أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-31
1600
التاريخ: 28-12-2022
1201
التاريخ: 25-9-2019
1438
التاريخ: 20-5-2021
2015
|
أنشأ وليم كاكستون أول مطبعة في إنجلترا سنة ١٤٧٦ - وبعد ذلك بأكثر من مائتي عام في سنة ١٦٩٤ أصبحت حرية الطباعة بدون تقييد سبق حرية معروفة لدى الشعب الإنجليزي وصحفييه القائمين بأعمال الطباعة .
والتقييد المسبق يعنى أن يحصل الطابع على ترخيص قبل تشغيل آلة الطباعة .
أما الطبع بدون تصريح ، فقد كان يشكل جريمة . أما في مفهومنا الحديث فإن لكل فرد الحرية في طبع ما يقوله بالرغم من أنه قد يتعرض للعقاب إذا كان ما طبعه يسيء للمجتمع ( منافيا للآداب العامة ، أو مثيرا للفتنة ) أو يضر شخص آخر ( تشهير ) . والحكومة الاستبدادية لا تهتم بمنح مثل هذه الحرية الواسعة ، ولكنها تريد أن تتحكم في الاتصال منذ البداية وأن تختار القائمين بالاتصال.
وطبع كوكستون أول كتب تصدر باللغة الإنجليزية ، كما ساعد على نقل ثقافة القارة إلى إنجلترا . وقد تمتع بالمساندة الملكية والإعانة الضرورية عن طريق الطبقة الحاكمة حيث أن سوق الكتب كان محدودا بسبب الأمية . واستطاع هو وخلفاؤه تحسين جودة وحجم الطباعة خلال نصف القرن التالي الذى شهد صعود أسرة تيودور . وفي ستة ١٥٣٤ أصدر هنري الثامن وهو بصدد القبض على ناصية السلطة المطلقة قانونا يلزم أصحاب المطابع بالحصول على إذن ملكي قبل افتتاح مطابعهم . وهذا الإجراء الذي
بمثابة التصريح يعنى الكبت أي التقييد المسبق . وفيما عدا فترات قليلة ، ظلت فكرة الإذن المسبق سارية المفعول في إنجلترا حتى سنة ١٦٩٤ .
واتخذ هنري الثامن إجراءات أخرى للتحكم في الطباعة ، من بينها منع الكتب الأجنبية ، أو طبع قوائم بالكتب الممنوعة ، ومعاقبة الناشرين الذين عارضوا هنري الثامن ومجلسه السري القوي ، ولكته لم يستطع هو أو الملكة إليزابيث الأولى إخافة كافة الناشرين والكتاب لإخضاعهم . وبعد سنة ١٥٥٧ استطاعت شركة بيع الأدوات المكتبية وهي شركة تضم الناشرين والموزعين الحاصلين على التراخيص ، أن تحصل على سلطة تنظيم الطباعة وكشف أعمال المتهربين الذين لم يكونوا مسجلين لديها . وفي سنتي ١٥٦٦ ، ١٥٨٦ فرضت عقوبات مشددة على أعمال الطباعة غير المرخص بها . وكانت العقوبات المفروضة في السنة الأخيرة بمعرفة سلطة محكمة ستار تشامبر غير المشهورة . ولكن بالرغم من الاعتقالات وتحطيم مطابع الناشرين غير المحظوظين فقد ظل بعض العصيان قائما .
إن الصراع بين الطبقة التجارية الصاعدة والتاج ، ذلك الذي نشب في شكل ثورة سنة ١٦٤٠ وأدى إلى نشأة الكومنولث في ستة ١٦٤٩ عل يد أوليفر كرومويل قد أعطى للناشرين بعض الحرية المؤقتة، فقد رأي الملك جيمس الأول وخليفته ستيوارت صعوبة احتلوا معارضة التطهريين ، وأن الصحفيين أصبحوا أشد حرصا على الفرص التي أتيحت لهم، وقد أدى الاهتمام الجماهيري أثناء حرب الثلاثين عاما في أوروبا مع أمور سياسية واقتصادية أخرى إلى حتمية زيادة المطبوعات . فأنتج ناثانيل باتر ، وتوماس آرشر ، ونيكولاس بورن فى سنة ١٦٢١ أول جريدة إخبارية منتظمة على أساس أسبوعي . وكانت تتتضمن أخبارا مترجمة من صحائف الأخبار الأوروبية وتسمى كورانتو، وظهرت الأخبار اليومية أو الأحداث المحلية لأول مرة في شكل خطابات إخبارية مكتوبة بخط اليد ، ثم طبعت بعد أن رفعت مناقشات البرلمان الطويلة حظر التاج عن الطباعة في ستة ١٦٤١ .
ولكن حمر الحرية كان قصيرا ، ففي سنة ١٦٤٤ كان ميلتون يعارض قوانين التصاريح الجديدة ، ويعد إعدام تشارلز الأول في سنة ١٦٤٩ سمح كرومويل وحكمه التطهري بظهور القليل من المطبوعات الإدارية تحت رقابة ميلتون دون غيره . وقد أدت عودة أسرة ستيوارت تحت حكم تشارلز الثاني سنة 1660 إلى تحول منح التراخيص
والرقابة إلى الحزب الملكية مع فرض المزيد من أساليب الكبت الشديدة على الطباعة بدون ترخيص . ومما هو جدير بالذكر أنه برغم كل شيء ، فقد صدرت الجريدة الخاصة بالبلاط ( ذي لندن جازيت The London Gazette) في سنة ١٦٦٠ وظلت موجودة إلى اليوم بوصفها أقدم صحيفة إنجليزية .
وقد أدى اضمحلال حكم أسرة ستيوارت بعد ثورة ١٦٨٨ التي وضعت وليم وماري على العرش إلى إعادة الحرية للناشرين . وفى سنة ١٦٧٩ سمح البرلمان باختفاء قانون الترخيص ، ولكنه انتعش شكل مؤقت ثم قضى نحبه بانيا في سنة ١٦٩٤ . وبالرغم من استمرار بقاء قوانين الفتنة والتشهير الصارمة ، وكذلك فرض الرسوم على طباعة الصحف والإعلانات ابتداء من ستة ١٧١٢ إلا أن فكرة التصريح المسبق قد ماتت . وظهرت الجرائد في لندن مع هذا الانتصار ، وكان من بيتها أول جريدة يومية وهي الديلى كورانت في سنة ١٧٠٢ . وقد شهدت بداية القرن الثامن عشر ازدهار الجرائد الإخبارية وجرائد الرأي الشعبية ، وكان يحررها كتاب من أمثال دانييل ديفو ، وريتشارد ستيل ، وجوزيف أديسون ، وصمويل جونسون .
ولم تمت التراخيص وفكرة التقيد المسبق في المستعمرات الأمريكية بسرعة ، لقد حمل التطهيريون أول مطبعة إلى نيو إنجلند في سنة ١٦٣٨ بهدف طباعة مواد لمدارسهم ولجامعة هارفارد . وتلا ذلك قيام مطابع تجارية ، وظهور بعض الجرائد الإخبارية ذات الصفحة الواحدة والكتيبات . وفي سنة ١٦٩٠ نشر بنجامين هاريس وهو محرر لاجئ من لندن ، أول عدد من جريدة بوسطون وهي بابليك أوكيرانسيز ، ولكن معالجته الصريحة أثارت حاكم ومجلس المستمرة ، وسرعان ما استبعدوه بحجة أنه لم يحصل على ترخيص . وعندما نشر مدير البريد جون كامبل في سنة ١٧٠٤ أول جريدة أسبوعية منتظمة وهي بوسطون نيوزليتر - هرول طواعية إلى السلطات طالبا الرقابة المسبقة ووضع عبارة " طبعت بموافقة السلطات " على قمة جريدته . وظل الأمر كذلك حتى سنة ١٧٢١ عندما بدأ جيمس فرانكلين نشر جريدته نيو إنجلند كورانت . فكان أول ناشر بالمستعمرات يطبع جريدته رغما عن أنف السلطة .
وأصبحت حرية النشر مبداً مقبولا في أمريكا بعد ما وفرت تسع مستعمرات مثل هذه الحماية الدستورية بحلول سنة ١٧٨٧ ، عندما عقد المؤتمر السنوي في فيلادلفيا.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|