أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-7-2018
1805
التاريخ: 11-9-2016
2472
التاريخ: 28-2-2022
1846
التاريخ: 2023-03-01
1173
|
هل تغلبتم على غيظكم؟
إذا كمن ذئب كاسر وهائج في منزلكم وهجم عليكم، فماذا تفعلون في هذه الحالة؟
الغضب هو بمثابة ذئب هائج يكمن في صدروكم ويهجم عليكم وعلى الآخرين بين الحين والآخر، يصرخ ويزمجر ويكشّر عن أسنانه ويبرز مخالبه، ويسلب الإنسان الخيار والإرادة ويفترس أي إنسان ويأكل من لحمه ودمه. وبعد كل افتراس يزداد قوة واقتداراً وفي نهاية المطاف يستلقي هذا الذئب المفترس في زاوية يستريح ويترككم تعانون من التعب والإرهاق والخجل.
هل يمكنكم أن تنتصروا في هذا الصراع؟ هل بالإمكان قمع هذا الحيوان الهائج وطرحه أرضاً؟ كيف يمكن ذلك؟ عندما يهاجمنا حيوان (الغضب) علينا أن نضع الحبل في عنقه ونضيق الخناق عليه ونضع حداً لزمجرته وصراخه ونبعده عن مسرح الحادث ونمنعه من الافتراس والإيذاء ونبقيه جائعاً.. لعلنا نستطيع من خلال التمارين المتكررة والتجويع المستمر أن نروضه ونكبح جماحه. ولكن هذا العمل يحتاج إلى بطولة وشجاعة. فقد قال رسول لله صلى الله عليه وآله: «الصرعة كل الصرعة، الصرعة كل الصرعة، الصرعة كل الصرعة: الرجل الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه، ويقشعر جلده، فيصرع غضبه»(1).
ويقول أمير المؤمنين عليه السلام: [أشجع الناس من غلب حلمه غضه](2).
لنقرأ معاً هذه الرسالة:
الرسالة:... أخلاقي جيدة إلى حد ما وفى البيت تكون أيضاً أخلاقي حسنة عندما أكون مرتاحاً وتكون أعصابي هادئة. ولكني لا أعرف لماذا أفقد أعصابي لأتفه الأسباب وعندها لا أعود أسيطر على نفسي وتصرفاتي، فأبدأ بالصراخ والشجار وإثارة النزاع في البيت وأظل متوتر الأعصاب ومتضايقاً لعدة أيام حتى أهدأ شيئاً فشيئاً وعند ذلك أندم على تصرفاي واشعر بالخجل من نفسي لأنني أصبحت كالذئب المفترس من شدة الغضب. . .
نأمل أيها الأخ الكريم أن تتمكن من خلال التمرين المستمر وعلى ضوء الإشارات المذكورة من التغلب على حالة الغضب التي تسيطر عليك لتكون بمأمن من عذاب الباري تعالى وسخطه. «قال الحواريون لعيسى بن مريم: يا معلم الخير أعلمنا أي الأشياء أشد؟ فقال أشد الأشياء غضب الله عز وجل، قالوا: فبم يتقى غضب الله؟ قال: بأن لا تغضبوا، قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكبر والتجبر ومحقرة الناس»(3).
وقال رسول لله صلى الله عليه وآله: [من كظم غيظه أمن من عذاب الجبار](4).
إذن يجب عليك كما يجب عليّ وعلى الجميع أن نسعى لكبح جماح الغضب ونسيطر عليه ونطرحه أرضاً ونقف في وجهه منتصرين فائزين ونتخلص من خزي الدنيا والآخرة ونكون في مأمن من غضب الباري تعالى وسخطه.
والآن نتابع ما جاء في بقية الرسالة التي بعث بها هذا الأخ الكريم:
الرسالة:... والآن أتحدث عن طاع زوجتي: فهي امرأة ممتازة من جهة التدبير المنزلي والنظافة والاهتمام بالأطفال والأولاد ولكنها متعلقة بأولادها وتحبهم أكثر من اللازم وهذه المحبة خلقت بعض المشاكل. فكلما أردت أن أتكلم بشيء من أجل تربية الأطفال تغضب وتقول: لا تتدخل في شؤون أطفالي! أنت عصبي المزاج! لا تستطيع.. وإذا اتفق ان قلت للأولاد شيئاً أو كلمتهم بعنف فإنها تحتج عليّ ونتيجة لذلك فإن أطفالي باتوا متحيرين لا يدرون ماذا يفعلون. فهم لا يدرون هل تصرفي معهم صحيح أم تصرف والدتهم؟! وبالتالي فهم يبقون مترددين، هل يعملون بما أقوله لهم أم بما تقوله لهم والدتهم. ولكي لا تتأزم الأمور وتتوتر أجواء البيت فإني أتنازل أمام زوجتي وأحياناً أفقد أعصابي. . .
هذا هو أحد جوانب القضية، أما الجانب الاخر فهو أن زوجتي وبسبب محبتها الزائدة هذه تفضل أولادي عليّ. فمثلاً عندما أمرض وأكون بحاجة للرعاية والاهتمام؟ تهملني وتهتم بالأطفال وتطبخ لهم الطعام... كما أنها لا تهتم بي من جهات كثيرة أخرى... وتؤذيني، فماذا أفعل؟
١- في البداية يجب أن تعلم بأن عاطفة الأمومة عند المرأة هي من أقوى العواطف فهي تكرس كل شيء حتى راحتها وسعادتها ووجودها من أجل أولادها. ولذلك يجب أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار وأن تنبهها إلى أن هذا الاختلاف في أسلوب تربية الأطفال، كثيراً ما يؤدي إلى ظهور حالة من التمرد والعصيان عند أولادها ويكون سبباً في ضياعهم وانحرافهم عن جادة الصواب وعليها أن تكف عن عنادها ومخالفتها إن هي أرادت أن يعيش أولادها في سعادة وهناء.
٢- وعليك أنت أيضاً أيها الأخ الكريم أن تكبح جماح غضبك وتحدّ من عصبيتك وتسيطر على أعصابك مهما أمكن وأن تقدم توجيهاتك وإرشاداتك بمزيد من الهدوء والمحبة وعليك أن لا تغضب إلا في حالات الضرورة القصوى وعندما ترى بأن معارضة زوجتك وأولادك لك يترتب عليها معصية الله وارتكاب ذنب من الذنوب، أثبت لزوجتك بشكل عملي بأنك تحب أولادك كما تحبهم هي وأنك مثلها تفكر في مستقبلهم وسعادتهم وأن مسؤولية تربيتهم تقع على عاتقك كما تقع على عاتقها هي.
٣- إن أفضل طريقة هي أن تقوما معاً ومن خلال التفاهم والتنسيق بينكما، بتربية الأولاد ومن أجل الوصول إلى ذلك فإن على كل منكما أن يتعرف وبشكل أفضل على الجوانب العاطفية والمعلومات والأفكار التربوية للآخر. ولتحقيق هذه وتستشيراه في القضايا المتعلقة بتربية الأولاد وعليكما أن تسمعا كلامه وتجعلاه حكماً بينكما، يحكم في القضايا التي هي مورد خلاف بينكما كما أن عليكما مطالعة الكتب التربوية والتشاور فيما بينكما.
٤- يجب على زوجتك أن تعلم بأن عليها القيام بواجباتها تجاه زوجها في نفس الوقت الذي تقوم فيه بواجب الأمومة حيث عليها أن تهتم بك وتلبي حاجاتك وتقوم بحسن التبعل مثلما تهتم بأطفالها وترعاهم وتلبي حاجاتهم، لكي يرضى الله عنها وتستمتع بسعيها وجهدها وحياتها الزوجية. عامل زوجتك يا أخي الكريم برفق ومحبة لكي تكون هي أيضاً مطيعة ورفيقة لك تهتم بك وترعاك. اذكرا الله تعالى واحرصا على طاعته وعبادته لتعيشا معاً حياة ملؤها السعادة والنشاط والتفاهم والوئام. أتمنى لكما التوفيق والنجاح.
_________________________________________
(١) ميزان الحكمة ، ج٧ ص٢٣٤ رقم١٤٧٣١.
(2) غرز الحكم.
(3) بحار الأنوار ج٧٣ ص ٢٦٣ باب١٣٢ ح٥.
(4) المصدر السابق.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|