المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الإسماعيليّة النزاريّة
26-05-2015
خطط الاستراتيجية الذرية
21-5-2022
ديفنباخيا Dieffenbachia picta
14-2-2016
نظرية العلاقات الانسانية لالتون مایو
26-5-2021
مفهوم نزاع العمل الجماعي.
22-2-2017
مزارع بني النضير تقسّم بين المهاجرين فقط
28-5-2017


مواجهة الغلاة وابطال آرائهم المخلة  
  
4138   04:44 مساءً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص535-538
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / التراث الهاديّ الشريف /

من الفرق الباطلة والمنحرفة التي كان لها نشاط كبير في عصر الإمام الهادي (عليه السلام) هي فرقة الغلاة التي كانت تتبنّى أفكاراً منحرفة وعقائد باطلة وواهية وتدّعي التشيع فقد غلوا في الإمام حتى ألّهوه وكانوا يدّعون في بعض الأحيان انّهم قد نصبوا من قبله وهكذا راحوا يتسبّبون في تشويه الشيعة لدى الفرق الأُخرى وقد تبرّأ الإمام الهادي من هذه الفرقة وخاصمهم وحاول من خلال طردهم أن يبعد وصمة العار التي كانت تلحق التشيع بهم وقد يمكن القول بأنّ السبب في ظهور عقيدتهم بألوهية الإمام والعقائد الأُخرى المنحرفة هو الأُمور التالية:

أ: معجزاته وعلمه الغيبي والأُمور الأُخرى الغير العادية التي شوهدت من الإمام ممّا لم يستطع هؤلاء تفسيرها بشكل صحيح وناضج فجعلوها ذريعة للخرافات والبدع وكلّ ما هو لا إسلامي .

ب: أرادت هذه الفرقة الباطلة أن تدوس على جميع الحدود الإسلامية وقوانين الدين ليتصرّفوا حسب رغباتهم وأهوائهم ولذلك حلّلوا جميع المحرمات .

ج: كانوا يطمعون فيما كان بأيدي الناس من الأموال وأرادوا أن يحصلوا على الأموال التي كان الشيعة يدفعونها لأئمتهم .

وعلى أي حال كان الغلاة فرقة خطيرة مضلّة تقودها الشخصيات التالية:

1. علي بن حسكة القمي.

2. قاسم اليقطيني.

3. الحسن بن محمد بن بابا القمي.

4. محمد بن نصير الفهري.

5. فارس بن حاتم.

وعلى سبيل المثال كان علي بن حسكة يعتقد:

أ: أنّ الإمام الهادي (عليه السلام) هو اللّه والخالق لهذا العالم.

ب: انّ ابن حسكة نبي مبعوث من قبل الإمام الهادي لهداية الناس.

ج: الفرائض الإسلامية مثل الزكاة والحج والصوم و... غير واجبة.

وكان محمد بن نصير الفهري يقول:

أ: انّ الإمام الهادي (عليه السلام) هو ربّ هذا العالم وخالقه .

ب: يجوز الزواج بالمحارم مثل الأُمّ والأُخت والبنت .

ج: اللواط مباح وهو أحد الطرق لإشباع الرغبات والشهوة ولم يحرمه اللّه .

د: انّ أرواح الأموات تحل في أبدان المواليد التناسخ .

وفي رسالة يجيب خلالها على أسئلة حول هذا الموضوع يقول الإمام لشيعته: إنّ هذه الفرقة ضالّة ومنحرفة وكافرة ويوصيهم بالابتعاد عنها ففي جواب كتبه ردّاً على سؤال أحد الشيعة حول ابن حسكة وآرائه الباطلة يقول الإمام: كذب ابن حسكة عليه لعنة اللّه وبحسبك انّي لا أعرفه في موالي ماله لعنه اللّه فواللّه ما بعث اللّه محمداً والأنبياء قبله إلاّبالحنيفية والصلاة والزكاة والصيام والحجّو الولاية وما دعا محمد (صلَّى الله عليه وآله) إلاّ إلى اللّه وحده لا شريك له وكذلك نحن الأوصياء من ولده عبيد اللّه لا نشرك به شيئاً إن أطعناه رحمنا وإن عصيناه عذبنا مالنا على اللّه من حجة بل الحجّة للّه عزّ وجل علينا وعلى جميع خلقه أبرأ إلى اللّه ممن يقول ذلك وانتفي إلى اللّه من هذا القول فاهجروهم لعنهم اللّه والجؤوهم إلى ضيق الطريق فإن وجدت من أحد منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخر ؛ وخلال رسالة كتبها إلى العبيدي يتبرّأ الإمام من الفهري وابن بابا القمي أيضاً ويقول: أبرأ إلى اللّه من الفهري والحسن بن محمد بن بابا القمي فابرأ منهما فإنّي محذّرك وجميع موالي وانّي ألعنهما (عليهما لعنة اللّه) مستأكلين يأكلان بنا الناس فتّانين آذاهما اللّه وأركسهما في الفتنة ركساً يزعم ابن بابا انّي بعثته نبياً وانّه باب عليه لعنة اللّه سخر منه الشيطان فأغواه يا محمد إن قدرت أن تشدخ رأسه بالحجر فافعل فانّه قد آذاني آذاه اللّه في الدنيا والآخرة .

وكان فارس بن حاتم الذي قلنا إنّه من رؤوس الغلاة قد كذب ولعن من قبل الإمام وفي اختلافه ونزاعه مع علي بن جعفر دافع الإمام عن علي وأيّده و قد بلغت انحرافات فارس وبدعه وتضليلاته حدّاً جعل الإمام يصدر أمراً بقتله ويضمن لقاتله الجنة وكتب (عليه السلام) : هذا فارس لعنه اللّه يعمل من قبلي فتّاناً داعياً إلى البدعة ودمه هدر لكلّ من قتله فمن هذا الذي يريحيني منه ويقتله وأنا ضامن له على اللّه الجنة .

ونفذ أحد أصحاب الإمام باسم الجنيد حكم الإعدام به وأراح المجتمع الإسلامي بقتله .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.