازي)، الأسود (الزنجي) والأصفر (المنغولي)(1). وكشرط لهذا التقسيم لابد ان يكون هناك 75% من افراد المجاميع يتشابهون في صفاتهم البيولوجية ويتميزون عن المجاميع الأخرى وهو ما يعرف بقاعدة الـ 75% وتبعا لذلك تم التقسيم الثلاثي للسلالات البشرية(2).

إن السلالات المذكورة آنفا تشكل الغالبية العظمى لسكان العالم. وقد توزعت اثنتان منها ما بين شرق العالم القديم وغربه وشماله، ونقصد بذلك المغول أو الجنس الأصفر الذين يتركز وجودهم في شرق آسيا وجنوب شرقها، وهذا هو موطنهم الأصلي والتاريخي، والقوقازيين الذين ينتشرون في جهات آسيا الشمالية والغربية وفي أنحاء القارة الأوروبية كافة والشمال الإفريقي. أما الزنوج فقد تركز وجودهم في أفريقيا المدارية جنوب الصحراء الكبرى، وهذا هو موطنهم الأصلي والتاريخي. ولأسباب تاريخية عديدة، نذكر منها تجارة الرقيق التي عانى منها الزنوج كثيرة وأودت بحياة الملايين منهم، لاسيما الشباب القادرين على الإنجاب، فقد جاء التوزيع الديموغرافي هذه السلالات الثلاث غير منتظم، إذ لم تتجاوز نسبته أكثر من 8/10 من سكان العالم، بينما فاقت أعداد السلالة الصفراء 3/1 سكان العالم، واقتربت أعداد القوقازيين من 2/1 سكان العالم.

وداخل هذه المجموعات البشرية الكبرى يوجد عدد من السلالات الفرعية، بعضها يسمى بالسلالات الرئيسة، وذلك لسهولة الدراسة، إذ أنه لا يوجد الآن أي مجموعة يمكن أن نطلق عليها سلالة رئيسة، بينما بعضها الآخر الناتج عن اختلاط السلالات مع بعضها بعضا فتسمى سلالات مركبة، مثل السلالة الرئيسة للبحر المتوسط التي تدخل ضمن المجموعة القوقازية، وهي تنقسم بدورها إلى سلالات فرعية في أوربا وفي غرب آسيا والهند وشمال شرق أفريقيا(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أنتوني غديز، مصدر سابق، ص 311.

(2) احمد نجم الدين وآخرون، الجغرافية البشرية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مطبعة جامعة بغداد، 1979، ص 188.

(3) يسري الجوهري، الجغرافية البشرية، مصدر سابق، ص 180.