المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

انحلال الشركة الفعلية وتصفيتها
1-10-2018
الجهل في تناول المفطر
5-12-2016
قاعدة « احترام مال المسلم و عمله‌ »
21-9-2016
صفة زين العابدين في أخلاقه و أطواره
20-10-2015
المنتجين العضويين حول العالم
2024-06-12
الإجبار على المعاصي والتكليف بما لا يطاق
17-8-2019


هل تكظمون غيظكم؟  
  
1609   09:10 صباحاً   التاريخ: 10-4-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص161ـ164
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-7-2018 1805
التاريخ: 11-9-2016 2472
التاريخ: 28-2-2022 1846
التاريخ: 2023-03-01 1173

هل تغلبتم على غيظكم؟

إذا كمن ذئب كاسر وهائج في منزلكم وهجم عليكم، فماذا تفعلون في هذه الحالة؟

الغضب هو بمثابة ذئب هائج يكمن في صدروكم ويهجم عليكم وعلى الآخرين بين الحين والآخر، يصرخ ويزمجر ويكشّر عن أسنانه ويبرز مخالبه، ويسلب الإنسان الخيار والإرادة ويفترس أي إنسان ويأكل من لحمه ودمه. وبعد كل افتراس يزداد قوة واقتداراً وفي نهاية المطاف يستلقي هذا الذئب المفترس في زاوية يستريح ويترككم تعانون من التعب والإرهاق والخجل.

هل يمكنكم أن تنتصروا في هذا الصراع؟ هل بالإمكان قمع هذا الحيوان الهائج وطرحه أرضاً؟ كيف يمكن ذلك؟ عندما يهاجمنا حيوان (الغضب) علينا أن نضع الحبل في عنقه ونضيق الخناق عليه ونضع حداً لزمجرته وصراخه ونبعده عن مسرح الحادث ونمنعه من الافتراس والإيذاء ونبقيه جائعاً.. لعلنا نستطيع من خلال التمارين المتكررة والتجويع المستمر أن نروضه ونكبح جماحه. ولكن هذا العمل يحتاج إلى بطولة وشجاعة. فقد قال رسول لله صلى الله عليه وآله: «الصرعة كل الصرعة، الصرعة كل الصرعة، الصرعة كل الصرعة: الرجل الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه، ويقشعر جلده، فيصرع غضبه»(1).

ويقول أمير المؤمنين عليه السلام: [أشجع الناس من غلب حلمه غضه](2).

لنقرأ معاً هذه الرسالة:

الرسالة:... أخلاقي جيدة إلى حد ما وفى البيت تكون أيضاً أخلاقي حسنة عندما أكون مرتاحاً وتكون أعصابي هادئة. ولكني لا أعرف لماذا أفقد أعصابي لأتفه الأسباب وعندها لا أعود أسيطر على نفسي وتصرفاتي، فأبدأ بالصراخ والشجار وإثارة النزاع في البيت وأظل متوتر الأعصاب ومتضايقاً لعدة أيام حتى أهدأ شيئاً فشيئاً وعند ذلك أندم على تصرفاي واشعر بالخجل من نفسي لأنني أصبحت كالذئب المفترس من شدة الغضب. . .

نأمل أيها الأخ الكريم أن تتمكن من خلال التمرين المستمر وعلى ضوء الإشارات المذكورة من التغلب على حالة الغضب التي تسيطر عليك لتكون بمأمن من عذاب الباري تعالى وسخطه. «قال الحواريون لعيسى بن مريم: يا معلم الخير أعلمنا أي الأشياء أشد؟ فقال أشد الأشياء غضب الله عز وجل، قالوا: فبم يتقى غضب الله؟ قال: بأن لا تغضبوا، قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكبر والتجبر ومحقرة الناس»(3).

وقال رسول لله صلى الله عليه وآله: [من كظم غيظه أمن من عذاب الجبار](4).

إذن يجب عليك كما يجب عليّ وعلى الجميع أن نسعى لكبح جماح الغضب ونسيطر عليه ونطرحه أرضاً ونقف في وجهه منتصرين فائزين ونتخلص من خزي الدنيا والآخرة ونكون في مأمن من غضب الباري تعالى وسخطه.

والآن نتابع ما جاء في بقية الرسالة التي بعث بها هذا الأخ الكريم:

الرسالة:... والآن أتحدث عن طاع زوجتي: فهي امرأة ممتازة من جهة التدبير المنزلي والنظافة والاهتمام  بالأطفال والأولاد ولكنها متعلقة بأولادها وتحبهم أكثر من اللازم وهذه المحبة خلقت بعض المشاكل. فكلما أردت أن أتكلم بشيء من أجل تربية الأطفال تغضب وتقول: لا تتدخل في شؤون أطفالي! أنت عصبي المزاج! لا تستطيع.. وإذا اتفق ان قلت للأولاد شيئاً أو كلمتهم بعنف فإنها تحتج عليّ ونتيجة لذلك فإن أطفالي باتوا متحيرين لا يدرون ماذا يفعلون. فهم لا يدرون هل تصرفي معهم صحيح أم تصرف والدتهم؟! وبالتالي فهم يبقون مترددين، هل يعملون بما أقوله لهم أم بما تقوله لهم والدتهم. ولكي لا تتأزم الأمور وتتوتر أجواء البيت فإني أتنازل أمام زوجتي وأحياناً أفقد أعصابي. . .

هذا هو أحد جوانب القضية، أما الجانب الاخر فهو أن زوجتي وبسبب محبتها الزائدة هذه تفضل أولادي عليّ. فمثلاً عندما أمرض وأكون بحاجة للرعاية والاهتمام؟ تهملني وتهتم بالأطفال وتطبخ لهم الطعام... كما أنها لا تهتم بي من جهات كثيرة أخرى... وتؤذيني، فماذا أفعل؟

١- في البداية يجب أن تعلم بأن عاطفة الأمومة عند المرأة هي من أقوى العواطف فهي تكرس كل شيء حتى راحتها وسعادتها ووجودها من أجل أولادها. ولذلك يجب أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار وأن تنبهها إلى أن هذا الاختلاف في أسلوب تربية الأطفال، كثيراً ما يؤدي إلى ظهور حالة من التمرد والعصيان عند أولادها ويكون سبباً في ضياعهم وانحرافهم عن جادة الصواب وعليها أن تكف عن عنادها ومخالفتها إن هي أرادت أن يعيش أولادها في سعادة وهناء.

٢- وعليك أنت أيضاً أيها الأخ الكريم أن تكبح جماح غضبك وتحدّ من عصبيتك وتسيطر على أعصابك مهما أمكن وأن تقدم توجيهاتك وإرشاداتك بمزيد من الهدوء والمحبة وعليك أن لا تغضب إلا في حالات الضرورة القصوى وعندما ترى بأن معارضة زوجتك وأولادك لك يترتب عليها معصية الله وارتكاب ذنب من الذنوب، أثبت لزوجتك بشكل عملي بأنك تحب أولادك كما تحبهم هي وأنك مثلها تفكر في مستقبلهم وسعادتهم وأن مسؤولية تربيتهم تقع على عاتقك كما تقع على عاتقها هي.

٣- إن أفضل طريقة هي أن تقوما معاً ومن خلال التفاهم والتنسيق بينكما، بتربية الأولاد ومن أجل الوصول إلى ذلك فإن على كل منكما أن يتعرف وبشكل أفضل على الجوانب العاطفية والمعلومات والأفكار التربوية للآخر. ولتحقيق هذه وتستشيراه في القضايا المتعلقة بتربية الأولاد وعليكما أن تسمعا كلامه وتجعلاه حكماً بينكما، يحكم في القضايا التي هي مورد خلاف بينكما كما أن عليكما مطالعة الكتب التربوية والتشاور فيما بينكما.

٤- يجب على زوجتك أن تعلم بأن عليها القيام بواجباتها تجاه زوجها في نفس الوقت الذي تقوم فيه بواجب الأمومة حيث عليها أن تهتم بك وتلبي حاجاتك وتقوم بحسن التبعل مثلما تهتم بأطفالها وترعاهم وتلبي حاجاتهم، لكي يرضى الله عنها وتستمتع بسعيها وجهدها وحياتها الزوجية. عامل زوجتك يا أخي الكريم برفق ومحبة لكي تكون هي أيضاً مطيعة ورفيقة لك تهتم بك وترعاك. اذكرا الله تعالى واحرصا على طاعته وعبادته لتعيشا معاً حياة ملؤها السعادة والنشاط والتفاهم والوئام. أتمنى لكما التوفيق والنجاح.

_________________________________________

(١) ميزان الحكمة ، ج٧ ص٢٣٤ رقم١٤٧٣١.

(2) غرز الحكم.

(3) بحار الأنوار ج٧٣ ص ٢٦٣ باب١٣٢ ح٥.

(4) المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.