الهجرة إلى المدينة

تتوقف قوة جذب المدينة للمهاجرين إليها بناء على حجمها وديناميكيتها. وربما تعتبر الديناميكية أهم من الحجم في جذب السكان إليها من ذلك النطاق الواقع حولها، والذي يبدأ مع انتهاء حدود المدينة الحضرية.

ويلاحظ أن المقارنة بين مدينتي لوس انجيلوس وشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من تساويهما في الحجم، إلا أن نسبة نمو السكان في المدينة الأولى تبلغ ضعف مثيلتها في المدينة الثانية، وما من شك في أن توفر وسائط النقل بسهولة إلى المدينة – بوجه عام – يجعل له قيمة عند تفسير هجرة الريفيين بأعداد كبيرة لمدينة دون غيرها. كما أن صعوبة هذا المعيار - لسبب أو لآخر-تعد عقبة أمام سيل الهجرة المتدفق من الريف إلى المدينة. إن وجود مدينة واحدة كبرى مزدهرة في منطقة ما يؤدي بالضرورة إلى امتداد إقليمها الوظيفي في كل ناحية فيها، بل ما وراءها في أحيان كثيرة، مثل مدينة البحيرة المالحة الكبرى بالولايات المتحدة. أما إذا تعددت المدن في المنطقة، وتساوت أقدارها، فإن كلا منها يمد نفوذه على الأرض الفاصلة بينها، وهنا يحدث التجاذب والتداخل كشمال شرق الولايات المتحدة في المجمعة المدنية العظمى.