أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
10064
التاريخ: 10-1-2019
2177
التاريخ: 9-7-2019
5501
التاريخ: 1-07-2015
1783
|
قال : ( فالمحسوسات إمّا انفعاليّات أو انفعالات ).
أقول : الكيفيّات المحسوسة إن كانت راسخة
عسرة الزوال ـ كحلاوة العسل ـ سمّيت انفعاليّات ؛ لانفعال الحواسّ عنها ، ولكونها
تابعة للمزاج الحاصل من انفعال العناصر. وإن كانت غير راسخة بل سريعة الزوال ـ
كحمرة الخجل ـ سمّيت انفعالات ، وهي وإن لم تكن في أنفسها انفعالات لكنّها لقصر
مدّتها وسرعة زوالها كأنّها تنفعل ، فسمّيت بها تمييزا لها عن الكيفيّات الراسخة.
قال : ( وهي مغايرة للأشكال ؛ لاختلافها في
الحمل ).
أقول : ذهب قوم (1) من القدماء إلى أنّ هذه
الكيفيّات نفس الأشكال ؛ قالوا : الأجسام تنتهي في التحليل إلى أجزاء صغار تقبل
القسمة الوهميّة لا الانفكاكيّة الفعليّة.
وتلك الأجزاء مختلفة في الأشكال ، فالتي
يحيط بها أربعة مثلّثات تكون مفرّقة لاتّصال العضو ، فيحسّ منها بالحرارة ، والتي
يحيط بها ستّة مربّعات تكون غليظة غير نافذة ، فيحسّ منها بالبرودة.
والذي يقطع العضو إلى أجزاء صغار ويكون
شديد النفوذ فيه هو المحرق الحرّيف (2) ، والجزء الملاقي لذلك التقطيع هو الحلو ،
والجزء الذي ينفصل منه شعاع مفرّق للبصر هو الأبيض ، والذي ينفصل منه شعاع جامع
وقابض للبصر هو الأسود ، ويحصل من اختلاطهما باقي أنواع الألوان (3).
والمحقّقون أبطلوا هذه المقالة بأنّ
الأشكال والألوان مختلفة في المحمولات ، فيحمل على أحدهما بالإيجاب ما يحمل على
الآخر بالسلب ، فيلزم تغايرهما بالضرورة (4).
وبيانه : أنّ الأشكال ملموسة وغير متضادّة
، والألوان متضادّة غير ملموسة.
وأيضا الأشكال مبصرة والحرارة والبرودة
ليستا كذلك.
قال : ( والمزاج لعمومها ).
أقول : ذهب آخرون من الأوائل إلى أنّ
الكيفيّات هي الأمزجة (5).
وهو خطأ ؛ لأنّ المزاج كيفيّة متوسّطة بين
الحارّ والبارد يحصل من تفاعلهما ، والحرارة والبرودة من الكيفيّات الملموسة ،
فيكون المزاج منها ، فالمزاج لا يحصل بدون الكيفيّة المحسوسة ، والكيفيّة المحسوسة
قد تحصل بدون المزاج كما في البسائط ، فتكون أعمّ والعامّ يغاير الخاصّ.
وأيضا المزاج تابع ، والتابع مغاير
للمتبوع.
__________________
(1) كما حكي عن أصحاب ذيمقراطيس. ( منه ; ).
(2) الحرّيف : كلّ
طعام يحرق فم آكله بحرارة مذاقه. كذا في « لسان العرب » 3 : 130 ـ 131 ، « حرف ».
(3) انظر : « الشفاء » 2 : 53 ـ 54 ، كتاب النفس
؛ « المباحث المشرقيّة » 1 : 377 وما بعدها ؛ « نهاية المرام في علم الكلام » 1 :
471 ـ 472 ؛ « شرح تجريد العقائد » : 227.
(4) « الشفاء » 2 : 54 ـ 55 ، كتاب النفس ؛ « المباحث
المشرقيّة » 1 : 379 ؛ « نهاية المرام في علم الكلام » 1 : 472 ـ 473 ؛ « شرح تجريد
العقائد » : 227 ـ 228.
(5) انظر : « الشفاء » 2 : 253 ـ 254 ؛ « المباحث
المشرقيّة » 1 : 380 ؛ « نهاية المرام» في علم الكلام » 1 : 473 ؛ « شرح تجريد العقائد
» : 328.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|