المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



امضِ قدماً واستفِد من أخطاء الماضي  
  
1820   04:28 مساءً   التاريخ: 22-9-2021
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون ود. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص247-250
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/12/2022 1200
التاريخ: 2024-04-06 790
التاريخ: 25-12-2021 1876
التاريخ: 9-1-2022 1976

لقد كنا ذات يوم جالسين عند تناول الغداء عندما طرحت كريس السؤال ((إنني أتساءل عندما نعود بالذاكرة ونتذكر حياتنا سوياً ما أكثر شيئاً نستذكره وما سيكون أهم شيء بالنسبة لنا؟)) فكلما فكرنا في الإجابات ، أصبح واضحا بالنسبة لنا ان السؤال نفسه يعد سؤالاً مهماً. منذ ذلك الحين لقد عرفنا أزواجاً كثيرين انشغلوا في نفس هذا التمرين الذهني ويبدو أن كل فرد يتفق في أن هذا يعد أمراً ممتعاً ومفيداً.

وإلى حد ما ، يظهر كل شيء أوضح وشكل أساسي أقل أهمية عندما ننظر اليه عن بعد ، لكن مع وقت كاف ، تكون قادراً نوعا ما على أن يكون لديك قدرة على التمييز بين الأمور وعلى التفريق بين ما هو ذو صلة بالموضوع حقاً وما يبدو أن لكون له صلة. بينما تتخيل ان تسترجع حياتك كلها ، إنه بالرغم من ذلك يمكن أن تتعامل مع تجربتك بشكل غير شخصي ، كما لو انك تراها بشكل موضوعي أكبر.

إنني اتذكر التفكير في مقدار ما يمكن ان تؤكد الاوقات الطيبة على الاوقات السيئة والخبرات الايجابية على الخبرات السلبية. وقد وضحت كريس بطريقة صحيحة كم مرة قد تذكرنا بالفعل ما كان صعباً أو مؤلماً وبالتأمل فيما استرجعناه في الماضي ، قد اشرنا الى هذه التجارب بانها ضمن الاشياء الاكثر اهمية من اجل تقدم شخصي وتجربة ثرية للحياة. على سبيل المثال ، اذا لم نُقتل في تصادم سيارة لما كان لدينا نفس التقدير لنعمة الحياة. اذا لم نكن كافحنا ماديا وقمنا ببعض الاستثمارات غير الموفقة عندما كنا شباباً ، ما كنا استطعنا ان نقدر تماما الرفاهية التي نحن عليها الان او اهمية العودة الى الاشخاص الاقل ثراءً منا. اذا لم نجرب الالم الجسمي ، ما كنا نقدر اهمية العناية بأنفسنا ، ولا القدرة على تقدير نعمة الصحة. اذا لم نفقد الاصدقاء الحقيقيين للابد بسبب السائقين السكارى ، لما كنا نقدر اهمية قيادة السيارة بسرعة مناسبة من اجل التمتع بكل يوم ثمين وان نعرف حقا ان الاشياء السيئة تحدث للناس الاسوياء .

تساءلت كريس عن النعم الاخرى – المتنكرة في شكل خبرات مؤلمة – التي سنذكرها فيما بعد. وقد ضحكت بصوت خافت عندما قالت ((انني اعرف اننا لن نتذكر ونقول ((إذا لم تحدث فقط هذه المشاجرة الخفيفة اليومية ، لكنا اكثر سعادة)) فعلى العكس ، إننا أدركنا في النهاية ان معظم الامور اليومية التي سببت لنا متاعب سوف نتذكرها بأنها أمور ليست لها صلة تماماً بالموضوع ، هذا اذا تذكرناها. وسوف ترى أي او جميع المناقشات او المشاحنات او الحاجة لإثبات أنفسنا على انها مضيعة للوقت والمجهود.

فالشيء الذي سيكون مهما بالنسبة لنا هو الحب الذي استطاع كل منا مشاركته مع الاخرين ، والنعمة الكبيرة التي رزقنا الله اياها وهي اطفالنا والسرور الذي ادخلوه على حياتنا ، واي تقدم ديني والبصائر التي استطعنا ان نعايشها في رحلتنا القصيرة على الارض .

واتفقنا ان الاشياء التي لم تكن مهمة كانت الاحباطات القليلة مع كل منا ، واهتمامنا بالوزن والمظهر الجسمي ، البيت الذي نقطن به ونظافته ، والممتلكات المادية ، او حجم حسابنا في البنك. لم تكن تلك الاشياء واشياء مثلها اخرى عديدة مهمة للحياة السوية ؛ حيث إنها اشياء ذات مغزى اقل من الاشياء الاخرى.

أشار أزواج آخرون الى ادراك للأمور مشابه عندما مارسوا هذا التمرين ، لقد قال الاصدقاء  في غمرة الوقت الصعب (( انني سأكون واثقا من ان هذا يبدو مؤلما ، وسيكون لا مغزى منه عندما نتذكره. لماذا لا نأخذ قرار بأن العمل على تلاشي الاحباط الان)) انها وجهة النظر المتزايدة مثل هذه التي تساعد الازواج في التوقف عن الاهتمام بالأمور الصغيرة ويشرعون في التركيز على الاشياء الاكثر أهمية.

فهذا ما تدور حوله هذه الاستراتيجية وهو التعلم ان نسقط من اهتمامنا الاشياء التي تعرف حقا أنها لا تستحق القلق بشأنها. ولا تنس ، اذا كنت تعرف ان هناك شيئا ما سيبدو عديم الفائدة في فترة لاحقة ، لماذا لا تجعلها عديمة الفائدة الان؟.

نحن نشجعك لأن تأخذ بعض الوقت وتقوم بالتفكير بإمعان في هذا التمرين. استمر وأسرع في تكوين رأي في ذهنك من أجل غايتك في الحياة ، فقم بالرجوع بالذاكرة للوراء الان ولاحظ ماذا ترى. مع القليل من الحظ فإنك ستلاحظ شيئاً أو اثنين يمكن ان تفكر في تغييرهما قد تكون أولوية ، او عادة ، او اعتقاد محبط ، او موقف ما في الحياة. فعلى أسوأ الاحتمالات. ستجد ان هذا التمرين ممتع ، وعلى احسن الاحوال ، انه سيغير الطريقة التي تنظر بها الى الامور . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.