المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9120 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مـحددات الطبقـة الاجتـماعيـة للمستهلك وقـياسهـا
2024-12-04
الطبقة الاجتماعية والمنزلة الاجتماعية وخصائص الطبقة الاجتماعية
2024-12-04
معطيات الإخلاص
2024-12-04
موانع الإخلاص
2024-12-04
حقيقة الإخلاص
2024-12-04
الإخلاص في الروايات الشريفة
2024-12-04

taxis (n.)
2023-11-27
Vowels CLOTH
2024-05-14
ما يُقَال عقيب الصلوات في السفر.
2023-06-28
ألقاب وكنى الإمام علي (عليه السلام)
2023-09-19
Constricting Artery-Special Type of Artery
15-1-2017
Why English has so little inflection
21-1-2022


الهجوم على دار الزهراء ( عليها السّلام )  
  
3212   07:28 مساءً   التاريخ: 16-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص160-164
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

رفض الإمام عليّ ( عليه السّلام ) البيعة لأبي بكر ، وأعلن سخطه على النظام الحاكم ، ليتّضح للعالم أنّ هذه الحكومة التي أعرض عنها الرجل الأول في الإسلام بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لا تمثّل الخلافة الواقعية لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وكذلك فعلت الزهراء فاطمة ( عليها السّلام ) ليعلم الناس أنّ ابنة نبيّهم ساخطة عليهم وهي تدينها فلا شرعية لهذا الحكم .

وبدأ الإمام عليّ ( عليه السّلام ) من جانب آخر جهادا سلبيا ضد الغاصبين للحقّ الشرعي ، ووقف مع الإمام عليّ ( عليه السّلام ) عدد من أجلّاء الصحابة من المهاجرين والأنصار وخيارهم وممن أشاد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بفضلهم مع إدراكهم لحقائق الأمور مثل : العباس بن عبد المطلب ، وعمار بن ياسر ، وأبي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، والمقداد بن الأسود ، وخزيمة ذي الشهادتين ، وعبادة بن الصامت ، وحذيفة بن اليمان ، وسهل بن حنيف ، وعثمان بن حنيف ، وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم ، من الذين لم تستطع أن تسيطر عليهم الغوغائية ، ولم ترهبهم تهديدات الجماعة التي مسكت بزمام الخلافة وفي مقدمتهم عمر ابن الخطاب .

وقد قام عدد من الصحابة المعارضين لبيعة أبي بكر بالاحتجاج عليه ، وجرت عدّة محاورات عليه في مسجد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وفي أماكن عديدة ، ولم يهابوا من إرهاب السلطة مما ألهب مشاعر الكثيرين الذين أنجرفوا مع التيار ، فعاد إلى بعضهم رشده وندموا على ما ظهر منهم من تسرّعهم واندفاعهم لعقد البيعة بصورة ارتجالية لأبي بكر ، بالإضافة إلى ما ظهر منهم من العداء السافر تجاه أهل بيت النبوّة .

وكانت هناك بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة مثل : أسد ، وفزارة ، وبني حنيفة وغيرهم ، ممن شاهد بيعة يوم الغدير « غدير خم » التي عقدها النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) لعليّ ( عليه السّلام ) بإمرة المؤمنين من بعده ، ولم يطل بهم المقام حتى سمعوا بالتحاق النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى الرفيق الأعلى والبيعة لأبي بكر وتربّعه على منصة الخلافة ، فاندهشوا لهذا الحادث ورفضوا البيعة لأبي بكر[1] جملة وتفصيلا ، وامتنعوا عن أداء الزكاة للحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية ، حتى ينجلي ضباب الموقف ، وكانوا على إسلامهم يقيمون الصلاة ويؤدّون جميع الشعائر .

ولكنّ السلطة الحاكمة رأت أنّ من مصلحتها أن تجعل حدّا لمثل هؤلاء الذين يشكّلون خطرا للحكم القائم ، ما دامت معارضة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) وصحابته تمثّل خطرا داخليا للدولة الإسلامية ، عند ذلك أحسّ أبو بكر وأنصاره بالخطر المحيط بهم وبحكمهم من خلال تصاعد المعارضة إن لم يبادروا فورا إلى ايقاف هذا التيار المعارض ، وذلك بإجبار رأس المعارضة ( عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ) على بيعة أبي بكر .

ذكر بعض المؤرّخين[2] : أنّ عمر بن الخطّاب أتى أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة ؟ يا هذا لم تصنع شيئا ما لم يبايعك علي ! فابعث اليه حتى يبايعك ، فبعث أبو بكر قنفذا ، فقال قنفذ لأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : أجب خليفة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) . قال عليّ ( عليه السّلام ) : « لسريع ما كذبتم على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) » فرجع فأبلغ الرسالة فبكى أبو بكر طويلا ، فقال عمر ثانية : لا تمهل هذا المتخلّف عنك بالبيعة ، فقال أبو بكر لقنفذ : عد إليه فقل له :

خليفة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يدعوك لتبايع ، فجاءه قنفذ ، فأدّى ما أمر به ، فرفع عليّ ( عليه السّلام ) صوته وقال : « سبحان اللّه ! لقد ادعى ما ليس له » فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر طويلا ، فقال عمر : قم إلى الرجل ، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة .

وظنّت فاطمة ( عليها السّلام ) أنّه لا يدخل بيتها أحد إلّا بإذنها ، فلمّا أتوا باب فاطمة ( عليها السّلام ) ودقّوا الباب وسمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : « يا أبت يا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) جنازة بأيدينا وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، ولم تردّوا لنا حقا » .

فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تتصدّع وأكبادهم تنفطر وبقي عمر ومعه قوم ، ودعا عمر بالحطب ونادى بأعلى صوته : والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة ، فقال : وإن[3].

فوقفت فاطمة ( عليها السّلام ) خلف الباب وخاطبت القوم : « ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على اللّه وعلى رسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور اللّه ؟ واللّه متّم نوره » . فركل عمر الباب برجله فاختبأت فاطمة ( عليها السّلام ) بين الباب والحائط رعاية للحجاب ، فدخل القوم إلى داخل الدار مما سبّب عصرها سلام اللّه عليها ، وكان ذلك سببا في إسقاط جنينها .

وتواثبوا على أمير المؤمنين وهو جالس على فراشه ، واجتمعوا عليه حتى أخرجوه ملبّبا بثوبه يجرّونه إلى السقيفة ، فحالت فاطمة ( عليها السّلام ) بينهم وبين بعلها وقالت : « واللّه لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلما ، ويلكم ما أسرع ما خنتم اللّه ورسوله ، فينا أهل البيت ، وقد أوصاكم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا » ، فأمر عمر قنفذا بضربها فضربها قنفذ بالسوط فصار بعضدها مثل الدملج[4].

فأخرجوا الإمام ( عليه السّلام ) يسحبونه إلى السقيفة حيث مجلس أبي بكر ، وهو ينظر يمينا وشمالا وينادي « واحمزتاه ولا حمزة لي اليوم ، واجعفراه ولا جعفر لي اليوم » ! ! وقد مرّوا به على قبر أخيه وابن عمّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فنادى « يا ابن أم إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني » .

وروي عن عدي بن حاتم أنّه قال : واللّه ما رحمت أحدا قطّ رحمتي عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) حين أتي به ملبّبا بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر وقالوا له : بايع ! قال : « فإن لم أفعل فمه ؟ » قال له عمر : إذن واللّه أضرب عنقك ، قال عليّ : « إذن واللّه تقتلون عبد اللّه وأخا رسوله » فقال عمر : أمّا عبد اللّه فنعم ، وأمّا أخو رسول اللّه فلا ، فقال : « أتجحدون أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) آخى بيني وبينه ؟ ! » وجرى حوار شديد بين الإمام ( عليه السّلام ) وبين الحزب الحاكم .

وعند ذلك وصلت السيّدة فاطمة ( عليها السّلام ) وقد أخذت بيد ولديها الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) وما بقيت هاشمية إلّا وخرجت معها ، يصحن ويولولن فقالت فاطمة ( عليها السّلام ) : « خلوا عن ابن عمّي ! ! خلوا عن بعلي ! ! واللّه لأكشفن رأسي ولأضعنّ قميص أبي على رأسي ولأدعونّ عليكم ، فما ناقة صالح بأكرم على اللّه منّي ، ولا فصيلها بأكرم على اللّه من ولدي »[5].

وجاء في رواية العياشي أنّها قالت : يا أبا بكر ، أتريد أن ترملني عن زوجي وتيتّم أولادي ؟ واللّه لئن لم تكفّ عنه لأنشرنّ شعري ولأشقّنّ جيبي ولآتينّ قبر أبي ولأصرخنّ إلى ربّي » فأخذت بيد الحسن والحسين تريد قبر أبيها ، عند ذلك تصايح الناس من هنا وهناك بأبي بكر : ما تريد إلى هذا ؟ أتريد أن تنزل العذاب على هذه الأمة ؟

وراحت الزهراء وهي تستقبل المثوى الطاهر لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) تستنجد بهذا الغائب الحاضر : « يا أبت يا رسول اللّه ! ( صلّى اللّه عليه واله ) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ؟ فما تركت كلمتها إلّا قلوبا صدعها الحزن وعيونا جرت دمعا »[6].

 


[1] تاريخ الأمم والملوك ، للطبري : 4 / 61 ط . دار الفكر .

[2] الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 29 - 30 .

[3] الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 29 - 30 .

[4] مرآة العقول : 5 / 320 .

[5] الاحتجاج للطبرسي : 1 / 222 .

[6] الغدير : 3 / 104 . راجع الإمامة والسياسة : 1 / 13 ، وتأريخ الطبري : 3 / 198 ، والعقد الفريد : 2 / 257 ، وتاريخ أبي الفداء : 1 / 165 ، وتاريخ ابن شحنة في حوادث سنة 11 ، وشرح ابن أبي الحديد : 2 / 19 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.