المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

تكفير الامام الحسن
5-4-2016
الخمود
18-7-2017
π-Electron Functions
13-8-2018
موقف الفقه الدستوري من شخصانية السلطة
29-3-2017
سقوط الجمعة عمن صلى العيد لو اتفقا في يوم واحد.
17-1-2016
الهمة
4-6-2022


أسس تربية ابنك  
  
2009   11:17 صباحاً   التاريخ: 22-3-2021
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص42-45
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2022 1546
التاريخ: 23-2-2022 1391
التاريخ: 7-12-2016 1719
التاريخ: 9-1-2016 1934

ادخلي الى أي مكتبة وستلاحظين من دون شك كم الكتب المتعلقة بالتربية. يشهد كل عام إصدار كتب جديدة ، مليئة بالاقتراحات عن كيفية تربية ولدك ، وقد أصبح المشاهير والأطباء النفسيون وحمواك وجيرانك وأصدقائك ، أي الكل ، خبراء أو هذا ما يدعونه. لكن إليك الحقيقة بشأن التربية: أنت الخبيرة في ما يتعلق بابنك. اكتشفي كل ما يمكنك اكتشافه بشأن ما يهم أكثر ثم ثقي في حكمتك ومعرفتك بابنك.

الانتماء والأهمية

لدى معظم الأهل الكثير والكثير من الاسئلة. لعلكِ تتساءلين كيف تساعدين ابنك على ان ينام طيلة الليل وكيف يستخدم المرحاض او يرتدي ملابسه بنفسه. ربما لديك اسئلة عن الاعمال الروتينية او ما هو مباح او الفروض المدرسية. أو لعلكِ تتساءلين ما اذا كانت الرياضيات المنظمة فكرة جيدة ، او كم من الوقت يجب ان يشاهد ابنك التلفزيون او ما اذا كان عليك ان تسمحي له بأن يلعب الالعاب الالكترونية... وقبل ان تتمكني من ان تعالجي التحديات اليومية المتعلقة بتربية ابنك ، لا بد من حصول امر هام وهو ما يسمى علاقة .

الحب وحده لا يكفي

لعلكِ تعتقدين أن أهم هدية يمكن ان تعطيها لابنك هو الحب لكن الأهل غالبا ما يقومون بأمور عقيمة او حتى مؤذية باسم الحب. قد تقول احدى الامهات على سبيل المثال: ((أنا اعطي اولادي كل ما يريدونه لأني احبهم)) ، وتقول اخرى: ((اجعل اولادي يعملون جاهدين من اجل اي شيء لأني احبهم فالعالم الخارجي قاس)). ينتقد الأهل أولادهم ويعاقبون ويدللونهم ، كل هذا باسم الحب.

نادراً ما يكون الحب هو المشكلة في التربية. إذا ما راقبت ابنك وهو ينام ليلاً في سريره فانت تعرفين كم هو غامر ذاك الشعور بالحب. لكن الحب يكون فعالاً عندما يمتزج بالحكمة وبمهارات تربوية فعالة وبالقدرة على التفكير في النتائج الطويلة الأمد لقراراتنا. من حسن الحظ أن الأبحاث والتجارب تعطينا معلومات جديدة يومياً تقريباً حول أفضل طريقة لتربية أطفال قادرين وأصحاء. 

رواد في التربية

كان الفرد ادلير ، دكتور في الطب ، ورودولف درايكر ، دكتور في الطب ، من بين الرواد في دراسة وفهم سلوك الاولاد. والدكتور ادلير هو طبيب نفسي عاش في فيينا في زمن فرويد لكنه اختلف في الراي مع زميله الشهير في كافة المسائل تقريبا. انطلق الدكتور درايكر وهو طبيب نفسي من فيينا ايضا من تعاليم ادلير ثم انتقل في نهاية المطاف الى الولايات المتحدة حيث عرف في الثلاثينات الجمهور الامريكي على فكرة تعليم التربية. دافع الدكتور درايكر عن العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل ووجد ان الاطفال يحتاجون لِحس الانتماء الى عائلاتهم واهميتهم فيها أكثر من الحب وحده.

لم الانتماء والأهمية مهمان

يتعلم الأولاد عن الحياة في إطار العلاقات وتعتبر علاقاتهم الاولى هي الأهم. وبغض النظر عن الجنس او المظهر او الموهبة ، يحتاج كافة الأولاد لأن يعرفوا بأنهم ينتمون الى عائلاتهم وبأن ثمة مكان لهم فيها. يحتاج الأولاد لأن يعرفوا بانهم مقبولون من دون قيد أو شرط وبأنهم محبوبون على الرغم من سلوكهم الصعب أحياناً .

في الواقع ، تشير الدراسات الحديثة الى ان اهم هدية يمكن ان تقدمها الأم أو الأب للولد هو الاحساس بانه محبوب وقبول من دون قيد أو شرط . إن العمل على بناء ارتباط آمن ضروري لتربية ابن سعيد وسليم . يبدو الامر سهلا ، اليس كذلك ؟ لكن اسألى والدة صبي في الثالثة من عمره ، سيء الطباع وجدي ، وستخبرك أن الأمر ليس سهلاً دوماً بقدر ما يبدو عليه .

• وقائع

آمن الفرد ادلير بمعاملة الاولاد باحترام لكنه رأى ان التدليل والافراط في الغنج يعيقان التربية ويؤديان في نهاية المطاف الى مشاكل اجتماعية وسلوكية. تشكل أفكار الدكتور ادلير اساس نظريات التربية والتعليم الديمقراطية التي تعتبر اليوم الاكثر فاعلية في تعزيز النمو الصحي للدماغ والعلاقات القوية .

يحتاج الأولاد لأن يشعروا بأهميتهم الخاصة أي أن يعرفوا أنهم مهمون بغض النظر عما يفعلونه او ينجزونه ، وان الخيارات التي يقومن بها في الحياة مهمة. في الواقع ، يرى الدكتور ادلير ان لدى كل البشر رغبة في التواصل مع المجتمع المحيط بهم وفي اعطاء شيء في المقابل. بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في مدينة نيويورك ، قام الاولاد في كافة انحاء البلاد ببيع الليموناضة وجمع المال وتقديم المساهمات لمساعدة اطفال نيويورك . لم يطلب احد منهم ذلك في معظم الحالات لكنهم ارادوا ان يفعلوا شيئا مفيدا . هذا هو الشعور بالانتماء والاهمية ، فالأولاد الذين يعرفون انهم ينتمون الى عائلاتهم وعالمهم وانهم مهمون فيها , يصبحون على الارجح افرادا قادرين ومنتجين في مجتمعاتهم .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.