تفسير قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً ... } |
1553
01:10 صباحاً
التاريخ: 14-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-19
999
التاريخ: 12-06-2015
1826
التاريخ: 12-06-2015
1730
التاريخ: 12-06-2015
2236
|
قال
تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ
يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا
فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا
فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا
وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ } [البقرة
: 26]
{إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما} أي مثل يكون بحسب المناسبة في التمثل سواء كان بالحقير او بالخطير والاية تشعر بأنها توبيخ لمن استنكر ضرب اللّه للأمثال ويجوز ان يكون لمنع الاعتراض على ضرب اللّه للمثلين المتقدمين وغيرهما وان لم يسبق من احد اعتراض . ورويت في نزولها اسباب ولم تصح ولا تسلم من وجوه الشك والخدشة . ولا يخفى ان في ضرب المثل فوائد كبيرة في التلقين والفهم لا تحصل بدونه. فإنه بتمثيله بالمحسوسات والمعهودات والمألوفات يشتد تأثر النفس بها ويستلفت الذهن الى الإقبال على فهم الأمر الممثل له فيستحكم تأثر النفس به. ومعنى {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي} هو ان ضرب المثل مع ما فيه من الحكمة واللطف في البيان لا يتركه اللّه لأجل حقارة الممثل به او ان الممثل له أعظم منه بكثير. وقد اقتضت المناسبة والتشبيه ان يستعار للترك المذكور لفظ الاستحياء الذي هو انفعال في النفس وخجل يمنع عن إبداء الشيء وان تعلق به غرض {بَعُوضَةً} من هذا البعوض المستحقر لصغره {فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} والجاري على الحكمة في بيان الحقيقة {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ} على سبيل الاستنكار والاستخفاف {ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا} والظاهر انهم يقولون {أَرادَ اللَّهُ} على سبيل الاستهزاء بدعوى الرسول ان المثل وحي منزل من اللّه فإن الكافرين بل والمنافقين ينكرون الوحي المذكور ولو اعترفوا به لما قالوا قولهم هذا. وقد اعرض اللّه عن بيان ما أراد بالمثل فإن بيانه مقرون به وعن ذكر فائدته فإن حكمته ومغزاه ونتيجته واضحة لا يتجاهل فيها إلا السفيه المعاند ولكنه جل شأنه أجابهم بعاقبته السيئة بالنسبة إليهم فيما هم عليه من العناد وبأثره الحميد بالنسبة للمؤمنين فقال جل اسمه {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً} من الناس المنكرين على المثل او المستهزئين أي تكون عاقبتهم في ذلك الضلال وان أراد اللّه به تفهيمهم وهدايتهم. وذلك كما قيل فلان قتل فلانا بحلمه فإنه لم يرد بحلمه إلا فضيلته ولكن صارت عاقبته ان فلان الآخر اغتر بجهله واجترأ على آخر فقتله فنسب القتل الى فلان الأول باعتبار ان حلمه كانت عاقبته قتل ذلك المغتر بسوء اختياره {وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} وهم المؤمنون إذ يتدبرونه ويهتدون بمفاده ويعرفون حكمته {وما يُضِلُّ بِهِ} بالمعنى المذكور {إِلَّا الْفاسِقِينَ} وهم الكافرون والمنافقون الهاتكون للحجاب فإن الفسق في اللغة هو خروج الشيء من حجابه يقال فسقت التمرة إذا خرجت من قشرها. ولا يضر بعمومه للكافرين والمنافقين كونه في الاصطلاح المتأخر مختصا بالمسلم العامل بالمعاصي.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|