المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

البحار في كلام الصادق عليه السلام
8-5-2016
مبدأ استقلال القضاء
30-7-2022
سكان أوربا
2024-09-05
إستقرار النواة
27-11-2015
تصنيف البلورات السائلة
2024-03-16
السيد المير صالح ابن المير عبد الرحيم العطار
26-11-2017


مواعظ الامام الهادي (عليه السلام)  
  
4094   03:58 مساءً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص491-494
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / التراث الهاديّ الشريف /

 

قال (عليه السلام) : المقادير تريك ما لا يخطر ببالك‏ .

قال (عليه السلام) : الحكمة لا تنجع في الطباع الفاسدة .

يقول المؤلف: ولذا قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا تعلّقوا الجواهر في أعناق الخنازير .

وقد قام عيسى بن مريم (عليه السلام) خطيبا في بني اسرائيل، فقال: يا بني اسرائيل لا تحدّثوا الجهّال بالحكمة فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم‏ ؛ ولقد أجاد من قال: انّه لكلّ تربة غرسا، ولكلّ بناء أسّا، وما كلّ رأس يستحقّ التيجان، ولا كلّ طبيعة تستحقّ إفادة البيان.

قال العالم (عليه السلام) : لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب فإن كان لا بدّ فاقتصر معه على مقدار يبلغه فهمه ويسعه ذهنه فقد قيل: كما انّ لبّ الثمار معدّ للأنام فالتبن متاح للانعام، فلبّ الحكمة معدّ لذوي الألباب وقشورها مجعولة للأغنام‏ .

قال (عليه السلام) : إذا كان زمان، العدل فيه أغلب من الجور فحرام أن يظنّ بأحد سوءا حتى يعلم ذلك منه، وإذا كان زمان الجور أغلب فيه من العدل فليس لأحد أن يظنّ بأحد خيرا ما

لم يعلم ذلك منه‏ .

يقول المؤلف: رأيت من المناسب أن أذكر هذا الخبر هنا، وهوكما روي عن حمران انّه سأل أبا جعفر (عليه السلام) فقال: جعلني اللّه فداك لو حدّثتنا متى يكون هذا الأمر فسررنا به؟

فقال يا حمران: انّ لك أصدقاء واخوانا ومعارف انّ رجلا كان فيما مضى من العلماء وكان له ابن لم يكن يرغب في علم أبيه ولا يسأله عن شي‏ء وكان له جار يأتيه ويسأله ويأخذ عنه، فحضر الرجل الموت فدعا ابنه فقال: يا بنيّ انّك قد كنت تزهد فيما عندي وتقلّ رغبتك فيه ولم تكن تسألني عن شي‏ء ولي جار قد كان يأتيني ويسألني ويأخذ منّي ويحفظ عنّي فان احتجت إلى شي‏ء فأته، وعرّفه جاره فهلك الرجل وبقي ابنه، فرأى ملك ذلك الزمان رؤيا فسأل عن الرّجل، فقيل له: قد هلك .

فقال الملك: هل ترك ولدا؟ فقيل له: نعم ترك ابنا، فقال: ايتوني به، فبعث إليه ليأتي الملك، فقال الغلام: واللّه ما أدري لما يدعوني الملك وما عندي علم ولئن سألني عن شي‏ء لأفتضحنّ، فذكر ما كان أوصاه أبوه به فأتى الرجل الذي كان يأخذ العلم من أبيه، فقال له: إنّ الملك قد بعث إليّ يسألني ولست أدري فيم بعث إليّ وقد كان أبي أمرني أن آتيك إن احتجت إلى شي‏ء .

فقال الرجل: ولكنّي أدري فيما بعث إليك فان أخبرتك فما أخرج اللّه لك من شي‏ء فهوبيني وبينك، فقال: نعم، فاستحلفه واستوثق منه أن يفي‏ء له، فأوثق له الغلام؛ فقال: انّه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أيّ زمان هذا؟ فقل له: هذا زمان الذئب، فأتاه الغلام فقال له الملك: هل تدري لم أرسلت إليك؟ فقال: أرسلت إليّ تريد أن تسألني عن رؤيا رأيتها أيّ زمان هذا، فقال له الملك: صدقت، فأخبرني أيّ زمان هذا؟ فقال له: زمان الذئب، فأمر له بجائزة فقبضها الغلام وانصرف إلى منزله وأبى أن يفي‏ء لصاحبه وقال: لعلّي لا أنفد هذا المال ولا آكله‏ حتّى أهلك ولعلّي لا أحتاج ولا اسأل عن مثل هذا الذي سئلت عنه فمكث ما شاء اللّه ثم ان الملك رأى رؤيا فبعث إليه يدعوه فندم على ما صنع وقال: واللّه ما عندي علم آتيه به وما أدري كيف أصنع بصاحبي وقد غدرت به ولم أف له، ثمّ قال: لآتينّه على كلّ حال و لاعتذرن إليه و لأحلفنّ له فلعلّه يخبرني، فأتاه فقال له: انّي قد صنعت الذي صنعت ولم أف لك بما كان بيني وبينك وتفرّق ما كان في يدي وقد احتجت إليك فأنشدك اللّه أن لا تخذلني وأنا أوثق لك أن لا يخرج لي شي‏ء الّا كان بيني وبينك، وقد بعث إليّ الملك ولست أدري عمّا يسألني .

فقال: انّه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أيّ زمان هذا، فقل له: إنّ هذا زمان الكبش، فأتى الملك فدخل عليه، فقال: لما  بعثت إليك؟ فقال: انّك رأيت رؤيا وانك تريد ان تسألني اي زمان هذا، فقال له: صدقت فأخبرني أي زمان هذا؟ فقال: هذا زمان الكبش فأمر له بصلة، فقبضها وانصرف إلى منزله وتدبّر في رأيه في أن يفي‏ء لصاحبه أولا يفي‏ء له، فهمّ مرّة أن يفعل ومرّة أن لا يفعل ثم قال: لعلّي أن لا أحتاج إليه بعد هذه المرّة أبدا وأجمع رأيه على الغدر وترك الوفاء فمكث ما شاء اللّه ثمّ انّ الملك رأى رؤيا فبعث إليه، فندم على ما صنع فيما بينه وبين صاحبه وقال: بعد غدر مرّتين كيف أصنع وليس عندي علم، ثمّ أجمع رأيه على اتيان الرجل، فأتاه فناشده اللّه تبارك وتعالى وسأله أن يعلّمه وأخبره انّ هذه المرّة يفي‏ء منه وأوثق له وقال:

لا تدعني على هذه الحال فانّي لا أعود إلى الغدر وسأفي لك، فاستوثق منه، فقال: انّه يدعوك يسألك عن رؤيا رآها اي زمان هذا، فاذا سألك فاخبره انّه زمان الميزان، قال: فأتى الملك فدخل عليه، فقال له: لم بعثت إليك؟ فقال: انّك رأيت رؤيا وتريد ان تسألني أي زمان هذا، فقال: صدقت فأخبرني أي زمان هذا؟

فقال: هذا زمان الميزان، فأمر له بصلة فقبضها وانطلق بها إلى الرجل، فوضعها بين يديه‏  وقال: قد جئتك بما خرج لي فقاسمنيه، فقال له العالم: انّ الزمان الاوّل كان زمان الذئب وانّك كنت من الذئاب، وانّ الزمان الثاني كان زمان الكبش يهمّ ولا يفعل وكذلك كنت أنت تهمّ ولا تفي‏ء، وكان هذا زمان الميزان وكنت فيه على الوفاء، فاقبض مالك لا حاجة لي فيه وردّه عليه‏.

قال العلامة المجلسي (رحمه اللّه) : لعلّ غاية الامام (عليه السلام) عن نقل هذه الحكاية الاشارة إلى انّ أحوال كل زمان تشابه الآخر، فكيف يعتمد الامام على عهود الناس ويخرج على المخالفين مع ما ترى من غدر ومكر الاصدقاء والاحباء بك، فانهم لا محالة لا يفون بعهودهم ولو علم اللّه انّهم يوفون لأمر الامام ان يخرج، أصلح اللّه أهل زماننا ورزقنا هذه العطية بمحمد وآله الطاهرين .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.