أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-1-2023
1229
التاريخ: 7-9-2018
1829
التاريخ: 11-1-2016
2902
التاريخ: 25-4-2018
1717
|
إن حياة الأطفال مليئة بالأخطاء، فهم يخطئون في المشي ويخطئون في الكلام ويخطئون في الأكل، ويخطئون في التصرف، ويخطئون في كل شيء، والسبب لأنهم صغار بعد لم يتعلموا الأشياء والأمور، ولم يبلغوا درجـة النضج والحكمة.
ومن هنا فإذا تصرف أحد الكبار تصرفاً غير سليم يقال عنه أنه طفل!
إذن ليس غريباً حينما يرتكب الأطفال الأخطاء تلو الأخطاء طالما هم أطفال وحتى الكبار، فإن حياتهم لا تخلو من بعض الأخطاء، وحالات الفشل ذلك لأن الإنسان ليس معصوماً من الخطأ والزلل.
والسؤال الآن هو:
كيف يجب أن تتعامل مع أخطاء أطفالك؟
وماذا يجب أن تفعل؟
وماذا يجب أن تقول؟
وقبـل الإجابة على ذلك لا بد أن نعرف أن طـريقـة البعض في تكبيـر الأخطاء، أو التغافل عنها، خاطئة فلا يجوز (عدم توقع الخطأ) كما لا يجوز تكبيره إذا وقع..
والصحيح هو التعامل مع الأخطاء كأمور (محتملة)، وفي نفس الوقت (قابلة للعلاج).
أي لا بد أن تبقي جـذوة الأمل في قلب الـطـفـل ولا تجعله ييأس من إصلاح خطئه.
إن الخطأ الأكبر هو حينما لا يجعل الآباء أخطاء أبنائهم (قابلة للعلاج) حينئذ فإنهم بذلك يجنون أسوء النتائج وأبسطها تمسك الأبناء بالأخطاء وعـدم تركها إلى الأبد.
وهذا ما يجب الانتباه إليه والحذر من عدم الوقوع فيه.
ونعود الى السؤال السابق: كيف نتصرف مع الأخطاء.. فنقول هناك أكثر من طريقة للتعامل معهم وفيما يلي نذكر أهم طريقة وهي:
عدم جرح كبرياء الأبناء إذا ارتكبوا خطأ..
تأكد أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض مستعد أن يستمع الى أي كلام فيه جرح لكبريائه.. حتى ولو كان فعلا مخطئاً، أو مقصراً، ذلك أن نفس الإنسان عزيزة عليه ولا يقبل أن يخدشها أحد.
وقد تسأل: إذن ماذا نفعل مع المخطئ؟ هل نشجعه على أخطائه؟
الجواب: باستطاعتك أن تدفعه الى الاعتراف بخطئه، بدل أن تدفعه - عبر أشعاره بالخطأ ـ الى الإصرار عليه..
فمثلاً: لو أنك قلت لمن أبدى رأياً خاطئاً:
(لكلامك مبرراته، ولكن هنالك رأي آخر..).
في مثل هذه الصورة، لن يرفض كلامك بسرعة، بل سيفكر فيه.
بينما لو بدأت كلامك معه بقولك: أنت مخطئ والرأي الصحيح هو كذا.
فإنه سوف يصر على رأيه، انتقاماً لكبريائه، وسيقول لك. هو الآخر - لا.. أنت مخطئ، والرأي الصحيح هو ما ذهبت اليه!
فكما إنك وجهت له الكلام، دون مراعاة لمشاعره فإنه سيواجهك بالمثل، ولن تجني إلا ما زرعت.
والمثل التالي من أروع صور التعامل مع الأخطاء بصورة غير مباشرة:
(ذات يوم، رأى الحسنان ـ الإمام الحسن والحسين (عليهما السلام)، رجلاً كبيراً في السن يتوضأ بطريقة خاطئة، وكانا صغيرين في السن.
فجاءا إليه قائلين:
ـ يا عم هل لك أن ترينا أياً منا وضوؤه الأصح؟
وبدءا يتوضآن، حتى أتما الوضوء وبمجرد أن انتهيا قال لهما العجوز:
ـ بارك الله فيكما.. وضوؤكما هو الصحيح، ووضوئي هو الخطأ).
وبهذه الطريقة المهذبة نبها الرجل العجوز الى خطئه في وضوئه، دون أن يقولا له أن وضوءك خاطئ.
ولربما لو اتبعا الطريقة المباشرة لأصر حينها الرجل على صحة وضوئه وخطئهما.
كان أحد مدراء مصانع الصلب التي يشرف عليها، فوقع بصره على بعض العمال وهم يـدخـنـون، وفوق رؤوسهم مباشرة لافتـة تحمـل هـذه العبارة.. (التدخين ممنوع)!.. فهل أشار الى اللافتة وعنف عماله قائلاً!
(أولاً تحسنون القراءة؟) كلا! ليس ثواب من يفعـل هـذا! بـل سـار الى الرجال وناول كلاً منهم سيجـاراً فاخـراً وقال: (سأقدر لكم صنيعكم، أيها الرفاق، لو دخنتم هذا السيجار في الردهة الخارجية!)، وقد عرفوا لساعتهم ما يرمي إليه، فأكبروا فيه امتناعه عن لومهم ـ واللوم من حقه! ـ فهل تملك إلا أن تحب مثل هذا الرجل؟!
وكان أحد أصحاب المتاجر يستخدم هذا الأسلوب نفسه في معاملة عماله. فقد اعتاد أن يقوم بجولة في متجره كل يوم وفي ذات يوم رأى أحد الزبائن ينتظر صابراً دون أن يعيره أحد العمال الفاتاً فأين كان الباعة؟ كـانوا في طرف ناء من المتجر يسمرون ويتندرون!
ولم يفه بكلمة، بل تسلل في هدوء الى ما وراء الحاجـز ـ حيث يقف الباعة ـ ولبى طلب الزبون بنفسه، ثم سلم (البضاعـة) لأحـد عـمـالـه کي يلفها، وانصرف لحاله.
وكان أحد الخطباء قد كتب خطبة لإلقائهـا بمناسبة معينة وكـان يتحرق شوقاً لأن تأتي خطبته أروع ما تكون. ومن ثم كتبها مرة ومرة وأودعهـا كل ما في وسعه من زينة وزخرفة. ثم قرأها على زوجته ولكنها ـ أي الخطبة ـ كانت ككـل الخطب المكتوبة، ضعيفة، ظاهرة العيوب، ولو أن زوجتـه كـانت سقيمة الذوق لقالت له لفورها: (ما هذا أنها فظيعة، إنك ستدفع الناس الى النوم! كان ينبغي أن تكون خيراً من هذا، بعد الوقت الطويل الذي قضيته في ممارسة الخطابة فبحق السماء لماذا لا تتكلم كإنسان؟ لماذا لا تكون على السجية؟ إنك تسيء الى نفسك أبلغ إساءة إذا تلوت هذه الخطبة!).
هذا ما كانت تقوله، ولو أنها قالته فأنت تعرف ماذا كان يحدث وكـانت هي تعرف كذلك! لهـذا لـم تقـل سـوى أنهـا تلاحظ أنهـا تصلح كمقـال للمجلة.. أي أنها امتدحت الخطبة وألمحت ـ في الوقت نفسه من طرف خفي، أي أنها لا تصلح كخطبة، وأدرك الخطيب وجهة نظرها فمزق الخطبة التي ضمنها عصارة ذهنه، وارتجل خطبته فجاءت آية في البلاغة والروعة!
وهكذا فنحن نقبل الاعتراف بأخطائنا، إذا اشير إليها من طرف خفي، بينما لو وجـدنا من يريد أن يخطئنا مباشرة، ويأخذ منا الاعتراف بذلك، سنمتنع ونحاول الوقوف في وجهه ونبحث عن تبريرات لمعتقداتنـا وآرائنا.
فكيف إذن نجوز لأنفسنا أن نخطأ الناس، ونخدش مشاعرهم؟
وقد تتساءل: ترى كيف نقوم بإصلاح الأولاد، من دون أن نخطئهم في مواقفهم؟
والجواب: أن الإصلاح لا يمكن إلا في أجواء الاحترام المتبادل وهذا ما علمنا القرآن الكريم، حيث قال في حوار له مع الكفار:
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[سبأ: 24].
وبهذه الطريقة لم يجعل الآخرين في موقع الدفاع، حيث لم يصرح بكفرهم وضلالهم وإنما قال (وأنا، أو إياكم).
فلو أنك لإصلاح شخص ما ذكرت حسنة من حسناته، ثم وضحت له أخطاءه، لما رفض كلامك.
فإذا أردت أن تؤثر في أطفالك وتصلح أخطاءهم اتبع القاعدة التالية: (ألفت الأنظار الى الأخطاء من طرف خفي).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|