أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2018
1738
التاريخ: 14-1-2016
2144
التاريخ: 23-12-2018
2214
التاريخ: 13-1-2016
1952
|
الكذب والخداع هما آفة الحياة الزوجية والدودة التي تنخر شجرة الحياة اليانعة وتجعل الحياة هشة فارغة تفتقر إلى الثقة المتبادلة، والشجرة المنخورة المتآكلة سرعان ما تتكسر وتسقط على الأرض وتجف بمجرد أن تواجه ريحاً عاصفة. إذن فالكذب والنفاق يدمران ويزعزعان أسس الحياة المشتركة ولهذا يجب تجنبهما في جميع شؤون الحياة ولا سيما في الحياة العائلية والزوجية وفي الفترة التي تسبق الزواج وعندما يتردد أهل الشاب على أهل الفتاة لغرض الخطوبة وإعداد مقدمات الزواج. وهنا يجب أن نتجنب الكذب والخداع أي أن نظهر أنفسنا على خلاف حقيقتنا، لأن الاحتيال والخداع في الحياة الزوجية لن يبقى طي الكتمان ومخفياً لفترة طويلة بل إن هذا الكذب سرعان ما ينكشف ويفتضح أمره وعندها يصاب الطرف المخدوع بالفتور والبرود ويفقد محبته للطرف الآخر بل ويشعر بالكراهية تجاهه ويعتبر بالتالي نفسه متضررا والطرف الآخر (الذي كذب عليه وخدعه) شخصاً حقيراً ورذيلاً ويبدأ بالابتعاد عنه والتهرب منه. حقاً من يستطيع العيش بمحبة وصفاء وهناء مع زوجة أو عائلة استخدمت معه أسلوب الكذب والخداع؟! يجب على الزوج والزوجة منذ بداية حياتهما الزوجية أن يقيما أساس حياتهما المشتركة على مبدأ الصدق والصراحة لأن... «الصدق والصراحة هما أساس جميع الخيرات والحسنات وإن الذي ينتهج سبيل الصدق يحظى بجميع أزهار الجنة العطرة» وذلك استنادا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وآله. فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما عمل الجنة. فقال صلى الله عليه وآله: [الصدق، إذا صدق العبد برّ وإذا برّ آمن وإذا آمن دخل الجنة](1). وكل من يريد أن يشعر بلذة وسعادة الحياة فعليه أن يتزوج من عائلة صالحة وأصيلة، عائلة تمتاز بالصدق وتعيش في ود وصفاء. يقول علي عليه السلام: [الصدق صلاح كل شيء والكذب فساد كل شيء](2). ويقول أمير المؤمنين عليه السلام: [الصدق ينجيك وإن خفته والكذب يرديك وإن أمنته ](3).
وهذه مقتطفات من رسالة وصلتنا من أحد الإخوة :
الرسالة:.. كنت أؤمن منذ البداية بأن عليّ أن أتزوج فتاة مهذبة خلوقة وصالحة ومن اسرة معروفة بالصدق والأخلاق الفاضلة لأني أكره الكذب والاحتيال والغيبة وعندما قررت التقدم لخطوبة زوجتي الحالية، سمعت من هنا وهناك ومن أقاربي من يقول لي ألا تعلم ان والدها يعمل في المهنة (الفلانية)؟! ألم تشاهد بعينيك حالتهم المعيشية الصعبة؟! انت يجب أن تتزوج من فتاة تنتمي إلى عائلة أصيلة؟ من المؤسف أن تكون صهراً لهذه العائلة. علماً بأني كنت أعرف ماذا يعنون بعبار: الأصالة العائلية. فهم يقصدون بذلك الثراء والثروة المادية والعقارات والسيارات وزخارف الحياة الأخرى وأخيراً وبإصرار مني وإلحاح وإصرار من والدتي -التي هي والحق يقال امرأة واعية فاهمة ذكية وطيبة - تزوجت من تلك الفتاة نفسها. والتي كنت أعرف أهلها وأسرتها بالوجاهة والصدق وذلك من خلال علاقة الدراسة والزمالة التي كانت تربطني بشقيقها. وإني أشكر الله وأحمده لأن زوجتي امرأة صالحة وطيبة وذات أخلاق عالية جداً وإني أعيش معها منذ ثلاث سنوات ولي منها طفل واحد. إنها طيبة وخلوقة إلى أقصى حد بحيث إن الجميع يكنّون لها المحبة والاحترام، حتى اولئك الذين انتقدوني في البداية على الزواج منها أدركوا الان بأن هذه الفتاة لا تشكو من أي نقص وأنها فتاة طيبة وصالحة جدا تتمتع بالفهم والأخلاق العالية والأكثر من ذلك فهي امرأة بسيطة لا تعرف أبداً الغش والخداع والكذب والنفاق كما أنها ليست مغرورة بنفسها ولا تحب الفخفخة والتفاخر والمباهاة.
أيها الأخ العزيز! إننا نبارك لك حسن اختيارك هذا فاشكر الله الذي أعطاك مثل هذا الفهم والإدراك وقوة البصيرة هذه. إن سر نجاحك وقناعتك بهذه الحياة التي تعيشها يكمن في الأمور التالية :
١ -إنك لم تعر أهمية للوضع المادي لأهل الزوجة ولا لموقعهم الاجتماعي ولا لمجال العمل الذي تعمل فيه أسرة الزوجة ووالدها (حيث إن هذه من الأمور المهمة من وجهة نظر الآخرين).
٢ -لقد تعرفت على أخلاق هذه الأسرة من خلال صداقتك الحميمة والطويلة لأحد أفراد هذه الأسرة (وهو شقيق الزوجة).
٣ -إن المعيار الأساسي الذي استندت إليه لدى اختيارك هذه الفتاة هو مدى صدق وطيبة ونزاهة أهل العروس وأنت أيضاً إنسان صادق ونزيه وطيب.
حقاً إن المعيار الذي أخذته بعين الاعتبار في هذا المجال هو جوهرة ثمينة ونادرة! إنه معيار الصدق والإخلاص! الصدق هو عامل ثمين جداً ونادر. فهناك كثيرون ينظرون إلى ظاهر الأسر بل إنهم ينظرون فقط إلى جانب الصلاة والصوم والحج وزيارة العتبات المقدسة وسائر الأعمال الصالحة التي تقوم بها أسرة الفتاة.
ولكن بعد أسابيع قليلة من الزواج يكتشف هؤلاء الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه! لأنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار المعيار الأساسي لاختيار شريكة الحياة ولم يسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله حيث يقول: [لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة](4).
وصيتان مهمتان لاختيار الزوجة :
لقد كنت أيها الأخ الكريم ولفترة من الوقت صديقاً حميماً لشقيق زوجتك حيث كنت تعاشره وتجالسه عن قرب، الأمر الذي مكّنك من اكتشاف هذه الجوهرة والتعرف عليها وبالتأكيد فإن المعاشرة والمجالسة التي تتكرر أياماً وأسابيع وتستمر لفترة من الوقت تمهّد الأرضية لتعرف أحدهما على الآخر بشكل أفضل وقد قدّم رسول الله صلى الله عليه وآله وصية في هذا المجال حيث قال: [تخيّروا لنطفكم فإن النساء يَلِدن أشباه إخوانهن وأخواتهن](5).
كما قدم النبي صلى الله عليه وآله وصية أخرى للذين هم على عتبة الزواج حيث قال صلى الله عليه وآله: [تزوجوا في الحجر الصالح فإن العرق دساس](6).
أي أن الأبناء يرثون عن الآباء والأمهات والأجداد الصفات والسجايا الحسنة والصالحة وأن هذه الصفات والسجايا الخلقية تصبح هي القاعدة والأساس الذي يستند إليه سلوك الأبناء وتصرفاتهم. وأنت أيها الأخ الكريم قد عملت بهاتين الوصيتين، وإنا إذ نبارك لك ذلك، نتمنى أن تعيش حياة رغدة دون معاناة ومفعمة بالمحبة والوئام وأن تكون دائماً مرفوع الرأس أمام الله وأمام خلقه.
ويواصل هذا الأخ الكريم رسالته فيقول:
الرسالة:.. ولكن القضية الوحيدة لتي تؤذيني أحياناً فهي أن زوجتي تتأثر كثيراً عندما أبتعد أو أغيب عنها ولذلك فإني لا أستطيع أن أسافر لوحدي وأذهب لزيارة أقربائي، لأنها أحياناً يساورها الشك من أنني قد أتزوج بامرأة أخرى ومتى ما قلت لها بأنني أحبك تقول لي: أعرف ذلك ولكن قلقي في هذا المجال لا إرادي حيث أشعر بالقلق والاضطراب بصورة لا إرادية.
أرجوكم أرشدوني في هذا الخصوص.
إن هذا العشق وهذه المحبة التي باتت تميل إلى القلق والاضطراب هما أمر ضروري تماماً من الناحية العاطفية ولكن الأمر ليس كذلك في الواقع العملي.
فزوجتك يجب أن تفهم بأنك مسؤول عن عائلة وعليك أن توفر لها سبل العيش وإلى جانب مسؤوليتك العائلية فهناك واجبات أخرى تقع على عاتقك وأن عليك أن تقرر وتعمل لأداء كل تلك الواجبات والمسؤوليات وفقاً لما تقتضيه مصالح أسرتك. حاول أن تظهر لها حبك المتبادل وأن تجعلها تزداد ثقة بك وحاول أن لا تثور أو تغضب لقلقها أو لبعض الأفكار الخاطئة التي تجول في خاطرها، لأنه كما قالت هي نفسها فإن هذا القلق وتلك الأفكار والتصورات تراودها بصورة لا إرادية، إن ما تقوله زوجتك صحيح فهذه الأمور خارجة عن إرادتها وهي نتيجة حبّها وتعلّقها الشديد بك. ولكن عليك أن تفهمها برفق وحنان وبشكل تدريجي بأن العمل ومسؤولية زيارة الأقرباء والانشغال بالقضايا المعيشية والحياتية هي قضية جدّية وملحّة وأنك (كمسؤول عن إعالة الأسرة) لا تستطيع أن تغض النظر عن القضايا المعيشية ومتطلبات الحياة اليومية وأن الزوجة يجب أن لا تتدخل في أمورك ووظائفك ومسؤولياتك.
تمنياتنا أن يسود المحبة والوئام بينكما وأن تقوم حياتكما المشتركة على أساس الصدق والإخلاص وأن تكون مليئة بالفرح والنشاط والوئام، ودمتما في توفيق ونجاح.
_____________________________________
(١) ميزان الحكمة، ج٨ ، من الترغيب، ج٣ ، ص ٥٩٢ .
(٢) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
(٣) ميزان الحكمة، المجلد الخامس، ص ٢٨٥.
(4) بحار الأنوار ج٧١ ص٩ وميزان الحكمة، المجلد الأول، ص ٣٤٤.
(5) كنز العمال، حديث رقم ٤٤٥٥٩، مضمون حديث الرسول صلى الله عليه وآله ، لمزيد من الاطلاع راجع كتاب الطفل ببن الوراثة والتربية.
(6) كنز العمال، حديث رقم ٤٤٥٥٧.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|