أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1532
التاريخ: 14-06-2015
1987
التاريخ: 10-07-2015
2195
التاريخ: 12-06-2015
1629
|
قال تعالى : {إِنَّمَا
يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا
تَعْلَمُونَ (169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ
اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ
آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا
لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا
يَعْقِلُونَ (171) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ
وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة : 169 - 173] .
{إِنَّما يَأْمُرُكُمْ} الشيطان
بغوايته ووسوسته {بِالسُّوءِ} بحيث
تعرفون إذا نظرتم بعين البصيرة انه سوء يزجر عنه العقل والشرع {وَالْفَحْشاءِ} وهو ما يستعظم قبحه {وَأَنْ تَقُولُوا} كاذبين {عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ} انه منه {وَإِذا قِيلَ لَهُمُ} أي للضالين عن الحق {اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ} من الدين
والشريعة {قالُوا} لا نتبع ذلك {بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا} من
الاعتقاد والعمل ويقلدون بذلك آباءهم على عمى وضلال فسفها لهم {أَولَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً ولا
يَهْتَدُونَ} وهم كذلك إذ كانوا على غير ما يهدي اليه العقل
والشرع {ومَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} في
أقوالهم هذه التي لا يتفكرون في فساد معانيها ولا يعرفون غلطها وما يقولونه فيها {كَمَثَلِ} الأصم {الَّذِي يَنْعِقُ} كنعاق الراعي في غنمه {بِما لا يَسْمَعُ} ولا يميز من مداليل نعاقه معنى
معقولا {إِلَّا دُعاءً ونِداءً} وصوتا
بلا معنى وانهم في ذلك {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ
فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} كيف ينطقون {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما
رَزَقْناكُمْ واشْكُرُوا لِلَّهِ} نعمه {إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} ليس
المراد منه حقيقة الشرط وتعليق الشكر على عبادته. بل لبيان ان الشكر لنعمه ملازم
لعبادته عن معرفة بأنه إله العالم وخالقه ومدبره {إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} وهي الحيوان الذي
عرض عليه الموت والمراد منها غير الحيوان المذكى بما شرعه اللّه له من اسباب
التذكية المحللة للأكل {وَالدَّمَ ولَحْمَ
الْخِنْزِيرِ} نص على لحم الخنزير الشامل هنا لشحمه عناية ببيان
تحريمه وان كان من الميتة المحرمة {وَما أُهِلَّ
بِهِ} ورفع الصوت عند ذبحه او نحره بالتسمية {لِغَيْرِ اللَّهِ} كالذي يذبح قربانا للصنم او
الوثن والشجر او الذي يذكر عليه اسم الصنم والوثن وكلاهما مروي فإنه من الميتة.
والحصر في الآية اضافي بالنسبة الى المأكول من
الحيوان {فَمَنِ اضْطُرَّ} إلى
أكل شيء من ذلك بمقدار ما يحفظ به حياته حال كونه {غَيْرَ باغٍ ولا عادٍ} وقد جاء في القرآن باغ
والبغي وما يشتق منه في اكثر من عشرين موردا على معنى
واحد لا يتعدى بنفسه وإنما يعدى بعلى.
واختلفت كلمات المفسرين واللغويين في
تفسيره بحسب ما يتراءى لهم من مناسبات الموارد لاستعماله لا لاختلاف فيه او
اختلافه في تلك الموارد. فقالوا انه الحسد او الظلم او الاعتداء او الفساد من بغى
الجرح إذا فسد او مجاوزة الحد عن الحق او عن القصد كما في تبيان الشيخ والنهاية
والقاموس والمصباح والكشاف ومجمع البيان وهذا غير معنى الباغي بمعنى الطالب.
ومنه في القرآن {وَيَبْغُونَهَا
عِوَجًا} [الأعراف : 45] وابتغى
ويبتغي وتبتغي ونحوه مما يتعدى بنفسه.
وفي الكافي ومعاني الأخبار عن
البزنطي عمن ذكره عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) الباغي
الذي يخرج على الإمام والعادي الذي يقطع الطريق.
وسندها صحيح باعتبار رواية الصدوق
وكون البزنطي ممن اجمع على تصحيح ما يصح عنه وبذلك فسره في المبسوط والشرائع
والقواعد والإرشاد واللمعة.
وفي الروضة انه الأشهر.
وفي البرهان عن تفسير العياشي عن
حماد بن عثمان عن أبي عبد اللّه عليه السلام الباغي
الخارج على الإمام.
وعن محمد بن إسماعيل يرفعه الى أبي
عبد اللّه (عليه السلام)الباغي الظالم والعادي الغاصب.
وفي التبيان وقيل غير باغ على إمام
المسلمين ولا عاد بالمعصية طريق المحقين. وفي البيان هو المروي عن أبي جعفر وأبي
عبد اللّه عليهما السلام. وفيه نظر فإن روايته عن الباقر غير مذكورة والرواية عن
أبي عبد اللّه (عليه السلام) ليست منحصرة بذلك.
ففي الكافي والتهذيب عن حماد بن
عثمان عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال الباغي
باغي الصيد والعادي السارق.
وفي رواية الفقيه والتهذيب عن عبد
العظيم الحسني عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) الذي
يبغي الصيد لهوا وبطرا.
وتفسير الباغي في هذه الروايات
باعتبار ان ما ذكر فيها من مصاديق البغي والباغي. اما الخارج على الإمام
فظاهر واما طالب الصيد لهوا وبطرا فباعتبار ان هذا النحو من التصيد مصداق من
مصاديق البغي.
ففي الكافي والتهذيب عن أبي عبد
اللّه (عليه السلام) ان الخروج الى الصيد صيد
اللهو ليس بمسير حق.
وفي الكافي والتهذيب وعن المحاسن انه
مسير باطل.
وعن الخصال عن الكاظم (عليه
السلام) قال قال رسول اللّه اربعة يفسدن القلب وينبتن
النفاق وعد منها الصيد.
ثم ان كلا من الروايتين في تفسير
الباغي تكون قرينة على ان لا ينحصر تفسير الباغي بما ذكرته. بل هو احد المصاديق
ولكن خرج في نقل الرواية والسؤال والجواب بهذا الأسلوب. اذن فكل من صدق عليه انه
باغ او عاد لم يجز له ان يتناول من الميتة وان اضطر إليها أخذا بإطلاق الكتاب المجيد {فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} إذا أكل مما ذكر بمقدار
ما يحفظ به نفسه وما فوق هذا المقدار محرم لأنه غير
مضطر اليه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|