أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2020
1672
التاريخ: 18-9-2019
1717
التاريخ: 30-11-2020
2096
التاريخ: 20-2-2020
2108
|
ثانياً : الإبـداع
خلال العقدين الماضيين أصبحت زيادة الإبداع والابتكار هي محور التركيز لمتخذي السياسة ، ويعود ذلك الدور المركزي للإبداع والابتكار إلى تأثيره في نمو الدخل والتوظف ونوعية الحياة بصورة عامة و زيادة نوعية العلوم والبحث والتطوير ليس كافياً لتحقيق أهداف المجتمع ، وإنما تكمن الأهمية في تطبيق الأفكار الجديدة.
ويتفق الجميع على أن الإبداع يحمل مفتاح النمو الاقتصادي ، وتقدم المجتمع ونجاحه ، ومن خلال الإبداع سيحقق قطاع الأعمال التميز.
مفهوم الإبـداع
يُقصَد بالإبداع في جوهره الاستغلال التجاري الناجح لأفكار جديدة ، لكن لا توجد نظرية للإبداع والابتكار في حد ذاتها، كل ما هنالك عدد من المفاهيم التي تعرف عدداً من النماذج الموضوعية لتفسير عملية الإبداع والابتكار والتجديد ، وتحليل المستويات التي يتم عندها الابتكار (شركات وطنية، مستوى وطني، مستوى إقليمي).
إن تحليل الابتكار هو تحليل قديم والكتابات التي تناولته كثيرة ومتنوعة لكنها تتوقف على هدف المحللين واهتماماتهم ، غير أن معظمها ركز على الإبداع والابتكار من حيث صلته بالمنتجات والعمليات التقنية .
يُقدم المعجم الاقتصادي المتخصص تعريف الإبداع أو الابتكار على أساس أنه طرح منتجات وخدمات جديدة في السوق أو وسائل جديدة لإنتاجها، وتسبق الابتكار أبحاث قد تؤدي إلى اختراع ما يُطور فيما بعد لخدمة السـوق .
وقد عرفت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD الإبداع أو الابتكار بأنه مجموع الخطوات العلمية والفنية والتجارية والمالية اللازمة لنجاح وتطوير وتسويق منتجات صناعية جديدة أو محسنة ، والاستخدام التجاري لأساليب وعمليات أو معدات جديدة أو محسنة أو إدخال طريقة جديدة في الخدمة الاجتماعية، وليس البحث والتطوير إلا خطوة من هذه الخطوات، وهذا التعريف يختصر الابتكار على أنه يشمل تجديد وتوسيع مجال المنتجات والخدمات والأسواق اللازمة لها واعتماد طرائق جديدة للإنتاج وعرضها وتوزيعها، وكذلك إدخال تغييرات على الإدارة وتنظيم العمل ومهارات القوى العاملة .
إن الإبداع هو العملية التي يتم من خلالها تقديم منتجات جديدة أو طرائق جديدة للإنتاج ، وتشمل جميع المراحل من الابتكار إلى التطوير ثم الإنتاج التجريبي ، إلى التسويق ، ثم الإنتاج التجاري والمستقبل يتطلب تحولاً واسعاً لدعم نظام الإبداع مع مؤسسات ومنظمات تُدعَم من قبل القطاع الخاص .
إن طبيعة المنافسة قد تغيرت ، فقد تطورت من الاعتماد على الكلفة إلى شيء آخر حيث السرعة والإبداع الذي يعد مسألة جوهرية في المنافسة . إن إنتاج السلع غالباً ما يُوزَع على المنتجين الذين ينتجون بكلفة أقل ، لكن الاتجاه العالمي الجديد أصبح ينظر إلى القيمة المضافة وبوسائل مختلفة لسلع مختلفة عن طريق تصميمات إبداعية مثل التسويق الفعال ، والتوزيع الكفء والعلامات التجارية الموثوقة والمحترمة. إذا الجزء الرئيس الأن لا يتمثل بالإنتاج الضروري ، وإنما الإبداع والخدمات عالية القيمة.
إن الإبداع ينعكس على توليد المعرفة وتطبيقها باتجاه المنتجات الجديدة والعمليات والخدمات والتنظيم.
لقد أشارت النظرية الاقتصادية إلى أن التقدم التقني هو مصدر ضخم وكبير لنمو الإنتاجية ، وأن نظام الإبداع الفعال هو مفتاح التقنية المتقدمة. إن نظام الإبداع يشير إلى شبكة من المؤسسات ، والقواعد والإجراءات التي تؤثر في الطريقة التي تقوم بها الدولة في اكتساب وتولید و انتشار استعمال المعرفة .
وأن المؤسسات في نظام الإبداع تتضمن الجامعات ، ومراكز البحوث العامة والخاصة، وبيوت الخبرة ، وكذلك المنظمات الحكومية وغير الحكومية التي هي جزء من نظام الإبداع . وان نظام الإبداع الفعال هو الذي ينشئ ويطور البحث والتطوير، فتكون النتيجة سلع جديدة ، عملیات جديدة وهذا سوف يكون مصدر كبير للتقدم.
وهناك عدد من الدراسات التي كشفت عن أن الإبداع والابتكار وتوليد تقنية المعرفة له اثر موجب وحقيقي على النمو الاقتصادي ونمو الإنتاجية .
إن الحصة الأكبر من تقنية المعرفة تنتج في الدول المتقدمة ، حيث إن 70 %من براءات الاختراع وإنتاج البحوث العلمية والتكنولوجية تنسب إلى الباحثين في الدول الصناعية ، وإن التفاوت والتباين في إنتاج المعرفة لكل فرد بين الدول المتقدمة والدول النامية هو أعظم من التفاوت في الدخل .
ومن أجل النجاح في اقتصاد المعرفة ، يجب على الدول تشجيع نمو الإبداع وكذلك تشجيع الأعمال ذات الحركة سواء الصغيرة منها أو الكبيرة ، وان الحكومة مع قدرتها تستطيع أن تقدم الحوافز لقطاع الأعمال وذلك لتطوير الإبداع سواء في مجال الإنتاج أو العمليات أو الخدمات .
و (الشكل) يمثل أنموذجاً لتطوير نظام الابتكار، حيث انه في المرحلة الأولى يتم حيازة الاختراعات والإبداعات، ومن ثم استيعابها من خلال الممارسة والتجربة، وفي مرحلة أخرى تحسين هذا الإبداع من خلال الإضافات عليها، وفي المرحلة الأخيرة في تولید اختراعات وإبداعات جديدة ومختلفة .
تفرق دراسات كثيرة بين التقليد والتكييف والابتكار فالفرق بين الدرجات الثلاث يتوقف على درجة الاستبدال في عوامل الإنتاج حيث إنه وكما في الشكل:
* يقف التقليد عند مجرد استيراد التقنية التي تعمل بها آلة معينة على فرض ثبات عوامل الإنتاج الداخلة في الآلة وغالباً ما تقوم بها الدول النامية .
*وأما التكييف فيعتمد على استيراد التقنيات بإنتقاء وحكمة مع اختيار نسب عوامل الإنتاج وتعديل التقنيات والألات بما يتماشى مع الوضع المحلي ، وتقوم الدول الحديثة في عالم الصناعة على هذا النوع.
* في حين أن الابتكار والتجديد هو قدرة المشروع على تطوير تقنيات جديدة والآت جديدة خاصة بها .وتوليد هذه المعرفة تقوم به الدول المتقدمة .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|