أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2018
1463
التاريخ: 8-7-2019
1629
التاريخ: 12-1-2017
1639
التاريخ: 13-2-2018
1503
|
ان البعض يتصور ان البحث حول الإمامة يؤدي إلى تفكيك المجتمع الإسلامي، وبتعبير آخر ان هذا البحث هو في خط مقابل لبحوث الوحدة الاسلامية. وهذا الاعتقاد خاطئ وذلك لأننا عندما ننظر إلى الوحدة الاسلامية يجب ان نحلل هذا المصطلح طبقا للمعايير الفقهية التي أسسها الفقه الإمامي لا أن نعبر تعبيرا عصرياً فننظر إليه بمنظار ما يسمى بالثقافة الإسلامية ونحيطه بطائفة الشعارات التي لا تمس الشريعة بصلة.
فمن وجهة نظر
فقهية وبقراءة سريعة لما حبرته يراع الفقهاء السابقون رضوان الله عليهم نرى انهم
ينصّون على ان من تشهد الشهادتين فقد دخل في الإسلام وتصبح له حرمة يجب الحفاظ عليها
ومراعاتها ولا يجوز ان تهتك ، وهذه الحرمة تشمل جميع جوانب الحياة اليومية من اجتماعية
واقتصادية وسياسية وجنائية، فلا يجوز تحميله عبئاً اقتصاديا غير ما فرضه الله على
كافة المسلمين ولا يجوز معاقبته على جناية ارتكبها بعقوبة اكثر مما فرضه الله على
الجميع، لمجرد عدم دخوله في المذهب الحق. وهكذا فإنا نرى ان الفقهاء قد عملوا
وأفتوا عملا بما تستلزمه وحدة المسلمين وبقاؤهم كالبنيان المرصوص.
اما الآية الكريمة
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا } [آل عمران: 103].
فإنها تخاطب
المسلمين بشكل عام وهم من تشهد بالشهادتين وتوجه لهم خطابان: احدهما وجوب
الاعتصام، والآخر: عدم التفرقة، وهذا قد يكون أمرا جديدا غير الاعتصام، وقد يكون
تأكيدا له. فالآية تدل على نكتة مهمة يجب على المسلمين التنبه اليها وهي ان مجرد
الشهادتين واشتراك الجميع في اداء العبادات الضرورية ـ التي يعترف بها الجميع ـ
هذه كلها غير عاصمة للمجتمع الإسلامي، وان هذه الثوابت غير كافية في احتفاظ
المجتمع لبنائه الواحد وانها معرضة للفشل لذلك تعرض الآية إلى وجوب ان يتمسك
المسلمون بأمر آخر يكون عاصماً للمسلمين من الضلال والغواية وهو التمسك بحبل الله،
وفي هذا من الاستعارة التمثيلية ما لا يخفى فإن الحبل الذي يستخدم للنجاة طرف منه
يكون بيد المنجي والاخر يكون بيد المعرّض للهلاك، واضافة الحبل إلى الله دليل على
وجوب دوام الاتصال بين السماء والأرض إلى يوم القيامة، وان الباري تعالى هو الذي
يجعل هذا الحبل.
وهذا الحبل هو
القرآن الكريم والسنة المتمثلة بآل البيت (عليهم السلام) كما ورد في كثير من
الروايات كحديث الثقلين. فإما ان يقال انهما حبلان كما في بعض الروايات وإنه حبل
واحد وهو القرآن الكريم والحافظ والمبيّن للقران هم أهل البيت (عليهم السلام) .
وأخيرا سوف نشير(1)
إلى كيفية دلالة الروايات الكثيرة المتفق عليها بين الفريقين على عدم قبول الأعمال
وبطلان العبادة بدون ولاية الائمة: وان الولاية هي اساس لقبول الأعمال وهذا هو نفس
مفاد الآية (2) انه من دون تمسك بالحبل فلا عصمة من الضلال وكذا هو مقتضى آية كفر
إبليس بإبائه الطاعة لآدم، ومقتضى آية إكمال الدين وإتمام النعمة بما أنزل ذلك
اليوم من فريضة الولاية.
_______________
(1) الاشارة في
الفصول القادمة من الكتاب.
(2) الوسائل 1:
باب 29 / أبواب مقدمة العبادات.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|