أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-22
1780
التاريخ: 2023-06-28
989
التاريخ: 2023-03-04
1272
التاريخ: 24-1-2023
1505
|
بمناسبة الاستعاذة من الشيطان نشير إلى بعض ما يعزى إلى إبليس من الأساطير ، لأنها صورة واضحة للكثير من أهل هذا العصر ، بخاصة الانتهازيين من كل مهنة في مغالطاتهم وتلاعبهم بالألفاظ بقصد التمويه ، وإخفاء الحقائق . . وقد تصرفنا بإنشاء الكلمات فقط مع الاحتفاظ بالمضمون والمحتوى . قيل : ان إبليس قال للَّه جل وعز : لا يجوز أن تعاقبني على ترك السجود لآدم .
قال سبحانه : ولم ؟
قال : لو أردت السجود مني حقا لأجبرتني عليه قهرا .
قال تعالى : ومتى علمت اني لم أرد منك السجود لآدم ؟ هل علمت ذلك بعد أن أمرتك وعصيت أمري ، أو قبل أن آمرك بالسجود ؟
قال : بعد أن أمرتني .
قال عظمت كلمته : إذن لزمتك الحجة ، لأنك خالفت وامتنعت قبل أن تعلم بأني أردت غير ما أظهرت . . هذا ، ولو ألجأتك إلى السجود قهرا لم يبق من داع للأمر به إطلاقا .
وتجد في منطق إبليس هذا صورة واضحة لمن يلقي جميع التبعات والمسؤوليات على العناية الإلهية . . ان اللَّه سبحانه لا يعامل المكلفين بإرادة الخلق والتكوين ، وعلى طريقة « كن فيكون » وانما يعاملهم بالإرشاد ، وإرادة الطلب والتشريع التي يعبر عنها بالأمر والنهي .
وقيل : ان إبليس التقى ذات يوم بـ محمد ( صلى الله عليه واله ) ، فقال له : ان اللَّه نعتك بالمرشد الهادي ، ووصفني بالمضلل الغاوي . . وكل من الهداية والغواية في يده ، وليس في يدك ويدي شيء .
قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله ) : كلا ، ان في يدي بيان الباطل والزجر عنه ، والوعيد عليه ، وفي يدك الخداع والنفاق والإغراء بالباطل ، وفي يد الإنسان القدرة والتمييز والاختيار ، فمن أحسن الاختيار فلنفسه ، ومن أساء فعليها .
وقيل : انه جاء إلى عيسى (عليه السلام) ، وقال له : ألا تزعم ان لك مكانا عليا عند اللَّه ؟ فألق بنفسك من شاهق لنرى : هل ينقذك من الهلاك ؟
قال السيد المسيح : ان للَّه ان يمتحن عبده ، وليس للعبد أن يمتحن ربه .
وقيل : انه قصد نوحا بعد أن غرق الناس ، وجف الماء ، وقال له يا نبي اللَّه ان لك عندي يدا ، وأريد مكافأتك عليها .
قال نوح (عليه السلام ) : استغفر اللَّه أن يكون لي على مثلك يد (1) .
قال إبليس : هو ما أقول لك .
قال نوح : ما هي يدي عليك ؟
قال إبليس : دعوت على قومك بالهلاك ، فهلكوا ، وقد كنت من قبل مشغولا ليل نهار في اغوائهم ، وتضليلهم . . وأنا الآن بعد هلاكهم في إجازة ، لا أجد من أغويه .
قال نوح : بماذا تكافئني ؟
قال : أنصحك أن لا تغضب ، فما غضب انسان الا وهان عليّ انقياده ، ولا تحكم بين اثنين ، فإذا فعلت كنت ثالثا لكما ، ولا تخل بامرأة والا أغريتك بها ، وأغريتها بك .
ويشعر هذا المنطق الشيطاني ان إبليس من أنصار الحرب ، وانه يبارك الأسلحة الجهنمية .
وقيل : مرّ رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله ) وأصحابه برجل ، يركع ويسجد ، ويتضرع ، فقالوا : يا رسول اللَّه ما أحسن صلاة هذا العابد ! قال : هذا الذي أخرج أباكم من الجنة .
وتهدف هذه النادرة ، أو الأسطورة إلى ان الإنسان ينبغي له ألا يغتر ، وينخدع بمظاهر الزهد والتعبد .
وقيل : ان موسى (عليه السلام ) كان ذاهبا يناجي ربه ، فالتقى صدفة بإبليس ، فقال له : إلى أين يا كليم اللَّه ؟
قال : ذاهب إلى ربي أتلقى كلمات منه . . وأنا على استعداد ان أتوسط لك لديه سبحانه ، كي يعفو عنك إذا وعدتني بالإقلاع عن غيك وضلالك .
قال إبليس : أنا لا استشفع بك ولا بسواك إليه . . بل هو عليه - استغفر اللَّه - أن يطلب مرضاتي .
قال له موسى : قبحت من كافر لعين .
قال إبليس : ولم يا كليم اللَّه ؟ وأي ذنب لي ؟ لقد طلب مني السجود لآدم ،
وأنا من شدة اخلاصي له لا أسجد لسواه . . ومتى كان الإخلاص ذنبا ؟
قال موسى : ان هذه مغالطات ، وتلاعب بالألفاظ لا يغني عنك فتيلا ، وسترى ما ذا سيحل بك غدا .
قال إبليس : وأنت أيضا سترى ما ذا سأفعل غدا . .
قال موسى : وما أنت بفاعل ؟
قال إبليس : أطالب اللَّه بوعده ، وأحتج بقوله : « ان رحمتي وسعت كل شيء » وأنا شيء ، فوجب أن تتسع لي رحمته . . وإذا كنت أنا لا شيء فاللا شيء لا يحاسب ولا يعاقب .
قال موسى : ان رحمة اللَّه تتسع لمن فيه الأهلية والقابلية لها ، وأنت بعيد عنها كل البعد .
قال إبليس : إذن اسلك سبيلا آخر .
قال موسى : وأي سبيل تسلك ؟
قال إبليس : أدعو من اتبعني من الغاوين ، وأطلب منه تعالى أن يدعو هو من اتبعه من المؤمنين ، ونجري الانتخاب والاقتراع ، وعندها يعرف من الفائز الحائز على أكثرية الأصوات ، وإذا ألغى الانتخاب قمت مع جمعي بمظاهرة صاخبة حتى أبلغ ما أريد .
وهذه الأسطورة تهدف إلى أن أهل الباطل أكثر من أهل الحق عددا ، لأن الحق ثقيل ، والباطل خفيف ، كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وان على العاقل أن لا يتخذ من منطق الأكثرية مقياسا للحق ، ولا من منطق الأقلية ميزانا للباطل ، كقاعدة كلية ، ومبدأ عام ، فلقد جاء في نهج البلاغة : « ان الفرقة أهل الباطل وان كثروا ، والجماعة أهل الحق وإن قلوا » .
وجاء في القرآن الكريم : وأكثرهم للحق كارهون ، وفي آية ثانية : ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، وفي ثالثة : لا يشكرون ، وفي رابعة : لا يعقلون ، وفي خامسة : لا يؤمنون . . وفي رواية إذا اجتمع أعوان إبليس ملأوا الخافقين .
ولهذه النصوص وغيرها كثير وكثير قال الشيعة : ان خليفة الرسول ، تماما كالنبي يختاره اللَّه ، ويستخلفه على عباده ، لا من اختاره الناس ، وبايعوه ، وقدموه لأنفسهم وعلى أنفسهم . . ان هذا ملك على الناس ، وليس بخليفة لرسول اللَّه . . أما المرجع الديني الأول عند الشيعة فهو الذي يتحلى بالصفات التي نص
عليها صاحب الشريعة الأصيل ، لا من ينتخبه الناس للدين ، ولا من يعينه الحاكم الدنيوي بمرسوم . . كيف ؟ . . وهل لأرباب الشهوات والأهواء ان يؤتمنوا على دين اللَّه ؟ . . إذن فليختاروا وينتخبوا الرسل والأنبياء ، ويفرضوهم على اللَّه فرضا ، ويلجئوه إلى الاعتراف بهم الجاء . . تعالى اللَّه عما يقول الظالمون علوا كبيرا . .
والنتيجة المنطقية ان خليفة الرسول لا يكون ، ولن يكون إلا بالنص عليه من الرسول بالذات ، وان المرجع الأكبر في الدين من نص عليه بالصفات . . فمن تصدى لمنصب الخلافة بلا نص على اسمه ، أو تصدى لمنصب المرجعية بلا نص على صفاته فهو مفتر على اللَّه ورسوله . . وقد خاب من افترى .
وبعد ، فان القضية ، أية قضية ، سواء أكانت في الخلافة ، أو في المرجعية ، أو غيرها لا تصدق إلا إذا كانت انعكاسا عن الواقع ، وان التلاعب بالألفاظ لا يجعل المبطل محقا ، ولا المحق مبطلا ، ولا غير المعقول معقولا . . وان دلت المقدرة على التبرير بالأقوال ، لا بالحق والواقع ، ان دلت هذه المقدرة على شيء فإنما تدل على ان صاحبها تلميذ ناجح لإبليس في تمويه الحقائق ، وتغطيتها بالطلاء المغشوش المزيف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ قيل لعالم صالح : ان فلان يثي عليك ,وكان فلان هذا معروفاً بالفسق والفجور ,فقال العبد الصالح : لا بد اني اقترفت سيئة ,والا فأن مثله لا يثي علي مثلي .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|