أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015
2484
التاريخ: 12-5-2022
2434
التاريخ: 20-10-2014
2611
التاريخ: 24-7-2022
1972
|
مقا- دنى : أصل واحد يقاس بعضه على بعض ، وهو المقاربة ، ومن ذلك
الدنىّ وهو القريب ، من دنا يدنو. وسمّيت الدنيا لدنوّها ، والنسبة اليها دنياوي.
والدنىّ من الرجال الضعيف الدون ، وهو من ذاك لأنّه قريب المأخذ والمنزلة. ودانيت
بين الأمرين قاربت بينهما. والدنىّ : الدون ، مهموز. يقال رجل دنيء ، وقد دنؤ
يدنؤ دناءة. وهو من الباب أيضا ، لأنّه قريب المنزلة. والأدنأ من الرجال :
الّذى
فيه انكباب على صدره ، وهو من الباب لأنّ أعلاه دان من وسطه وادنت الفرس وغيرها :
إذا دنا نتاجها. والدنيّة : النقيصة. ويقال : لقيته أدنى دنىّ أي أوّل كلّ شيء.
مصبا-
دنا منه ودنا اليه يدنو دنوّا : قرب ، فهو دان ، وأدنيت الستر : أرخيته ، ودانيت
بين الأمرين : قاربت بينهما. ودنأ يدنؤ بالهمز ، بفتحتين ، ودنؤ يدنؤ مثل قرب يقرب
، دناءة ، فهو دنيء. وفي لغة : دنا يدنو يخفّف من غيرهم ، دناوة ، فهو دنى. ودنا :
إذ لؤم فعله وخبث ، ومنهم من يفرق بينهما بجعل المهموز للّئيم والمخفّف للخسيس.
صحا-
دنوت منه دنوّا ، وأدنيت غيرى ، وسمّيت الدنيا لدنوّها ، والجمع دنى مثل الكبرى
والكبر ، وأصله دنو ، فحذفت الواو للساكنين ، والنسبة- اليها دنياوي ، ويقال دنيوي
ودنيي. ويقال ما تزداد منّا الّا قربا ودناوة ، وأمّا الدنىء بمعنى الدون :
فمهموز. ويقال انّه ليدنّى في الأمور تدنية أي تتّبع صغيرها وخسيسها. وفي الحديث
: إذا أكلتم فدنّواأي كلوا ممّا يليكم. وتدنّى فلان أي دنى قليلا قليلا ، وتدانوا
أي دنى بعضهم من بعض.
والتحقيق
أنّ
الأصل الواحد في هذه المادّة : هو القرب على سبيل التسفّل والانحطاط ماديّا أو
معنويّا ، كما سبق في مادّة- دلى.
فهذان
القيدان منظوران في موارد استعمال المادّة جميعها ، وبهذا يظهر لطف التعبير بها
دون نظائرها في مواردها في القرآن الكريم.
وأمّا
الدنأ مهموزا : فهو بمعنى التسفّل والانحطاط فقط.
{وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا
بِمَصَابِيحَ} [فصلت : 12] - السماء هي العلوّ والفضاء فوق الأرض ، والسماء
الدنيا هي الفضاء العالي القريب من الأرض ، أي الطبقة التي فوق رءوسنا المشهودة
لنا بحواسّنا ، وهذه الطبقة التي هي بمرأى منّا ومنظر قد زيّنت بمصابيح ، سواء
كانت الكواكب أنفسها في تلك الطبقة أو في الطبقات العالية.
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت : 64] أي الحياة المنحطّة المحدودة المادّيّة القريبة منّا
، ويقابلها الحياة التالية التي واقعة بعدها ومتأخّرة عنها ، وهي ثابتة حقّة وسيعة
وفيها حقيقة- الحياة- راجع مادّة- حي.
والتعبير
بالحياة دون العالم وأمثاله : اشارة الى الحقيقة ، فانّ حقيقة العالم هي ظهور
الحياة ، وللحياة مراتب وظهورات ، وهذا العالم المادّى فيه ظهور ضعيف من الحياة ، ويشار
الى هذه الحقيقة : بالحياة الدنيا.
ويؤيّد
هذه الحقيقة ما في بعض الآيات الكريمة بقوله تعالى- {فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ...} [الأحقاف : 20] ،{إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} [الأنعام : 29] ، وقد اتّصفت الحياة بالدنيا في 67 موردا.
وقد
استعملت مطلقة في 44 موردا ، فالنظر فيها الى مطلق العالم والمحيط والدار
والممدودة والحياة وأمثالها- {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ
عَظِيمٌ...}
[البقرة : 114] ، . {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً...} [البقرة : 201] ، {فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ...} [البقرة : 217] . {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا
وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ...} [آل عمران : 148] ، . {لَا جَرَمَ
أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي
الْآخِرَةِ } [غافر : 43].
ويؤيّد
هذا المعنى : ذكرها في قبال الآخرة ، فانّ الآخرة بمعنى المتأخّرة ، أي المتحقّقة
الواقعة في المرتبة التالية الثانية.
{فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ
الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ} [آل عمران : 148]- الاضافة ظرفيّة أي
الثواب في الدنيا وفي الآخرة ، والثواب : الأجر الراجع الى صاحبه. وهذا في قبال
الآية-. { لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا } [الرعد : 34]. ومثلها- {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي
الدُّنْيَا...}
[العنكبوت: 27] . {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب : 59] يقرّبن
الجلابيب منهنّ ويزلن اليهنّ.
{وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [الرحمن : 54] -. {قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} [الأنعام : 99] -{قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة : 23] - أي قريبة منكم
نازلة إليكم.
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم : 8] - {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى}
[النجم : 9] - أي تبعّد عن التشخّص وتنزّل عن الأنانيّة وحطّ مقام نفسه حتّى تقرّب
من اللّه العزيز المتعال- سبق في- دلى.
{ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ
أَعْيُنُهُنَّ...} [الأحزاب : 51] ، . {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ} [الأحزاب : 59]. {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا
بِالشَّهَادَةِ} [المائد ة : 108] - أي قريب من هذا الموضوع ونازل الى جانب إتيانهم
بالشهادة.
{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ
أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة : 61] - أي يبدّلون الخير بما هو أدنى وانزل وأحطّ
منه فظهر أنّ القرب والنزول المستفادين من المادّة : أعمّ من المادّى المحسوس
والمعنوي المعقول.
وأمّا
كلمة دنّوا في الحديث : فامّا أمر من دنّ يدنّ ، أو من التدنية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|