المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الخليل بن أحمد بن محمد  
  
2905   04:50 مساءاً   التاريخ: 22-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص303-305
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 1811
التاريخ: 25-12-2015 5779
التاريخ: 4-8-2018 1770
التاريخ: 11-3-2016 2860

ابن الخليل بن موسى السجزي. كان فقيها شاعرا محدثا رحل في طلب الحديث إلى نيسابور ودمشق. قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور: كان الخليل شيخ أهل الرأي في عصره وكان من أحسن الناس كلاما في الوعظ والذكر مع تقدمه في الفقه والأدب وكان ورد نيسابور قديما مع محمد بن إسحق بن خزيمة وأقرانه وسمع بالري والعراق والحجاز وورد نيسابور محدثا ومفيدا سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وسكن سجستان ثم انتقل إلى بلخ وسكنها ومن شعره في مدح أبي حنيفة النعمان بن ثابت وصاحبيه والأئمة القرّاء: [الطويل]

 (سأجعل لي النعمان في الفقه قدوة ... وسفيان في نقل الأحاديث سيدا)

 (وفي ترك ما لم يعنني من عقيدة ... سأتبع يعقوب العلا ومحمدا)

 (وأجعل حزبي من قراءة عاصم ... وحمزة بالتحقيق درسا مؤكدا)

 (وأجعل في النحو الكسائي عمدتي ... ومن بعده الفراء ما عشت سرمدا)

(وإن عدت للحج المبارك مرة ... جعلت لنفسي كوفة الخير مشهدا)

 (فهذا اعتقادي وهو ديني ومذهبي ... فمن شاء فليبرز ليلقى موحدا)

 (ويلقى لسانا مثل سيف مهند ... يفل إذا لاقى الحسام المهندا)

وقال: [الطويل]

 (إذا ضاق باب الرزق عنك ببلدة ... فثم بلاد رزقها غير ضيق)

 (وإياك والسكنى بدار مذلة ... فتسقى بكأس الذلة المتدفق)

 (فما ضاقت الدنيا عليك برحبها ... ولا باب رزق الله عنك بمغلق)

وقال: [الكامل]

 (ليس التطاول رافعا من جاهل ... وكذا التواضع لا يضر بعاقل)

 (لكن يزاد إذا تواضع رفعة ... ثم التطاول ماله من حاصل)

وقال: [الطويل]

 (رضيت من الدنيا بقوت يقيمني ... ولا أبتغي من بعده أبدا فضلا)

 (ولست أروم القوت إلا لأنه ... يعين على علم أرد به جهلا)

 (فما هذه الدنيا يكون نعيمها ... لأصغر ما في العلم من نكتة عدلا)  

وقال: [الكامل]

 (الله يجمع بيننا في غبطة ... ويزيل وحشتنا بوشك تلاق)

 (ما طاب لي عيش فديتك بعدما ... ناحت علي حمامة بفراق)

 (إن الإله لقد قضى في خلقه ... ألا يطيب العيش للمشتاق)

توفي القاضي السجزي بسمرقند وهو قاض بها سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وقال أبو بكر الخوارزمي يرثيه: [الطويل]

(ولما رأينا الناس حيرى لهدّةٍ ... بدت بأساس الدين بعد تأطد)

 (أفضنا دموعا بالدماء مشوبة ... وقلنا لقد مات الخليل بن أحمد) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.