أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-2-2018
713
التاريخ: 1-08-2015
768
التاريخ: 1-08-2015
702
التاريخ: 9-08-2015
771
|
قال أمين الدين الطبرسي رحمه اللّه في تفسيره عند قوله تعالى : {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: 83]. أي يدفعون وقيل يحبس أولهم على آخرهم ، و استدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية بأن قال إن دخول مِنْ في الكلام يوجب التبعيض، فدل ذلك على أن اليوم المشار إليه يحشر فيه قوم دون قوم ، وليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه : {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [الكهف: 47].
وقد تظاهرت الأخبار
عن أئمة الهدى من آل محمد بأن اللّه سيعيد عند قيام القائم قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا
بثواب نصرته ومعونته ويبتهجوا بظهور دولته، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم
و ينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل على أيدي شيعته، و ليبتلوا بالذل والخزي
بما يشاهدون من علو كلمته و لا يمتري عاقل ان هذا مقدور للّه تعالى غير مستحيل في
نفسه. وقد فعل اللّه ذلك في الأمم الخالية ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير
وغيره على ما فسرناه في موضعه، وصح عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قوله:
سيكون في أمتي كلما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، حتى لو ان
أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه، على ان جماعة من العلماء تأولوا ما ورد من الأخبار في الرجعة
على رجوع الدولة والأمر و النهي دون رجوع الأشخاص لما ظنوا ان الرجعة تنافي التكليف،
وليس كذلك لأنه ليس فيها ما يلجئ إلى فعل الواجب والامتناع من القبيح، والتكليف يصح
معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة و الآيات القاهرة، كفلق البحر وقلب العصا ثعبانا
وما أشبه ذلك، ولأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق التأويل عليها
، و إنما المعول في ذلك على إجماع الشيعة الإمامية وإن كانت الأخبار تعضده و تؤيده (1) .
وقال رئيس المحدثين
الصدوق رحمه اللّه في عقائد الإمامية: اعتقادنا في الرجعة انها حق و قد قال اللّه عز و جل : { أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ
اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ } [البقرة: 243] .
كان هؤلاء سبعين ألف
بيت، وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة فيخرج الأغنياء لقوتهم و يبقى الفقراء لضعفهم ،
فيقل الطاعون في الذين يخرجون ويكثر في الذين يقيمون، فيقول الذين يقيمون لو خرجنا
لما أصابنا الطاعون، ويقول الذين خرجوا لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم، فأجمعوا على
ان يخرجوا جميعا من ديارهم إذا كان وقت الطاعون، فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شط بحر
فلما وضعوا رحالهم ناداهم اللّه موتوا فماتوا جميعا، فكنستهم المارة عن الطريق فبقوا
بذلك ما شاء اللّه تعالى، ثم مرّ بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له أرميا فقال
لو شئت يا رب لأحييتهم فيعمروا بلادك يلدوا عبادك و يعبدوك مع من يعبدك، فأوحى اللّه
تعالى إليه أفتحب أن أحييهم لك، قال فأحياهم اللّه وبعثهم معه فهؤلاء ماتوا و رجعوا
إلى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم، وقال اللّه عزو جل : {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ
وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا
فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ
يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ
وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ
وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا
تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:
259].
فهذا مات مائة سنة
و رجع إلى الدنيا و بقي فيها ثم مات بأجله وهو عزير. وقال اللّه تعالى في قصة المختارين
من قوم موسى لميقات ربه : {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
[البقرة: 56] ذلك لمّا سمعوا كلام
اللّه قالوا لا نصدق حتى نرى اللّه جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا، فقال موسى
ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم فأحياهم اللّه فرجعوا إلى الدنيا فأكلوا و شربوا
و نكحوا النساء و ولد لهم الأولاد ثم ماتوا بآجالهم. وقال اللّه عز وجل لعيسى:
{وَإِذْ تُخْرِجُ
الْمَوْتَى بِإِذْنِي } [المائدة: 110] وجميع الموتى الذين أحياهم عيسى بإذن اللّه
تعالى رجعوا إلى الدنيا و بقوا فيها ثم ماتوا بآجالهم.
وأصحاب الكهف لبثوا
في كهفهم ثلاثمائة سنين و ازدادوا تسعا ثم
بعثهم اللّه فرجعوا إلى الدنيا ليسألوا بينهم،و قصتهم معروفة فإن قال قائل ان اللّه عز و جل قال: {وَتَحْسَبُهُمْ
أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ } [الكهف: 18] قيل له فإنهم كانوا موتى و قد قال اللّه عز
و جل { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ
وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52] .
وإن قالوا كذلك فإنهم
كانوا موتى ومثل هذا كثير والرجعة كانت في الأمم السالفة وقال النبي صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم يكون في هذه الأمة مثل ما يكون في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل و
القذة بالقذة، فيجب على هذا الأصل ان يكون في هذه الأمة رجعة.
وقد نقل مخالفونا
انه إذا خرج المهدي نزل عيسى ابن مريم عليه السّلام فصلى خلفه، ونزوله إلى الأرض رجوعه
إلى الدنيا بعد موته لأن اللّه تعالى قال: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}
[آل عمران: 55] وقال عز و جل : {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ
أَحَدًا} [الكهف: 47] ، {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ
يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا } [النمل: 83] فاليوم الذي يحشر فيه الجميع غير اليوم الذي يحشر
فيه فوج، قال اللّه عز وجل: { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ
اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ} [النحل: 38] . يعني في الرجعة ، وذلك انه يقول : {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ
الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} [النحل: 39] والتبيين يكون في الدنيا لا في الآخرة..
__________________
(1) تفسير مجمع البيان
للطبرسي ج 7 ص 406 طبعة الأعلمي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|